رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدأت الأزمة السودانية كصراع سياسى، لكن سرعان ما اشتعلت الأوضاع فى 15 أبريل الماضى لتتحول إلى صراع عسكرى بين مكونين رئيسيين داخل المجتمع السودانى، وهو ما أدى إلى إزهاق أرواح المئات من المدنيين ونزوح الملايين من السكان إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السودان، أو لجوء إلى دول الجوار، وذلك خلال ما يزيد على 3 أشهر من الاقتتال، فضلا عن الخسائر المادية الجسيمة التى تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير العديد من المرافق الحيوية فى السودان الشقيق، إضافة إلى النقص الشديد فى المنتجات الغذائية نتيجة الأضرار التى لحقت بالمحاصيل الزراعية، كما أدت الحرب الدائرة إلى تدهور الخدمات الصحية ونقص الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، وهو الأمر الذى كانت له تداعيات كارثية على مجمل الوضع الإنسانى.

ولم تقتصر التداعيات السلبية على السودان الشقيق وإنما امتدت إلى دول الجوار السبع: مصر وليبيا وتشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا وإريتريا، باعتبارها الأشد تأثرا بالأزمة، والأكثر فهمًا ودراية بتعقداتها، وهو ما دفع مصر إلى استضافة قمة دول جوار السودان؛ لبحث اتخاذ قرارات متناسقة وموحدة تسهم فى حل الأزمة، حفاظًا على مصالح ومقدرات وشعوب دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل، وهو ما ينعكس على فهم مصر الجيد لأبعاد الأزمة وجذورها، وكذلك إدراكها لتطوراتها، ويأتى ذلك فى إطار موقف مصرى متوازن محايد، وهو ما ساعدها فى خلق قنوات اتصال مع جميع الأطراف المتصارعة، من أجل تغليب الحوار والبحث عن حلول سياسية للخروج من الأزمة الحالية.

وحملت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال القمة عددا من الآليات للخروج من الأزمة، وهى ما تم الانتهاء إليها فى البيان الختامى للقمة، منها اتفاق وقف إطلاق النار طويل الأمد، وإنشاء ممرات إنسانية آمنة لكى تسهل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من الأزمة، كذلك أهمية وضع إطار للمفاوضات تشارك فيه جميع القوى السياسية فى السودان، ومن ثم توفير منصة للحوار الهادف والمشاركة السياسية بين مختلف أصحاب المصلحة داخل السودان لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الأزمة، والعمل من أجل حل مستدام، وأخيرا إنشاء آلية للتواصل الفعال مع الأطراف المتحاربة لتسهيل المفاوضات وبناء الثقة.

ولا يخفى على أحد أهمية الدور المصرى فى إيجاد حل جذرى للحرب فى السودان، وهو دفعها نحو تعزيز الحوار والتنسيق بين دول الجوار الحريصة على استقرار المنطقة، وقد حملت هذه المبادرة تأكيد  الدور المصرى شديد الحرص على أمن واستقرار السودان وحماية أراضيه ووحدة مؤسساته، والحفاظ على استقلاله من خلال التأكيد على رفض أى تدخل أجنبى واعتبار ما يحدث شأنًا سودانيًّا داخليًّا. 

والحقيقة التى لا تقبل الشك أن مصر لا تمتلك رفاهية الوقوف كمتفرج أمام ما يحدث فى هذا البلد الشقيق الذى تربطنا به روابط تاريخية وثقافية واجتماعية بالإضافة إلى روابط الحدود والتحالفات والمصالح الإقليمية التى امتدت عبر القرون الماضية؛ لذلك كان للقتال الدائر تداعيات كبيرة على مصر، لا سيما فيما يتعلق بالموارد المائية والأمن الإقليمى، ونزوح مئات الآلاف من السودانيين، وهو ما ينعكس على ضرورة إيجاد حل للصراع الدائر حرصا على حفظ أمن واستقرار دولة السودان الشقيقة ومنع المزيد من الانقسام والتشرذم.

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا بالوفد