رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المتابع لما يحدث فى مدينة العلمين الجديدة يجد أنه يتعدى كونه مهرجانًا للترفيه هو الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط لأن ما يحدث هناك ببساطة هو إجراءات التشغيل الثانى وربما الأخيرة لمدينة العلمين من قِبل القيادة المصرية، كواحدة من أهم قلاع استراتيجيات الدفاع الهجومى المصرى المتقدم ضد قوى دولية وإقليمية مناوئة للمشروع الحضارى المصرى. 

الله سبحانه وتعالى أعطى الجغرافيا المصرية عوازل وموانع طبيعية تحمى البلاد من تيارات الهجرات العشوائية وحملات الغزو المتكررة التى تفضى إلى التغيير فى هوية البلاد وتركيبتها الاجتماعية، هذه العوازل هي: الصحراء الغربية والصحراء الشرقية، حيث تعمل الصحراوان كعوازل ضد تيارات الفوضى والتدمير والغزو، وتتضح أهمية تلك العوازل المصرية إذا ما نظرنا إلى جغرافيا العراق، التى تتصل من دون عوازل بأراضى عيلام «فارس قديما»، لدرجة أن بابل وما أدراك ما بابل، قد دٌمِرت تماما على أيدى الفرس وتغيرت تركيبتها الاجتماعية نتيجة للهجرات من الشعوب الهمجية، فى حين كانت تتمتع مصر فى ذلك التاريخ بوجود عوازل صحراوية تقيها شر زحف الأخطار والشعوب الهمجية المدمرة للحضارات.

إذن ما علاقة ذلك بمدينة العلمين الجديدة وما يجرى فيها الآن؟

على قدر ما توفر الصحراء الشرقية والغربية ميزة الدفاع بعوازل طبيعية ضد الأخطار، إلا أن هناك ثغرات شديدة الخطورة فى هذه العوازل، وقد جاءت منها غالبية حملات الغزو والاحتلال ضد مصرنا الغالية.

الطريق الأول: الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى يبدأ من شرق القاهرة حتى رفح فى سيناء. 

الطريق الثاني: منخفض العلمين: يبدأ من الحدود الليبية وينتهى قرب الإسكندرية بامتداد الساحل الشمالى.

ولهذا حرصت القيادة المصرية على سباق الزمن وسارعت فى بناء عاصمة إدراية جديدة فى الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى، نجحت من خلالها فى تعمير الظهير الصحراوى الشرقى حتى خليج السويس، وهو أمر لو تعلمون عظيم؛ لأن مفاده ليس فقط تدشين خط دفاع إضافى عن وادى النيل من جهة الشرق، وإنما مفاده وغرضه الأساسى توطين ملايين المصريين فى سيناء خلال السنوات المقبلة، ولاحظ كم الإنفاق والطرق التى ربطت سيناء بالوطن الأب ووادى النيل، تعمير سيناء وتوطين المصريين بها هو سلاح هجومى وليس دفاعيًا كما يتوهم البعض.  

أما الاتجاه الاستراتيجى الغربى، فتم إنشاء مدينة العلمين الجديدة فيه لتدشن هى الأخرى خط دفاع إضافيًّا عن وادى النيل من جهة الغرب، ولاسيما مع وجود سلسلة من القواعد العسكرية الكبرى البرية والبحرية التى تؤمن سواحل وعمق الاتجاه الغربى برمته من خلال قاعدة محمد نجيب البرية، وقاعدة 3 يوليو البحرية، كل ما ذكرناه سابقا يؤكد لنا أن العلمين الجديدة خط دفاع عتيد ونقطة فى بحر التخطيط الاستراتيجى المصرى المستقبلى. 

حفظ الله مصر.. حفظ الله الجيش.