عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

طرحنا فى المقالات السابقة عدة تساؤلات حول تأثير توسع تجمع البريكس على العلاقات مع الغرب؟ وهل من الممكن أن يكون تجمع بريكس فى يوم من الأيام ندًا للتجمعات الاقتصادية G–7 أو G–20، حيث إن سعى كل من الصين وروسيا والهند لتأسيس هذه المنظمة هو تأمين للموارد، إضافة إلى فتح الأسواق فى الدول المنضمة إليها. هذه المنظمة إذا ما كتب لها التوسع والنجاح ستشكل نقلة نوعية فى النظام العالمى، وستكون الأساس فى إيجاد عالم بقطبين متنافسين، وتنقل ثقل التنمية والتطور إلى الجنوب وتنزع من الشمال بدرجة ما الهيمنة التى استمرت لفترة طويلة، بل إن الشمال سيكون حينها القطب الآخر الموازى، وهو بكل تأكيد سيخدم دول العالم الثالث، بما فيها الدول ذات الاقتصادات الناشئة، لكن هل يخلو التحول المرتقب من الصراع حتى بين دول البريكس؟ بكل تأكيد أن هذا التحول سيؤدى إلى صراعات وتنافسات على صعيد الاقتصاد والتجارة، وأن العالم فى المستقبل، سينقسم إلى قطبين متوازيين ومتنافسين بقوة وشراسة من دون صراع عسكرى، باستثناء حروب الوكلاء، هما القطب الأمريكى والقطب الصينى، على قاعدة تأمين الحصول على الموارد، وفتح الأسواق، وعليه فإن الصراع التنافسى سيكون مستقبلًا بين القطبين الصينى والأمريكى، مع إعادة هيكلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، بإضافة أعضاء جدد للأخير. لن يكون للأيديولوجيا تأثير ووجود، إنما التأثير الوجودى الفعال والعميق، سيكون للثورة المعلوماتية، وقوة الاقتصاد والمال وتكنولوجيا المعلومات فائقة الذكاء. ملخص القول، إن تجمع البريكس خطوة متقدمة على صعيد منظومة التحالفات الدولية والتى من شأنها تسهيل التعاملات التجارية بين أعضائه، وبشكل أكثر وضوحًا سوق واسع يخدم الصين فى المقام الأول. ومن شأنه أيضًا الحد نسبيًا من الهيمنة الغربية. ومع ذلك، لا يزال أمامه الكثير من التحديات الكبيرة لكسر الهيمنة الغربية التامة وترسيخ نظام دولى تعددى حقيقى.
فعلى سبيل المثال: فإن تأسيس عملة موحدة عملية غاية التعقيد، ويجب أن يسبقها سلسلة من العمليات والإجراءات الاقتصادية الطويلة والمعقدة أيضاً. فالاتحاد الأوروبى قد أسس عملته الموحدة بعد قرابة 3 عقود من تأسيس الاتحاد، ولم تنضم لها عدة اقتصاديات قوية أوروبية. وحالة البريكس أشد تعقيدًا من حالة الاتحاد الأوروبى، وذلك من حيث اختلالات هيكلية اقتصادية واسعة بين أعضائه، وخلافات سياسية عميقة كما هو موجود بين الصين والهند، لكن من منطق الإيجابيات فهو إرساء لنظام دولى اقتصادى أكثر توازنا وعدلًا. مع ضعف نسبى للهيمنة الغربية بمؤسساتها على النظام الاقتصادى الدولى الذى تسبب فى حدوث اختلالات فادحة فى العالم، وأودى بدول إلى حافة الانهيار وأخرى إلى إعلان الإفلاس. كذلك، ستضعف الهيمنة الساحقة للدولار الأمريكى، وما يترتب على تلك الهيمنة كنظام العقوبات الغربى المجحف، والهيمنة على سوق النفط العالمى، ومبيعات السلاح. أى تراجع للسطوة الأمريكية المطلقة المستمدة معظمها من الدولار. ولكن الآمال معقودة بدرجة كبيرة على تجمع البريكس بعد توسعه فى أن يحدث انفراجة واسعة للكثير من الأزمات الدولية الشائكة، وعلى رأسها الأزمة الروسية- الأوكرانية، حيث إن استمرار هذه الأزمة سيعيق من نمو التكتل ويضرب مصداقيته فى مقتل. علاوة على أن الصين راغبة بالفعل فى إنهاء هذه الحرب المنهكة لقوة روسيا، وهو ما يفسر الرحلات المكوكية لوزير الخارجية الصينى وانج يى لروسيا حالياً.
 

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام