عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

إن الشعب يومها أعلن أن مصر للمصريين مستقلة فى قرارها ولا تتبع إلا إرادة ‏شعبها، ومصالحه العليا وكان الثلاثون من يونيو عنوانا لإعادة تأكيد وحدة الوطن ‏تحت هويته المصرية الجامعة التى لا تفرق والشاملة للشعب كله دون تمييز أو انقسام، ‏أجدد العهد على أن تكون المصلحة الوطنية والهوية الوطنية هما دائمًا علامات ‏الطريق التى تهدى المسيرة والمسار.‏

هكذا عبرت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الذكرى العاشرة لثورة 30 ‏يونيو بكل اقتدار عن أسباب وأهداف ثورة 30 يونيو، وفى كلمات ذلك المقال ‏سنتجول سويًا داخل ما تحقق من أهداف وما ننتظر تحقيقه.‏

أولًا- الهوية المصرية، كان أول أهداف ثورة 30 يونيو هو استعادة الهوية الوطنية ‏المصرية، وقد عبر ذلك بقوة المؤرخ الكبير جمال حمدان فى كتاب «شخصية مصر» ‏حيث قال إن ما تحتاجه مصر أساسًا إنما هى ثورة نفسية، بمعنى ثورة على نفسها ‏أولًا، وعلى نفسيتها ثانيًا، أى تغيير جذرى فى العقلية والمُثل وأيدلوجية الحياة قبل أى ‏تغيير حقيقى فى حياتها وكيانها ومصيرها. ثورة فى الشخصية المصرية وعلى ‏الشخصية المصرية، ذلك هو الشرط المسبق لتغيير شخصية وكيان ومستقبل مصر، ‏كلمات جمال حمدان تتوافق تمامًا مع كلمات السيد الرئيس عن أهداف ثورة 30 يونيو، ‏وبالنظر إلى ما تحقق من ذلك الهدف نجد أننا لم نخط خطواتنا الأولى بعد وهى ‏استعادة مكونات الشخصية المصرية قبل ما تعرضت له من حملة تهجين وتغريب ‏ممنهجة نجحت نجاحا كبيرا في تدمير مكونات الهوية بداخلها. ‏

ثانيا – استقلال القرار المصرى، لقد كان الهدف الثانى الأهم من أهداف الثورة، ‏وبالفعل نجحت القيادة السياسية فى قطع خطوات كبيرة فى ذلك الاتجاه، ففى ذلك ‏السياق ذكر الرئيس الأمريكى جيمى كارتر فى رسالته بحلقة النقاش التى ينظمها ‏منتدى الجامعة الأمريكية فى الذكرى الأربعين لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ‏‏«عندما قابلت أنور السادات للمرة الأولى كان مغرما بتكرار اعتقاده أن الولايات المتحدة ‏تملك 99% من أوراق تسوية مشكلة الشرق الأوسط، لقد كان بالتأكيد مبالغا،». هكذا ‏تم الرمى بالقرار المصرى داخل أحضان الإدارة الأمريكية طبقا لرؤية شخصية لحاكم ‏مصر حينذاك، وخلال السنوات العشر الماضية تخلصت القيادة السياسية المصرية من ‏رؤية السادات وما جاء بعده من أنظمة حكم، والآن ‏تنوعت علاقات مصر طبقًا لأهداف المصلحة الوطنية، وأصبح القرار المصرى ‏مستقلًا لا يخضع لأى مؤثرات خارجية من أى نوع.‏

ثالثا – التنمية المستدامة، كان الهدف الثالث من أهداف الثورة هو الحلم باسترجاع ‏مجد إمبراطورية مصر المفقود منذ 3500 سنة، ولما لا ولدى مصر كل مقومات ‏تحقيق واقع ذلك الحلم من موارد وثروات ومكانة جغرافية وارث حضارى وكثافة ‏سكانية، وبالفعل لقد خطت القيادة السياسية خطوات كبيرة فى ذلك الاتجاه وقد عبر ‏عن ذلك السيد الرئيس فى كلمته،» أن ذلك الجيل قادر على إتمام تجربته التنموية ‏الشاملة التى تشهد تقدمًا سريعًا يطول كل شبر من أنحاء الوطن من البنية التحتية، ‏والطرق، والنقل والتجارة التى تشهد ثورة حقيقية تؤهل مصر لمصاف الدول المتقدمة ‏إلى الطاقة الكهربائية والغاز والبترول، والطاقة المتجددة والخضراء إلى استصلاح ‏الأراضى، بمساحات ليس لها مثيل فى تاريخ مصر».‏

رابعا – أخيرًا، لقد قطعنا شوطا كبيرا فى طريق أهداف ثورة 30 يونيو وكان الشعب ‏هو البطل، وما نحتاجه لاستكمال مشور أهداف الثورة هو تسخير الكثير من إمكانيات ‏مصر من اجل بناء تعليم حقيقى بكل مشتقاته البحثية والفنية مع سرعة نسف مناهج ‏التهجين والتغريب والتى ما زالت قائمة ولقد ساهمت بشكل كبير فيما وصلت له ‏الهوية المصرية من حالة اغتراب، مع غلق كل المنافذ الثقافية والمالية لتغذية جماعة ‏الإخوان الإرهابية وكل تشابكاتها الايدلوجية الأخرى التى تعمل ضد الهوية الوطنية.