أبو الغيط يشيد بذكاء السادات مع إسرائيل.. ويحدد سمات الوسيط الناجح

أشاد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بذكاء الرئيس الأسبق محمد أنور السادات فى خطته التى اعتمدت على الدراسة العميقة لكل الجوانب والأوضاع التى تمر بها إسرائيل، واتخاذه القرار المناسب فى الوقت المناسب، قائلا:  لذا نجح بجدارة فى التفاوض مع إسرائيل واستطاع استرداد وتأمين أرضه .

وتحدث أبو الغيط خلال كلمته فى الاجتماع الثالث للشبكة العربية للنساء وسيطات السلام، الذى عقد امس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عن متطلبات الوسيطة التى تدخل فى عملية التفاوض، قائلا:  على الوسيطة أن تتمتع بالقدرة على اتخاذ القرار، والضغط، فإن الوسيط يجب الا يكون متقلب فى قراراته وآراء وعليه أن يتابع هذه القرارات ونتائجها ، مضيفا انه يجب على الوسيطة دراسة المنطقة بجميع جوانبها تفاصيل شعبها وأهداف التسوية وطلبات كل طرف من أطراف النزاع.

وأوضح الأمين العام، أن المرأة العربية لها خصوصيتها واحترامها ووضعها فى الوطن العربى؛ لافتا الى أن الأزمات التى تمر على المنطقة أثبتت أن المرأة العربية أكثر البشر معاناة من الأزمات، منها ما حدث فى فلسطين من جرائم وغيرها من الأزمات فى منتصف القرن العشرين والتى كانت تداعياتها على الشعوب العربية والمرأة بصورة خاصة، لذا وجب أن تكون المرأة جزء من عمليات التفاوض والسلام بالمنطقة لتعبر بأكثر دقة عن المشكلة وتضع الحل الأمثل لها.

وقدم الأمين العام العديد من أمثلة التفاوض التى اجرت مع الدول العربية وممثلين الاتحاد الأوروبى الذين أكدوا له فيما بعد عمق رؤيته للموقف وصحتها، موضحا ان هناك بعض عمليات التفاوض تنجح اذا تم توفير الاحتياجات الاقتصادية لهم كحفر أبار وزيادة الموارد الاقتصادية فى بلاد متعطشة، أو أن تقدم منظمة الفاو مساعدات غذائية وحبوب للزراعة فى التوقيت المناسب، وهذه الحلول كانت قد تساعد فى عمليات التفاوض لوقف عمليات القتال فى بعض مناطق النزاع.

وأوضح أبوالغيط، أن الوفد المصرى الذى شارك فى مفاوضات السلام مع إسرائيل وكامب ديفيد لم يشارك فيه أى امرأة فى الجانبين المصرى أو الإسرائيلى، وكان جميع المشاركين فى المفاوضات وقتها من الرجال، لكن مشاركة المرأة الآن أصبحت أكبر خلال السنوات الأخيرة فى جميع جوانب الحياة، مؤكدا أهمية الوساطة النسائية فى عمليات حفظ وبناء السلام الوطنى والإقليمى والدولى، لذا تدعم الأمانة العامة لدور النساء فى الوساطة والجهود الدبلوماسية ضمن سياق إعادة بناء السلام والأمن.

وتحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن صفات الوسيط الدبلوماسى الناجح وعلى رأسها ان يتحلى بالصبر والوعى بطبيعة المنطقة وشعبها، لافتا إلى ضرورة فهم طبيعة أى نزاع يكونوا وسطاء فيه وفهم جميع كواليسه وأسبابه والأهداف التى يسعى إليها أطراف النزاع، والوقوف على النقاط التى يتمسك بها كل طرف من الأطراف، مؤكدا أن فهم كل تلك العوامل تساعد الوسطاء على التوصل لتفاهمات حول الموضوع محل النزاع، مشيرا إلى أهمية دعم الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام وتعزيز دورها على المستويين الوطنى والإقليمى، مؤكدا تمتع الشبكة بميزة كونها أول شبكة وساطة نسائية عربية- حكومية فى المنطقة العربية كمنصة إقليمية فعالة للوساطة وبناء الأمن والسلام الإقليمى والدولى، وكونها إطارا لرعاية جهود استحداث منصات وطنية فى الدول الأعضاء.

وأكدت السفيرة د. هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام انشئت عام 2019، لذا فهى تعد مبادرة رائدة للنساء العربيات الدبلوماسيات لتبادل الخبرات فى مجال منع النزاعات والتسوية السلمية، وتعزيز مهارات عضوات الشبكة بالأدوات اللازمة للمشاركة الفعالة فى عمليات الوساطة، لافتة إلى أن هذا يدعم أجندة المرأة والسلم والأمن فى الوطن العربى، المتمثلة فى قرار مجلس الأمن رقم 1325 ومجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية فى مارس 2021، وتنفيذا لتوصيات لجنة المرأة العربية فى دوراتها 39 و40 و41 فى هذا الشأن.

جدير بالذكر أن اللواء كريستين لوند، هى أول قائدة للقوات النسائية لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام فى قبرص (UNFICYP)، تمكنت من المشاركة فى الكثير من عمليات السلام وتشكل النساء 50 فى المائة من فريق القيادة العليا.