رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

استمر حكم الإخوان لمصر عاماً وثلاثة أيام فقط «368»، بدأت من 30 يونيو 2012 حتى 3 يوليو 2013، عام من الإرهاب والخوف والأخونة والفشل، تحولت فيه مصر من دولة ذات سيادة إلى شبه دولة تقف على حافة حرب فتنة طائفية واقتتال داخلى، وهذا كان هدف جماعة الإخوان لإقامة دولة دينية يدين شعبها بالولاء والطاعة العمياء لحكم الفقيه.

رسخ حكم الجماعة خلال عام فى السلطة حالة من الاستقطاب الحاد، وقسّم المجتمع بين مؤيد للمشروع الإسلامى الذى يمثله مرسى وجماعته دون أن يقدموا دليلا واحدا على هذا المشروع، وبين مناهض له، وبدلا من أن يتفرغ الشعب للعمل والإنتاج، اتجه إلى التناحر والعراك.

عمل حكم مرسى على ترسيخ الأخونة ونشر هذا الفكر رغم تنامى الشعور المعادى له من يوم لآخر، كما افتعل الأزمات الرامية إلى تشتيت جهود الأمن والحد من اكتمال البناء الأمنى، كما أصدر مرسى العديد من القرارات والإعلانات الدستورية التى تسببت فى زيادة الضغط الشعبى على الجهاز الأمنى بالخروج فى مظاهرات عارمة إلى الاتحادية والتحرير، وأفرج عن سجناء جهاديين من ذوى الفكر المتطرف استوطنوا سيناء وسعوا إلى تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد العون من أنفاق التهريب من قطاع غزة التى حظيت بكل الدعم والحماية من مرسى، نفذت هذه الجماعات فعلا خسيسا بالإجهاز على 16 شهيدا من الأمن وقت الإفطار فى رمضان.

استمر فى عام حكم الإخوان الأزمات الغذائية، والارتفاع المتواصل فى أسعار السلع والخدمات، واستخدام المنظومة التموينية لخدمة أغراض انتخابية لصالح الجماعة، فى كسب شعبية عبر التلاعب بالحصص التموينية.

ناصب حكم الجماعة -الإعلام- العداء، وسعى بكل قوة لأخونة مؤسسات الدولة الصحفية والإعلامية فى محاولة واضحة لتأسيس الفكر الإخوانى، كما كان هناك اتجاه واضح من الإخوان لتغيير هوية مصر الثقافية والعمل على ارتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة.

افتعل الإخوان أزمات عنيفة مع القضاء، بدءاً من إقصاء النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وتعيين نائب عام ملاكى، إلى محاصرة المحكمة الدستورية العليا، واستمرت الأزمات بين القضاء والإخوان عندما قضت محكمة القضاء الإدارى بوقف تنفيذ قرار تنظيم الانتخابات البرلمانية، فكان أن رفعت جماعة الإخوان شعار تطهير القضاء، والعمل على سن تشريع يقضى بتخفيض سن التقاعد للقضاة ليقصى عدة آلاف منهم ليحل بدلا منهم أنصار الحكم.

سعت الجماعة للتمكين وتنفيذ مخططهم فى أخونة الدولة معتمدة على وجود أحد عناصرها على رأس السلطة السياسية، وحاولت فرض أفكارها على المجتمع ودفع الأقباط إلى الهجرة من مصر وتغيير تركيبة المجتمع المصرى وتنوعه الفريد الصامد عبر التاريخ، ولم يقبل المصريون تحركات المشروع الإخوانى واختبائهم عبر مفاهيم دينية مغلوطة، وتبين لطوائف الشعب المصرى أن استمرار حكم الجماعة يمثل خطورة شديدة، وأنه يسعى لطمس هوية مصر وضياع استقلالها الوطنى فى مقابل مشروع وهمى لتأسيس الخلافة الإسلامية، وتحويل الدولة المصرية إلى مجرد ولاية من الولايات الإسلامية التى سيحكمها الخليفة المنتظر.

ومن أجل بقاء مصر وطناً لكل المصريين وإعادتها إلى محيطها الإقليمى والعالمى، وتمتعها بالسيادة وتعاونها مع الدول الخارجية على أساس الندية وليس التبعية، قام المصريون بثورتهم فى 30 يونيو، وسطروا من خلالها ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن، وغيروا مجرى أحداث التاريخ المصرى، وكتبوا ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى فى إنهاء حكم الإخوان، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على كافة المستويات.

أنهى المصريون حكم الإخوان بعد ارتكابهم أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينهم وبين الشعب فى خلال 368 يوما فقط، كانت فيها البلاد فى حالة من الصراع بين البقاء والفناء، ولكن كتب أبناؤها شهادة ميلاد جديدة لجمهورية جديدة لا مكان فيها للخونة والإرهابيين والمتآمرين على الوطن.