رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

إنه الإعصار الذى هاجم ليبيا مؤخرا وأسفر عن مئات القتلى والمفقودين فى أكبر كارثة من نوعها تشهدها ليبيا منذ أربعين عاما. واصلت فرق البحث والإنقاذ عملها من أجل الوصول للمناطق المنكوبة التى غمرتها الفيضانات. مصادر عدة فى شرق ليبيا أكدت أن السيول التى ضربت مدينة «درنة» ومدنًا أخرى أسفرت عن عدد مهول من الضحايا قد يصل إلى الآلاف. مصادر ليبية أفادت بأن أكثر من ألفى شخص قتلوا فى الإعصار المدمر الذى ضرب العديد من المناطق والمدن فى شمال شرق ليبيا. وتسود المخاوف من أن ترتفع الحصيلة إلى آلاف الضحايا. وذكرت مصادر أن ألف جثة انتشلت فى مدينة «درنة» التى جرفت السيول قرابة ربع مساحتها.

غرق جزء كبير من مدينة «درنة» التى يسكنها نحو مائة ألف شخص بعد انهيار سدين وأربعة جسور. وقال الهلال الأحمر إن ما يصل إلى عشرة آلاف شخص سجلوا فى عداد المفقودين. وأعلنت الحكومة الليبية مدينة «درنة» مدينة منكوبة. وكانت وحدات تابعة للجيش قد انتشلت ما لا يقل عن ألفى جثة جراء الكارثة بعد أن أغرقت السيول منازل وعمارات بكاملها والتى كانت على ضفتى مجرى الوادى الذى يتوسط المدينة. وقال شهود إن عشرات الجثث دفنت فى مقابر جماعية فى ضواحى مدينة «درنة» بعد أن تعثر الوصول لمقابر وسط المدينة كمقبرة الصحابة التى دمرت بالكامل. فى حين ما زالت عشرات الجثث الأخرى فى مستشفى «شيحا» وهو حى قريب من وسط المدينة ونجا من كارثة الإعصار.

الجدير بالذكر أنه بعد ساعات قليلة من دخول إعصار دانيال للسواحل الليبية شهدت مدن الساحل الشرقى للبلاد المليئة بالأودية والسدود هطولاً كثيفاً للأمطار تجاوزت فى بعض مناطق الجبل الأخضر 400 مليمتر خلال 24 ساعة، وهى معدلات فاقت المعدلات التى يتم تسجيلها خلال العام بأكمله بحسب المركز الليبى للأرصاد الجوية. ويقول خبير الأرصاد إن إعصار دانيال وصل إلى الشواطئ الليبية ليل العاشر من سبتمبر الجارى حاملاً معه الغيوم والأمطار الغزيرة، بالإضافة إلى الرياح التى لم تتجاوز سرعتها 75 كيلومترا فى الساعة، مشيراً إلى أن منطقة الجبل الأخضر المشمولة بمناطق شحات، ودرنة، والمرج تعتبر مناطق معروفة بكثافة هطول الأمطار كل عام. ويعد ما تشهده ليبيا حاليا من طقس متطرف يعتبر دورة مناخية تجرى فى البلاد بين فترة وأخرى. ولقد شهدت ليبيا خلال فترات زمنية سابقة طقسا متطرفا وظواهر طبيعية غير مألوفة كالثلوج والزلازل.

لقد أضير الكثير من المصريين العاملين فى ليبيا. ولقد شيعت فى مصر جثامين عشرات المصريين الذين قضوا فى الأعاصير والفيضانات المصاحبة التى ضربت مناطق واسعة شرقى ليبيا. وتسلمت قرية أهناسيا فى بنى سويف جثامين أكثر من سبعين مصريا قتلوا خلال العاصفة دانيال والفيضانات التى أعقبتها. وكانت السلطات الليبية فى طبرق قد أعلنت عن وجود 145 جثة لمصريين قضوا غرقا فى مياه الفيضانات التى ضربت أجزاء واسعة من «درنة»، «البيضاء» شرقى ليبيا. وواصلت وزارة الخارجية المصرية العمل مع السلطات الليبية لحصر أعداد الضحايا المصريين الذين قضوا خلال الكارثة فى ظل صعوبة الأوضاع والتنقل فى الأماكن المنكوبة.

يُحمد لمصر موقفها وتضامنها الكلى مع ليبيا والمغرب، ويحمد للرئيس عبدالفتاح السيسى أنه سارع بتقديم العون والمساعدة للأشقاء فى ليبيا والمغرب إثر الكارثة الإنسانية التى تعرضوا لها، معلنا الحداد ثلاثة أيام كشكل من أشكال المواساة والمشاركة مع الأشقاء. مع تقديم كل أشكال التيسير لإزالة آثار الكارثة من خلال إرسال أطقم إغاثة وإنقاذ وتقديم المساعدات الإنسانية للشعبين الشقيقين.