توقعات بعودة التضخم للارتفاع... قد يدفع «المركزى» لرفع أسعار الفائدة

يتعرض العالم لأزمة حادة بسبب عدم قيام روسيا بتجديد مبادرة الحبوب التى تم التوقيع عليها برعاية أممية فى يوليو 2022

وساهمت الاتفاقية فى خفض أسعار السلع الأساسية، وتم تصدير ما يقرب من 33 مليون طن حبوب غذائية لدول العالم، كانت الدول الغنية هى المستفيد الأول من هذه الاتفاقية.

فما هى المبادرة وما تأثيرها على مصر، وهل ستدفع البنك المركزى المصرى خلال الاجتماع القادم 3 أغسطس إلى رفع الفائدة؟

مع بداية العمليات العسكرية لروسيا فى أوكرانيا 24 فبراير 2023 توقفت الحركة فى الموانى الأوكرانية، ومعها ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير جداً، حيث تعد أوكرانيا خامس مصدر للقمح على المستوى العالمى.

وتدخلت الأمم المتحدة بالتعاون مع تركيا وتم التوقيع على مبادرة حبوب البحر الأسود والتى تستهدف النقل الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانى الأوكرانية، فى 22 يوليو 2022 دون أن تتعرض لها القوات الروسية، على أن يتم تنفيذ خمسة مطالب لروسيا.

وتسمح المبادرة بوصول الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، واستقرار أسعار المواد الغذائية المتصاعدة، ومحاربة المجاعة وذلك من خلال ثلاثة موانى أوكرانية رئيسية فى البحر الأسود (أوديسا – تشورنومورسك – يوجنى أو بيفدينى

خطورة عدم تجديد المبادرة

يؤدى عدم تجديد المبادرة إلى مخاطر متعددة أهمها: ارتفاع كبير فى الأسعار وهو ما حدث بالفعل وبدأت موجة من ارتفاع أسعار الحبوب كما أكدت تصريحات دولية بخطورة عدم التجديد فقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، آدم هودج، أن قرار روسيا تعليق المشاركة فى مبادرة حبوب البحر الأسود سيزيد من انعدام الأمن الغذائى سوءا ويلحق الضرر بملايين الأشخاص المعرضين للخطر فى جميع أنحاء العالم ».  وأكد صندوق النقد الدولى أن انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود سيؤدى إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائى العالمى ويهدد بزيادة تضخم أسعار الغذاء العالمية

وقفزت العقود الآجلة للقمح فى مجلس شيكاغو للتجارة بنسبة 2.7 % إلى 6.80 دولار للبوشل وارتفعت العقود الآجلة للذرة بنسبة 0.94 % لتصل إلى 5.11 دولارات للبوشل ويخشى التجار من أزمة وشيكة فى المعروض من المواد الغذائية الأساسية.

لماذا خرجت روسيا؟

لم تجدد روسيا الاتفاقية لأنها لم تحقق المستهدف بالنسبة لروسيا وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين: إن الهدف الرئيسى من اتفاق الحبوب هو توريد الحبوب إلى البلدان المحتاجة وهو ما لم يتحقق. 

كما أن لروسيا مطالب للعودة للمبادرة وهى: عودة البنك الزراعى الروسى إلى نظام سويفت واستئناف تصدير الآلات الزراعية وقطع الغيار إلى روسيا وإزالة القيود المفروضة على التأمين ووصول السفن والبضائع الروسية إلى الموانى وإعادة خط أنابيب تصدير الأمونيا المتضرر حاليا من توجلياتى الروسية إلى أوديسا فى أوكرانيا وإلغاء الحظر على الحسابات والأنشطة المالية لشركات الأسمدة الروسية.

ومنحت وزارة الخارجية الروسية الأمم المتحدة، التى توسطت فى اتفاق الحبوب إلى جانب تركيا 3 أشهر لتنفيذ بنود المذكرة إذا أرادت عودة روسيا إلى مبادرة الحبوب، ولكن المراقبين يرون أن روسيا لن تعود، وبذلك لن تستطيع أوكرانيا تصدير الحبوب من الموانئ خاصة أن وزارة الدفاع الروسية عقب انتهاء اتفاق تصدير الحبوب يوم الاثنين الماضى قال إن موسكو ستعتبر جميع السفن المتجهة إلى الموانى الأوكرانية ناقلات محتملة لشحنات عسكرية

المستفيدون من المبادرة

توقيع المبادرة أدت لتصدير ما يقرب من 33 مليون طن من المواد الغذائية عبر الموانى الأوكرانية، وساهمت فى خفض أسعار القمح بنسبة 54 % عن أعلى مستوى سجلته على الإطلاق فى مارس 2022 بعد الحرب وخفض أسعار الذرة بنسبة 37 % عما كانت عليه فى أبريل 2022، عندما وصلت إلى أعلى مستوى لها فى 10 سنوات. ووفقا لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية كانت أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح على المستوى العالمى قبل الحرب ووفقا لبيانات الأمم المتحدة تم تصدير 32.9 مليون طن مترى من الحبوب عبر الاتفاق جاء نصيب الدول مرتفعة الدخل 43.65 % والدول ذات الدخل المتوسط الأعلى 36.7 % والتى تضم الصين أكبر مستفيد من الاتفاقية حصلت الصين على نحو 8 ملايين طن من الحبوب الأوكرانية والدول فى الشريحة المتوسطة المنخفضة 17.15 % وحصلت الدول الفقيرة على 2.5 % فقط.

وبالنسبة للدول العربية كانت مصر هى أكبر مستفيد حيث استوردت 1.55 مليون طن من الحبوب الأوكرانية منذ سبتمبر الماضى وتونس ما يزيد على 713 ألف طن من الحبوب الأوكرانية وليبيا 558 ألف طن واليمن 260 ألف طن من خلال برنامج المساعدات الخاص بالأمم المتحدة والعراق 146 ألف طن والجزائر 212 ألف طن والمغرب 111 ألف طن ولبنان 98 ألف طن وعمان 86 ألف طن والسودان 95 ألف طن والسعودية 246 ألف طن والإمارات 65 ألف طن.

توقعات الفائدة

نتيجة لعدم تجديد روسيا لاتفاقية الحبوب سيؤدى إلى ارتفاع كبير فى أسعار السلع الغذائية الرئيسية فى العالم، وهو ما يدفع الدول المتقدم إلى الاستمرار فى تشديد السياسة النقدية والاستمرار فى رفع الفائدة كما يتوقع مع الضغوط التضخمية المستقبلية التى سيشهدها العالم فى حالة استمرار انسحاب روسيا من المبادرة إلى قيام البنك المركزى المصرى برفع أسعار الفائدة خاصة بعد ارتفاع التضخم 3 بالمائة خلال الشهر الماضى.

كلام الصورة: توقف تصدير الحبوب من أوكرانيا يهدد الأمن الغذائى العالمى

صورة مركبة (مرفق القمح – سفن فى البحر – خريطة – رسوم توضيحية)