رجم القطارات نزيف لا يتوقف.. جهود من النقل للمواجهة ومطالب بالحديث عن الظاهرة بالمساجد والكنائس
شكلت ظاهرة رشق الأطفال القطارات بالحجارة خطورة كبيرة على الركاب، بعد أن تكررت الواقعة العديد من المرات وأصبحت ظاهرة تشكل خطورة على المواطن، وتسبب خسائر كبيرة في السكة الحديد.
مواجهة الظاهرة:
لمواجهة الظاهرة أطلقت وزارة النقل حملات توعية للكشف عن الظاهرة الخطيرة التي تسبب أضرارًا للركاب وسائقي القطارات، وأضرارًا في جرارات وعربات القطارات، وطالبت الوزارة المواطنين المشاركة في التوعية.
ويقوم الأطفال بإلقاء الحجارة على القطارات خلال مرورها مما يتسبب في إصابة الركاب بإصابات خطيرة وكسر زجاج القطار وإحداث خسائر كبيرة في عربات القطارات.
خطورة رشق القطارات على حياة الركاب:
في هذا الصدد أكد المهندس محمد عامر، رئيس هيئة السكة الحديد، خطورة تلك الظاهرة على حياة الركاب، مشيرًا إلى أنها تسبب خسائر كبيرة في القطارات.
وقال رئيس السكة الحديد، في تصريحات خاصة لـ"جريدة الوفد"، أن الهيئة قامت بالعديد من حملات التوعية للحد من الظاهرة الخطيرة، مطالبًا المواطنين بالمشاركة في حملات التوعية للقضاء على الظاهرة.
وأوضح عامر، أن الهيئة قامت بعمل ندوات توعية في العديد من القرى، منها كفر الدوار، بحضور شيوخ وقساوسة وأعضاء مجلس نواب من أجل مواجهة تلك الظاهرة الخطيرة.
وأوضح رئيس السكة الحديد، أن الظاهرة تسببت في كسر زجاج شبابيك العديد من القطارات، منها قطار تالجو الإسباني الجديد.

وتسببت ظاهرة رشق الأطفال في أضرار عدة لقطارات السكة الحديد وكسر شبابيك زجاجها، ومنذ أيام قليلة أصيبت سيدة في محافظة البحيرة بجرح قطعى بالفم أثناء جلوسها على مقعد بجوار نافذة مفتوحة قطار القاهرة - الإسكندرية لقيام مجهول بإلقاء حجر على القطار حال سيره.
وزارة النقل:
منذ شهور قليلة أعلنت وزارة النقل إصابة سائق قطار في عينه واستكماله الرحلة وهو ينزف حتى المحطة، بعدما قام عدد من الأشخاص برشق الحجارة على القطار.
وقالت الوزارة إنه أثناء مسير قطار رقم 500 إكسبريس شربين/ طنطا القادم من محطة شربين متجهًا إلى محطة كفر الشيخ، قام عدد من الأشخاص برشق الحجارة على القطار قبل محطة بلقاس بـ2 كم، مما أدى إلى كسر الزجاج الأمامي لكابينة القيادة، وتناثر الزجاج في عيني قائد القطار اليسرى واليمنى وحدوث جرح بجوار العين اليسرى لسائق القطار"، لافتة إلى أنه السائق استكمل الرحلة وهو ينزف حتى المحطة، حيث تلقى الإسعافات الخاصة بالجروح، ورفض الانتقال إلى المستشفى واستكمل الرحلة، وتم إخطار الشرطة وعمل محضر بالواقعة وتم ضبط المتهمين وحبسهم للعرض على المحكمة العسكرية".
وكرّم وزير النقل الفريق مهندس كامل الوزير، قائد القطار الذي أصر على استكمال رحلته على الرغم من إصابته.
وعن أسباب استمرار الظاهرة رغم مواجهتها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن ظاهرة رشق القطارات بالحجارة توجد منذ سنوات طويلة، وترجع إلى غياب دور التوعية الحقيقي للأطفال الذين يقومون بإلقاء الحجارة على الركاب.

وأكدت خضر، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أنه لابد من حملة كبيرة في الإعلام المرئي عن خطورة تلك الظاهرة والتوعية لها، وتكثف تلك الحملة في الإعلام المرئي نظرًا لوجود نسبة أمية عالية في مصر.
ونصحت خضر، بالحديث عن خطورة رشق القطارات بالحجارة في خطب الجمعة وفي الكنائس، وكذلك في المدارس وأماكن التعليم المختلقة، حتى يتم التوعية من خطورة تلك المشكلة الكبيرة، التي لم تُحل رغم حملات وزارة النقل، ورغم التطور التكنولوجي الكبير في العالم.
وروت خضر موقفًا حدث لنجل شقيقتها، حيث قالت إنه أصيب بالعمى في رشق أحد الأطفال للقطارات بالحجارة، وكان على أعتاب الالتحاق بكلية الطيران، ولكن الإصابة منعته من ذلك وضيعت له حلمه.
وأشارت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس، إلى أنه لابد من وجود برامج للأطفال لتعلمهم حب البلاد حتى ينشئ الجيل على الوعي وعدم التخريب في الممتلكات عن طريق العبث.
وأكدت أستاذ علم الاجتماع، انه لابد من الاهتمام بالهوية المصرية بصورة كبيرة كالاهتمام بالتعليم والاقصاد، فنحن نحتاج إلى ثقافة قوية وجيل ينشئ على التوعية.