رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

السلم والسلام قيمة عظيمة تنقذ المجتمعات البشرية من الفوضى والخراب والدمار، ويعنى الصلح والمهادنة، وهو مضاد الحرب والدمار والفوضى والفساد، والسلم يختلف من مجتمع إلى مجتمع من حيث المعنى، فقد يكون عدم الحرب، وقد يكون العيش فى أمان داخلى، لكن تبقى بالرغم من ذلك القيمة والضرورة التى يحتاجها البشر يوميا، فلا يوجد مجتمع من المجتمعات يصل إلى الازدهار والقوة إلا من خلال الوصول للسلم والسلام.

أما عن الأهمية القصوى للسلم والسلام فنجدها فى الجوانب المتعددة التى يجب أن نأخذها فى الاعتبار، وهذه الجوانب يمكن حصرها فى عدة نقاط منها: حقوق الإنسان لأن حق السلم والسلام من حقوق الإنسان الأصيلة، التى وضعتها الدساتير الوطنية والدولية، والتعليم وهو يعتبر من الحقوق الرئيسية لجميع  البشر فى كل دول العالم، والفقر وسوء التغذية وهى من الأمور التى تجعلنا نقدر السلم والسلام للمجتمعات للقضاء على الفقر وسوء التغذية والأمراض والأوبئة التى تزداد فى المجتمعات التى تعانى من الصراعات الداخلية، فالحروب تجعل البيئة التحتية مدمرة، وبالتالى لا يوجد اهتمام بالمستوى التعليمى أو الصحى مما يؤثر فى حياة الناس ومعيشتهم اليومية، لذلك فإن غياب السلام والأمن فى المجتمع سيؤدى بالضرورة إلى زيادة معدلات الفقر.

كذلك التنمية المجتمعية فهى ترتبط بشكل مباشر بوجود السلام والأمان فى المجتمع، فبغير الأمن لا توجد تنمية فى جميع المجالات، فالأمن يؤثر على الناحية الاقتصادية من بناء المشاريع وتهيئة الأجواء من أجل الاستثمار الآمن وبناء اقتصاد قوى قائم على ركائز ودعائم متينة.

كما أن تنفيذ القانون يكون فعالا فى إطار من مناخ الحرية والعدالة وعدم التعدى على حقوق الغير، ويؤدى وجود سلامة وسلم فى الدولة إلى تنفيذ القانون، كما تتحقق الديمقراطية والحكم الرشيد فى ظل السلام والأمن، فلا توجد ديمقراطية وتعددية فى ظل الحروب والنزاعات المسلحة، فلا تتفق مبادئ الديمقراطية ووجود مؤسسات الدولة إلا من خلال مؤسسات تحمى السلام والأمان فى ربوع الدولة الواحدة، كما لا يتم الإبداع إلا من خلال مناخ السلام والأمان فى المجتمع، فلا أحد يصل إلى الابتكار والازدهار فى جميع جوانب الحياة إلا فى وجود الأمن.

إن الجانب المستقبلى لكل الحضارات قد يكون مجهولا فى ظل الفوضى والنزاعات، وهذا فى المقابل يجب على المجتمعات أن تصل للأمن والسلام من أجل الوصول لمستقبل سليم وصحى لجميع فئات المجتمع خاصة فئة الأطفال والشباب وهم الفئة العمرية الأكثر تضررا من الحروب والأمراض والأوبئة، لذلك على جميع الدول أن تحقق السلام والأمان لكى تؤمن مستقبل هؤلاء فى حياة أفضل وأقوى.

السلام والأمن، لا يعنى زوال الصراع والخصام فقط، إنما يؤسس حزمة من القيم والأفكار والمواقف والعادات التى ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السيادة والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والحوار والتعاون بين الشعوب والثقافات المتعددة، ونبذ ثقافة القوة وإكراه الشعوب لخوض خيارات ضد إرادتهم.

لقد أجهدت الحروب والصراعات على مر الزمان شعوب الأرض كلها، لذلك فإن الجميع يطمح اليوم إلى السلام الذى يستجيب لآمالهم وأمنياتهم ويؤمن لهم حياة آمنة ومستقرة بدون أى شكل من أشكال الخوف والرعب.

جاء فى نص الميثاق التأسيسى لمنظمة «اليونسكو» فى ديباجته عدة نقاط منها: «لما كانت الحروب تتولد فى عقول البشر، ففى عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام. لا يمكن أبدا إهمال الدور الذى يحتله كل من السلام والرحمة فى الحياة اليومية، فقد خلق الإنسان ليعيش فى سلام وأمان، واطمئنان، ولم يخلق ليقتل ويباد، وما يمكن تحقيقه فى أوقات السلام أضعاف ما يمكن تحقيقه فى ظل النزاعات الدموية والحروب والكوارث البشرية، فالحروب تقدم أسوأ ما فى الإنسان، وتقويه لصالح الشر ودمار البشرية، والسلام يقدم أفضل ما بداخله وينقل الإنسان إلى آفاق سماوية روحانية عالية».