عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

ما يميز الشعوب ثقافتها وحضارتها التى تترجمها أخلاقهم وتعاملاتهم، والمجتمع المصرى على مدار التاريخ له شخصيته الفريدة بحضارته وقيمه المستمدة من هذا الرصيد الحضارى، ورغم ما هو معروف عن قدرة الشخصية المصرية فى التأثير على الآخرين وترك بصمتها عليهم، لكن خلال العقود الماضية حدث تغير جوهرى فى هذه الشخصية بفعل عوامل عدة أبرزها وأخطرها الانفتاح الإجبارى الذى صنعته السوشيال ميديا والفضاء المفتوح بما يحمله من ثقافات وقيم غريبة علينا، وطغيان الجانب المادى وتراجع القدوة والقيمة فى الثقافة المصرية، ولهذا نعايش الآن جيلا مختلفا، ليس فقط متشبعا بثقافات غربية وغريبة عنا، بل متمردا ورافضا للثقافة والقيم المصرية، وهذا هو الخطر الأكبر، الذى لا يجب أن نكتفى بالحديث عنه والتحذير منه، وإنما لابد أن نتحرك بشكل إيجابى لمواجهته، ومع اقتراب بدء العام الدراسى الجديد يتعين أن يكون جزء من استراتيجية هذا العام هو استعادة الهوية المصرية داخل المدارس، وأن تخصص مساحة من الساعات الدراسية الأسبوعية لهذا الهدف، والحديث عن القيم المصرية والقدوة التى تستحق أن تقدم لأبنائنا والثقافة التى يجب أن نربيهم عليها،

وإذا كان المعلم له الدور الأكبر تاريخيا فى صناعة شخصية الطالب وتكوين أفكاره، إلا أن هذا التأثير تراجع مع سيادة وتغول السوشيال ميديا بكل أمراضها السرطانية، وعلينا أن نعيد من جديد دور المعلم ليس كملقن للمنهج وإنما كمربٍ ومثقف، ولن يتم ذلك إلا بتأهيل المعلم لهذا الدور ومنحه المساحة الكافية لممارسته.

أيضا الآباء يجب أن يراجعوا أنفسهم ليقدموا قدوة حية لأبنائهم فى تربيتهم وتوجيههم نحو الطرق الصحيحة للتفاعل مع الآخرين واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل آمن، فالأب فى هذا الزمن مسئوليته كبيرة ومضاعفة لأنه مطلوب منه أن يقدم لأبنائه صورة القدوة الجاذبة والملهمة، وأن يقترب أكثر من أبنائه ويتحاور معهم ليكون مع المعلم حائط صد منيعا ضد ثقافة السوشيال ميديا المدمرة، فوسائل التواصل أصبحت هى الآن صديق السوء الذى يقود الشباب إلى طريق التمرد والرفض لكل ما هو مصرى باعتباره غير عصرى، ويجره إلى بؤر المخدرات والانحراف الأخلاقى والفكرى، ويجب علينا أن نواجه هذا الصديق المدمر لأنه يشكل تهديدًا خطيرًا لتطور النشء وسلامتهم النفسية والاجتماعية وما يترتب على ذلك من أفعال وتصرفات وممارسات وألفاظ وقيم نراها ونسمعها وهى غريبة تماما عن قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا، ومثلما كان الأباء فى عقود ما قبل السوشيال هم من يختارون لأبنائهم أصدقاءهم فهم الآن مطلوب منهم أن يرشدوا الأبناء إلى المناطق الإيجابية فى السوشيال ميديا، ويساعدوهم على حسن الاختيار وقدرة الانتقاء، بالطبع يتطلب ذلك ذكاء ومهارة من الآباء فى كيفية التعامل مع الأبناء، لكنه فى النهاية أمر ضرورى إذا أردنا أن نسترد قيمنا وعاداتنا المرتبطة بالهوية المصرية، التى لا غنى لنا عنها لحماية شخصية مصر وأمنها القومى.