رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

تمر هذه الأيام ذكرى رحيل طلعت حرب (٢٥ نوفمبر ١٨٦٧ _ ١٣ أغسطس ١٩٤١) والحقيقة أنه من الصعب كتابة أى جديد عنه وعن كفاحه وطموحاته؛ فقد صدرت عنه مئات المقالات وعشرات الكتب مصريا و عالميا. على أنى أرى أن أكثرها قيمة وعمقا كتاب الكاتب الصحفى رشاد كامل، وصدر عن مكتبة الأسرة أول يناير ١٩٩٩. رشاد كامل فى كتابه ركز على أربعة محاور أولها _والأهم _ أهمية طلعت حرب كنموذج وقدوة للأجيال وثانيها ارتباط الرجل بمشاريع تخدم المجتمع بعيدا عن مظاهر الثراء أو جنى ثمار سريعة، مثلما يفعل الكثير من  رجال الأعمال حاليا، أنشأ بنك مصر ليرسخ فى المصريين أهمية المشاريع الوطنية فى مواجهة المشاريع الأجنبية التى ملأت مصر فى سنوات المستعمر، واجه البنك منذ إنشائه الكم الأكبر من التحديات والصدمات، ولولا إرادة الرجل الصلبة لانهار المشروع سريعا، أما ثالثها ومن نفس المنطق الوطنى أنشأ الرجل استوديو مصر الذى ساهم فى تعديل مسار  الكثير من انحرافات بدأت ملامحها تفرض نفسها على الفنون المصرية من إملاءات أوروبية مغرضة. ورابع القضايا أهمية صيرورة هذه المشروعات بعد رحيله، بحيث تبقى وتتجدد كأنها كائن حى لا يموت مع تغيير أى مناخ.

< (طائر يتعثر بالضوء) عنوان أحدث ديوان شعر صدر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب للشاعر العراقى على جعفر العلاق ( ٧٨ عاما ) وأصدر من قبل اثنى عشر ديوانا شعريا أولها (لا أحد يجىء ١٩٧٣)، إلى جانب أكثر من عشرة كتب فى دراسة الآداب، فهو أستاذ أكاديمى درس الدكتوراه فى جامعة اكستر البريطانية عام ١٩٨٣ وحصل على مجموعة من الجوائز أهمها جائزة الشيخ زايد للكتاب.

قصائد العلاق تتميز بتأصيل منظومة شبكة الرمز فى مواجهة دلالات انقطاع الشعور القوى بالتوازن والتعادل النهائى للحقب فى الزمن؛ ولهذا فهو لا يجنح إلى التشبث بالماضى بقدر ارتباطه الوثيق بصيرورة الحاضر مهما كانت استحالته. فى ديوانه الأحدث أكد العلاق أن قصائده قد أصبحت من جديد الوحدة المفارقة للمغامرة والحكمة _ على أن هناك خيطا رفيعا لا يصمد أمام المقارنة بين مفهوم المغامرة ومفهوم الحكمة.

فى إحدى قصائده يقول: محنتى لغة خرساء لا تسع القتل وليس لها إلا الحنين إلى اللا شىء٠٠ لغتى شريكتى فى ابتكار الوهم أرهقها بما أحملها من وحشتى وبما يلقى على حلمى من حزنه الشجر.

< (ضلك على الدرب) عنوان رواية للمبدع أحمد أبو خنيجر أطلق عليها ديوان الحكى، والراحل الكبير محمد مستجاب من أوائل الذين ابتكروا فى أشكال القصة القصيرة والرواية بعد يوسف إدريس ويوسف الشارونى ولكن أبو خنيجر فى كتابه الصادر منذ شهور قليلة عن هيئة الكتاب أراد أن يخطو خطوات كثيرة نحو تغليف إنتاجه الأدبى برداء الرواية وروح القصة القصيرة. فمجموعته الأحدث هى عبارة عن رواية مكثفة، الأحداث سريعة النبض لاهثة بشكل يحملك بسرعة إلى نمط إبداعى يقترب من القصيدة حينا ومن الرؤية المسرحية حينا آخر، على أن الراوى هنا هو امتداد لصوت أبو خنيجر نفسه حين عالج أفكارا وقضايا كنا لا نقترب منها، أغلبها حول الموروث الصعيدى الأصيل ٠٠ روايته هذه أحسبها إضافه للإبداع الروائى الحديث، وليس جديدا عليه. ففى كل عمل يصدره نجد خريطة لشكل جديد، المعروف أنه يعرف كيف يخرج من بين زملائه أكثر تميزا وابتكارا.

[email protected]