وزير الخارجية المكلف يرحب بالمبادرات الأفريقية لحل الأزمة
الاشتباكات تتجدد فى السودان.. والاستطلاع الجوى يحلق فوق أم درمان

تجدد قصف مدفعى، صباح أمس، وسط اشتباك متبادل بين الجيش السودانى والدعم السريع، شمال مدينة أم درمان مع تحليق طائرات استطلاع لسلاح الجو السودانى فى الوقت الذى ساد فيه هدوء محيط منطقة المهندسين فى أم درمان.
وانتشرت قوات الجيش فى أجزاء من المدينة مع تمشيط للمنطقة التى شهدت اشتباكات قوية خلال الأيام الماضية، فى حين استمر تردى الخدمات الأساسية فى الإمداد الكهربائى والمائى والاتصالات بالعاصمة الخرطوم.
كما ناشدت لجان المقاومة بمدينة الفاشر فى شمال دارفور، المنظمات الدولية بضرورة التدخل لإغاثة النازحين، الذين فروا من القتال إلى عاصمة الولاية، وقالت التنسيقة إن النازحين يعيشون حالة صعبة بسبب شح المواد الغذائية والدوائية فى مدارس الإيواء والمعسكرات، خاصة أن غالبية الأطفال مصابون بسوء التغذية.
ومن جهته، دعا جوزيب بوريل، مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، الأربعاء لمحاسبة المسئولين عن ارتكاب الفظائع فى السودان ووقف حالة الإفلات من العقاب، وأكد بوريل فى بيان على الموقع الإلكترونى للاتحاد الأوروبى أن الاتحاد مستعد لاستخدام كافة الوسائل المتاحة لديه للمساهمة فى إنهاء الصراع فى السودان.
ومع تواصل القتال فى السودان، تلقت الأمم المتحدة معلومات موثّقة عن 21 واقعة عنف جنسى مرتبط بالنزاع فى حق 57 امرأة وفتاة على الأقل.
ندد مسئولون بارزون فى الأمم المتّحدة، بزيادة العنف، خصوصا الجنسى، بحق النساء والفتيات النازحات واللاجئات فى السودان حيث يتواصل القتال منذ شهرين ونصف شهر، مؤكدة أن أكثر من 4 ملايين امرأة وفتاة عرضة للعنف الجنسى ولا يحصلن على الدعم نتيجة «القسوة والوحشية».
وأصدر رؤساء العديد من وكالات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين «مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين» والأطفال «اليونيسف» والنساء «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» والصحة «منظمة الصحة العالمية»، بيانا مشتركا.
وقال المسئولون الأمميون إنهم «مصدومون بالتقارير التى تفيد بتزايد العنف فى السودان، بما فيه عنف جنسى مرتبط بالنزاع، فى حق النساء والنازحات واللاجئات».
وقال مارتن غريفيث، منسق الشئون الإنسانية فى الأمم المتحدة: «من غير المقبول أن تتعرض النساء والأطفال فى السودان الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب هذا الصراع، لصدمة أكبر بهذه الطريقة»، وأضاف: «ما نراه فى السودان ليس أزمة إنسانية فحسب، بل أزمة بشرية».
بدوره، قال فولكر تورك، المفوض السامى لحقوق الإنسان: «نتيجة هذه القسوة والوحشية، لا تحصل النساء على الدعم الطبى والنفسى إلا بشكل ضئيل أو معدوم».
وبحسب البيان: «نظراً إلى ندرة الإبلاغ عن هذا النوع من الهجمات بسبب العار والخوف من الانتقام، فإن العدد الحقيقى للحالات أعلى من دون أى شك».
وكانت قد تلقت وكالته منذ بداية القتال «معلومات موثّقة عن 21 واقعة عنف جنسى مرتبط بالنزاع فى حق 57 امرأة وفتاة على الأقل»، وفق البيان الذى أشار إلى أنه فى إحدى الحالات «اغتصبت 20 امرأة على الأقل خلال الهجوم نفسه».
وقبل بدء الصراع فى أبريل «كانت أكثر من 3 ملايين امرأة وفتاة عرضة للعنف بما فى ذلك من شركائهن»، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
ويقدر هذا العدد الآن بـ4٫2 مليون وفق البيان الذى أكد أن هذا الخطر مرتفع خصوصا بين النساء والفتيات الهاربات من الحرب.
من جهته، قال المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فيليبو غراندى، إن «فرقنا فى المنطقة تصف المحنة المروعة التى تعيشها النساء والفتيات النازحات عندما يهربن من السودان»، وأضاف «يجب أن تتوقف هذه السلسلة المروعة من انتهاكات حقوق الإنسان.. هناك حاجة ملحة إلى مساعدة الناجين والمعرضين للخطر، لكن حتى الآن، ما زال التمويل بعيداً عن أن يكون كافيا» مع وجود 2.8 مليون نازح ولاجئ بسبب الصراع.
ورحب وزير الخارجية المكلف السودانى، على الصادق على، أمس، بالمبادرات الأفريقية الرامية لإيجاد حل للأزمة السودانية، بشرط التشاور فى ذلك مع السودان، وجاء ذلك خلال اجتماع الوزير السودانى مع وزير الخارجية الأوغندى اودونغو جيجى أبوبكر، على هامش الوزارى لحركة عدم الانحياز بالعاصمة الأذرية «باكو».
وقال الوزير السودانى، إن «قوات الدعم السريع مستمرة فى جرائمها بحق المواطنين والمرافق العامة، والخاصة ومقار البعثات الدبلوماسية».
وجدد «الصادق» اعتراض الحكومة السودانية على رئاسة كينيا للجنة «الإيجاد» الرباعية الخاصة بمعالجة الأزمة السودانية.. مشيراً إلى أن نيروبى تسترشد فى التعاطى مع الشأن السودانى بالمبادرات الدولية، الأمر الذى لا يخدم مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية.
وأكد وزير الخارجية الأوغندى دعم الرئيس يورى موسيفينى، لمساعى حل الأزمة السودانية داخل البيت الأفريقى وعدم فرض أى أجندة دون التشاور مع القيادة فى السودان.. متمنيا عودة الأمور إلى نصابها فى أقرب الآجال وأن ينعم الشعب السودانى بالأمن والاستقرار، كما بحث العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل الدفع بها إلى آفاق أرحب.
كما جدد عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى قائد الجيش السودانى رفضه لرئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن معالجة الأزمة فى السودان، والتى نتجت عن قمة دول الإيغاد الأخيرة التى استضافتها جيبوتى، وسط استمرار القتال مع قوات «الدعم السريع»، خلال تلقيه، اتصالا هاتفيا من الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود.
وأطلع «البرهان»، شيخ محمود على الأوضاع فى السودان «على خلفية تمرد ميليشيا الدعم السريع وتدميرها لكل مقدرات الشعب»، وأكد «البرهان» أن الحكومة السودانية «لم تدخر جهدا فى وقف الحرب عبر الطرق السلمية وذلك بهدف إحلال السلام فى السودان».
ومن جهته، أكد الرئيس الصومالى، دعم بلاده لجهود السلام والاستقرار فى السودان متمنيا للشعب السودانى دوام التقدم والازدهار ومهنئاً له بمناسبة عيد الفداء راجيا أن يعود السلام للسودان وشعبه وأن تتوقف هذه الحرب.