علي جمعة يكشف أسرار أيام التشريق وحكم صيامها

شَرع الله الأعياد لتكون مَنْبت للفرح ومَبعَث للبهجة في الدين الإسلامي، وجعلها مرتبطة ارتباطا وثيقا بمعان جليلة تخلق التوازن بين الروح والجسد، وقد أخذنا عن سيدنا وحبيبنا محمد ﷺ سنة نبوية كريمة تقتضي بأن الأعياد أيام فرح وذكر لله "ومن شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين".
ومع ميلاد هلال ذي الحجه وحلول العيد المبارك على الأمة الإسلامية يذكرنا أهل العلم بحرمة الصيام في أيام عيدنا، كما أن عيد الأضحى بما يصاحبه من سائر شعائر الحج لها حكم وأسرار أدركها العلماء لينيروا بها أفهامنا.
حكم صيام أيام التشريق
صرح الدكتور على جمعة -المفتي السابق- عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" أن أيام التشريق الثلاث وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة يحرم الصيام فيها لغير الحاج، وهذا إتباع لقول رسول الله ﷺ في صحيح مسلم "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله"
وأوضح جمعة أن الرسول الكريم أيضًا نهى عن صيام يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق كما في [سنن الترمذي] حيث قال ﷺ " يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب"، ويذكر أن المقصود هي تلك الأيام المعدودات التي ذكرها رب العزة سبحانه وتعالى في محكم كتابه "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ"
حكم وأسرار أيام التشريق
أكد الدكتور على جمعه أن العبادات في الإسلام لها حكم واسرار يكشفها ذو التفكير الراجح والنفس الراقية، وشعائر الحج الشريف هي من أعظم العبادات في أسرارها وحكمها الجليلة، وهذا في الشعائر جميعها بداية من طواف وسعى حتى تجمع المسلمين تحت لواء واحد يوم العيد والنحر وتليهم أيام التشريق.
سبب تسمية أيام التشريق
وقد سميت أيام التشريق بهذا الاسم نسبة لما كان يفعله الناس قديمًا حيث كانوا يشرقون لحوم الأضاحي في الشمس، أي يضعوها في الشمس ليقددونها بعد تقطيعها لقطع صغيرة حتى لا تفسد، بسبب عدم وجود ثلاجات تحفظ الأطعمة حينها.
أعمال أيام التشريق
قال الدكتور على جمعه أن الشرع الشريف قد حث على الإكثار من الذكر في أيام التشريق وخاصة التكبير حتى غروب شمس أخر أيام التشريق، وأوضح أن هذا ما كان يفعله الصحابة إتباع لسنة الحبيب، فقد كان سيدنا عمر رضى الله عنه يكبر بمني فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ومنهم إلى أهل الأسواق حتى ترتج الأرض والأرجاء بذكر الله تكبيرًا وتعظيمًا .
وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما وبارك لنا في سيرتهم الطاهرة، فكان يكبر دبر الصلوات وعلى فراشة ومجلسه لا يغيب عن ذكر المولى.
فلله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا، ولم يقتصر التكبير على الرجال فقد كانت ميمونة رضى الله عنها تكبر يوم النحر، وكان النساء يكبرن خلف ابن عفان وعمر بن عبد العزيز رضى الله عنهما ليالي التشريق مع الرجال في المساجد.