مع انطلاق قطار «الطروحات»
صراع محلى أجنبى على «تورتة» الشركات الحكومية

خبراء سوق المال: البرنامج كله مكاسب للاقتصاد الوطنى.. ومصدر مهم لتخفيف الضغط على العملة الصعبة
«برنامج الطروحات.. توجه دولة ونحن مستمرون فى تنفيذه» هكذا كان وصف الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، فى المؤتمر الصحفى الذى عقد مؤخراً لاستعراض موقف الطروحات الحكومية، وزيادة مشاركة القطاع الخاص فى الأنشطة الاقتصادية.
«البرنامج بمثابة رغبة حقيقية من الحكومة للتخارج، وتعزيزاً لانطلاق قطار الطروحات، وتشجيع القطاع الخاص الأجنبى والمحلى فى السوق المحلى، بما يسهم فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية والعملة الصعبة، وهو ما يخفف الضغط على الدولار» وفقاً لرؤية مجتمع سوق المال.
«يعمل على تشجيع الاستثمار ويؤكد رغبة الحكومة فى التخارج» هذا ما قاله محمود جاد، خبير أسواق المال ومسئول قطاع البحوث فى شركة العربى الإفريقى الدولى لتداول الأوراق المالية.
أضاف أن «تخارج الحكومة من الشركات سواء لصالح مستثمر استراتيجى محلى أو أجنبى لا يمثل اختلافاً، حيث إن الحكومة فى حاجة للعملة الصعبة، ولتحقيق ذلك لن يكون إلا من خلال تخارجها، والأولوية أن تكون للمستثمر الأجنبى القدرة على توفير العملة الصعبة، وللمستثمر المحلى القدرة على توفير الدولار مثلما حدث فى صفقة عز الدخيلة».
وأشار إلى أن برنامج الطروحات يعد رسالة جيدة، للقطاع الخاص المحلى الذى يتوسع فى استثماراته، مثلما حدث أيضاً فى قيام «طلعت مصطفى» بالاستحواذ على مجموعة من الفنادق الحكومية.
وأوضح أن تخارج الدولة من حصصها فى الشركات خطة محددة تم الإعلان عنها منذ فترة فى العديد من القطاعات المختلفة، ما يعد فرصة لجذب المستثمرين الأجانب لهذه القطاعات المختلفة، خاصة أن الحكومة طرحت 7 شركات مؤخراً من نحو32 شركة مزمع طرحها خلال الفترة المقبلة.
قال وليد مختار، خبير أسواق المال، إن برنامج الطروحات الذى أعلنت عنه الحكومة بمثابة تشجيع للقطاع الخاص المحلى والأجنبى، ما يسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات والأموال الأجنبية، بالإضافة إلى أن ضخ استثمارات من خلال القطاع الخاص المحلى فى برنامج الطروحات يشير إلى الملاءة المالية التى يحظى بها، والثقة الكبيرة فى الحكومة، وجهودها لتحسين وتهيئة مناخ الاستثمار.
وأشار إلى أن الهدف من هذه الطروحات مواجهة الضغط على العملة الصعبة، ولابد أن تعمل الدولة على تحديد خطة متكاملة لتوفير الدولار، حيث إن الاعتماد على التدفقات النقدية الناتجة عن عملية الطروحات من الدولار، هى مجرد مسكنات وقتية.
أضاف محمد عبدالهادى خبير أسواق المال أن انطلاق برنامج الطروحات الحكومية الذى تم الإعلان عنه، وتخارج الدولة من حصصها فى الشركات الحكومية، أسهم بصورة كبيرة فى تراجع الدولار أمام العملة المحلية فى السوق السوداء، وهو ما يعد فى مصلحة السوق والاقتصاد.
وأشار إلى أن اتجاه البنوك المركزية العالمية إلى تثبيت أسعار الفائدة سيعمل على تشجيع المستثمرين الأجانب لإعادة ضخ استثماراتهم فى السوق المحلى سواء من خلال استثمارات المحفظة وأدوات الدين أو من عبر الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وقالت الدكتورة نجلاء فراج، خبيرة أسواق المال، إن الطروحات والاكتتابات فى البورصة بمثابة فرصة لتحريك المياه الراكدة، وزيادة قيم واحجام التداولات فى سوق الأسهم، سواء كانت هذه الطروحات جديدة، أو عبر زيادة رؤوس أموال الشركات، ما ينعكس إيجابياً على البورصة.
وأضافت أن الاكتتابات تكون لها تداعياتها الإيجابية على السوق والمستثمرين، وذلك فى حالة مراعاة التسعير الخاص بالاكتتاب، بحيث يكون جاذباً، مع الترويج الجيد للمؤسسات الأجنبية والمحلية، خاصة أن نجاح أى اكتتاب سوف ينعكس إيجابياً على الاكتتاب التالى.