رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

صحتك فى أمان

إذا كان التعليم سابقًا «عن بعد» فلابد أن يصبح الآن «عن قرب»، وأقرب إلينا مما نظن، وفى هذا الزمان الذى صار الناس يصبحون فيه كل صباح وينظرون إلى من يكرهون، هل نجحوا، هل أصبح فيهم شيخ شعراوى آخر أو فيلسوف آخر مثل مصطفى محمود، فإن لم يجدوا رجعوا إلى نومهم مرة أخرى «مبسوطين» وإن وجدوا غير ذلك أصابهم كمد وحزن وحسرة، كيف نجح هؤلاء ونحن ليل نهار ننكل بهم ولا نذكرهم فى المحافل إلا بكل سوء وقد كدنا أن ننتهى منهم ولكنهم رغم كل شيء نجحوا وأثبتوا أنفسهم.

وأيضاً الحسرة فى هؤلاء الكارهين والحاقدين أن الذى ينجح يأخذ غيره إلى النجاح فينشأ جيل آخر من المجتهدين، لأنه يؤمن أن النجاح ليس أمرًا شخصيًا، بل مجموع الناجحين هو الذى يثقل الأمة ويرتفع بها، وبطبيعة الحال هذا لا يعرفونه وقد كنا نغضب منهم فى أول الأمر، من كراهية هؤلاء لنا، ولكن بعد أن رأينا مصارعهم ونهاية بعضهم الأليمة حتى أن أحدهم رأيناه فى المنام فى أول ليلة له فى القبر وهو ينادى على ابنه أن ينقذه، وحتمًا لن يفعل ابنه ذلك، وسيظل حبيسًا فى قبره فلا يعبأ به أحد ولا يشفع له أحد.

النجاح لا يأتى إلا من التعليم الجيد القريب منك، وخير ما قيل عنه «إنه كالماء والهواء» كما قال الراحل عميد الأدب العربى «طه حسين»، فأين التعليم الآن، وأين ما كان يدعو إليه عميد الأدب، فلو أصبح التعليم عن قرب (دفء المعلم وحنين الأستاذ)، فقد أدركت فائدته وحصلت سمته، فإنه هو الأساس فى مهنة الطب كأى حرفة لابد أن ترى الأسطى بعينيك حتى تتعلم منه، وقد يكون أصعب ما يقال إن هذا الطبيب غير متعلم وبغيره لن تجد هذا الجيل من العظماء الذين تعلمنا على أيديهم وكان «المرور فى المستشفى» هو المرجع الذى نرجع إليه فى كل معلومة ونعرف الأطباء منهم، وبغيره سيظل الطبيب إنسانًا ماديًا أو «ميت على القرش» لأنه لم يتعلم ويعلم قيمه العمل الذى يؤديه.

وبغيره يخرج الطبيب من مهنة الطب إلى ما سواها فيستوى مع العامل الذى يزمجر حين لا تعطيه أجره أو التاجر الذى لا يبيع بضاعة جيدة إلا لزبون جيد والطبيب بدوره هو هذان الشخصان، فهو العامل الذى يريد أن يتقاضى أجر ما يعمل وهو التاجر الذى لا يرغب فى مقابلة من لا يقدره ويقدر عمله وهو إنسان شئنًا أم أبينًا.

ولكى يظل الطبيب فى مكانة عالية فوجب عليه أن يتجرد من الأهواء سواءً كانت شخصية أو عامة، وكما قال الله عز وجل «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون»، ولكى يظل الطبيب فى مكانة عالية فوجب عليه الصبر.

ويقول العارفون بالتعليم عن قرب أنه عبادة وإعادة التعليم إفادة، وتعليمه للصغار عادة أما تعليمه للكبار فهو الريادة والسيادة، ويقول العارفون بالطب إن التعليم عن قرب مفخرة للجيل القديم الذى استطاع أن يربى أجيالًا من الأطباء لا تربطهم بهم قرابة دم ونسب، ولكن قربتهم المهنة الواحدة فعلموا رجالًا وشبابًا لكى يحيوا هذه الأمة.

[email protected]