عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة

انحدرت اللغة العربية فى مصر بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة. فهناك شباب على درجة من العلم، ولكن مع الأسف يخطئون فى كتابة بعض الكلمات.

المشكلة تكمن فى البداية من المؤسسات التعليمية وطريقة التعليم، لو تذكرنا فى الماضى فقد كان الطفل فى المراحل الأولى له فى التعليم الأساسى يقضى سنة أولى ابتدائى بالكامل لا يتعلم خلالها سوى الحروف الأبجدية، وبعض الكلمات البسيطة مثل «أبى، أمى، أخى، أختى، عمر، أمل» وجملة من أربع كلمات فقط مثل: «أنا أكبر من عمر»؛ ولذلك ينتقل الطفل إلى الصف الثانى الابتدائى وهو حافظ الحروف الأبجدية جيداً ويستطيع أن يقرأ الكلمات البسيطة ويكتبها، ويبدأ فى الصف الثانى زيادة الحروف بالكلمات والجمل، إلى أن ينتهى الطفل من المرحلة الابتدائية ويبدأ فى دخول مرحلة جديدة وهى الإعدادية يكون فيها الطفل مدركًا للقراءة والكتابة والإملاء بطلاقة ومهارة. 

الاهتمام باللغة العربية مهم جدًا والمفترض أن يكون من الأولويات فى الدراسة، لكن ما نشاهده فى الوقت الحالى وظهر منذ سنوات هو انحدار وإهانة للغة العربية بشكل مبالغ فيه. بداية من طريقة التعليم فى المرحلة الابتدائية، مع الأسف فإن ما يتبعه المعلمون فى أولى ابتدائى الآن أنهم يتعاملون مع الطفل على أنه داخل وحافظ الحروف الأبجدية ويعلم القراءة، والطبيعى أنه يأخذ منهجًا، وهذه هى الكارثة الحقيقية، وعندما سألت أحد المعلمين لماذا لا تبدأ مع الطفل بالحروف الأبجدية أولًا مثلما تعلمنا فى الماضى فوجئت بالرد أن الطفل المفروض يكون قد دخل حضانة وتعلم فيها الحروف الأبجدية، ولا نضيع الوقت فى تعليمها له مرة أخرى، وأن المدرسة ملزمة بمنهج لا بد أن ينتهى مع انتهاء العام الدراسى، فلا يوجد وقت لتدريس الحروف الأبجدية. والسؤال هنا: كيف نقوم بالبناء دون أساس؟ التعليم الأساسى يعنى تأسيسًا، وبداية التأسيس وأهم ما فيه هو تعليم الحروف الأبجدية وكيفية القراءة والكتابة دون ذلك لا يكون هناك ثمة تأسيس للطفل، وبالتالى أى بناء فوق أساس فارغ أو ضعيف أو هزيل يكون ذلك البناء بأكمله هشًّا. 

طريقة التعليم أهم أسباب انحدار اللغة العربية، بالإضافة إلى أسباب أخرى نتناولها فى الكتابات القادمة، ولكنى تحدثت فى البداية عن طريقة وأسلوب التعليم لأنها هى أهم وأخطر سبب فى ضعف اللغة العربية؛ ولذلك أناشد وزير التربية والتعليم بضرورة تعديل المناهج وضبط مرحلة التعليم الأساسى والاهتمام بها لأقصى مدى، فهى أساس جميع مراحل التعليم القادمة. وإن كانت هناك الأقاويل بأن الطفل لابد أن يكون قد دخل كى جى عامين قبل دخوله فى المرحلة الأولى الابتدائية، فلماذا لا يكون فى المدارس الحكومية مرحلة الكى جى، يتعلم الطفل الحروف الأبجدية خلالها بحيث يكون جميع الأطفال قد تعلموا الحروف الأبجدية وأدركوها جيدا، وقادرين على القراءة والكتابة والإملاء.

رسالة إلى وزير التربية والتعليم الحالى وكل من يجلس على هذا الكرسى.. أبناؤنا أمانة فى رقابكم.

وللحديث بقية