رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

تعد المملكة العربية السعودية وإيران أبرز قوتين إقليميتين فى الخليج، وقد تؤدى خطوة التقارب بينهما إلى تغييرات إقليمية على مختلف الصعد. وقد شهد السادس عشر من يونيو الجارى اللقاء الذى جمع بين وزيرى الخارجية السعودى والإيرانى فى طهران، حيث أكد الأمير «فيصل بن فرحان» وزير خارجية المملكة على أن المحادثات مع إيران اتسمت بالصراحة والوضوح، وأن العمل جارٍ على فتح السفارة السعودية فى طهران، وأردف قائلا: (إن إيران قدمت تسهيلات لعودة البعثات الدبلوماسية للعمل، وإلى أن أواصر الأخوة وحسن الجوار تجمع بلاده مع إيران، وأن المباحثات التى جرت مع نظيره الإيرانى ركزت على أهمية التعاون الأمنى بين البلدين لضمان خلوالمنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وضرورة التعاون المشترك لصالح أمن واستقرار المنطقة، والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية).

وفى معرض التعقيب قال وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبداللهيان» إن الدولتين تسعيان لنشر السلام والأمن بالمنطقة ودعم العلاقات الاقتصادية، وشدد على أهمية تشكيل لجان سياسية وحدودية واقتصادية مشتركة، ومكافحة الإتجار بالمخدرات، والتعاون فى مجال البيئة. يعد هذا اللقاء الثالث بين وزيرى خارجية السعودية وإيران بعد عودة العلاقات الثنائية بين الدولتين، وأول زيارة لوزير الخارجية السعودى لإيران منذ أكثر من عقد. وكانت الدولتان قد قررتا فى مارس الماضى بعد وساطة صينية إنهاء الخلافات الدبلوماسية، واستئناف العلاقات بينهما بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.

كان وفد تقنى سعودى قد تفقد مبنى السفارة السعودية لدى طهران فى 9 أبريل الماضى من أجل التحضير لإعادة افتتاح السفارة السعودية لدى طهران والقنصلية فى «مشهد». وذكرت وسائل إعلام إيرانية بأن السعودية ستعيد فتح سفارتها مؤقتا فى فندق بطهران لحين استئناف عملها فى موقعها الدائم فى العاصمة الإيرانية. وكانت إيران قد أعادت فى السادس من يونيو الجارى فتح سفارتها وقنصليتها فى السعودية. وفى المؤتمر الصحفى المشترك شدد وزير الخارجية السعودى على أهمية انعكاس عودة العلاقات بين البلدين على المنطقة بأسرها، وعبر عن أمله بأن تعطى آفاق التعاون بين البلدين آثارًا إيجابية تسهم فى الأمن الإقليمى والتنمية والتعاون الاقتصادى والثقافى وغيرها من المجالات. وقال الدكتور «محمد الحربى» عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية: (إن المرحلة التى تمر بها الدولتان هى مرحلة التوازن الاستراتيجى، وهى تتسم بالاتفاقات الدقيقة والشاملة، وإن أولوية الرياض وطهران تتمثل فى أن تكون العلاقات بينهما مستدامة). كما أشار إلى أن الزيارة قد تحمل فى طياتها رسائل أكبر من التفاهمات على إعادة فتح السفارات والبعثات الدبلوماسية.

وما من شك فى أن عودة العلاقات السعودية الإيرانية تعتبر خطوة إيجابية فى مجال تحسين العلاقات الإقليمية، وتخفيف التوتر فى المنطقة. ومع ذلك فإن الآثار الإيجابية التى قد تنعكس على المنطقة من جراء ذلك ستتطلب وقتًا، ويتعين على الدولتين فى البداية العمل على بناء الثقة المتبادلة وتعزيز الحوار البناء بينهما، وأن يترافق مع هذه العودة مشاورات دبلوماسية مكثفة، وحوار مستدام لمعالجة القضايا المشتركة.