حيدر أبو العباس .. الأكشن بالعراقي
يقدّم خبراء الشأن الفني إجابات صريحة وواقعية تفسر استمرار "الأكشن" في الأفلام والمسلسلات العالمية واهتمام شركات الإنتاج بإصدارها، تنطلق الدراما العراقية في هذا الاتجاه لتواكب هذا التطور العالمي المتنامي.
الفنان الشاب حيدر أبو العباس من أبرز الشخصيات في رمضان
الخطوات الأولى لهذا المشوارهي مشاريع شبابية تمثلت بمسلسل (حلم وخيال) والذي كان من بطولة النجم الغنائي حسام الرسام، ملايين وحيدر أبو العباس ومسلسل (وطن) من بطولة مهند أبو خمرة، جواد الشكرجي وجلال كامل وكما شاهدناه في الموسم الرمضاني المنصرم في مسلسل (اقتحام) من بطولة زهراء بن ميم وريكاردوس يوسف وأيضاً مسلسل (كاتم) من بطولة غالب جواد وزهراء سامي وغيرها العديد من الأعمال العراقية التي حازت اهتمام وانتباه المنتجين والمتلقين على حد سواء في الآونة الأخيرة.
هذه المشاريع هي الأولى من نوعها في مدار الدراما العراقية دفعت المهتمين للتساؤل عن سر حب الناس لهذا النمط من الإثارة وتحقيقها كل هذا النجاح، فيما يعزو الكثير من المتابعين والنقاد أسباب الاهتمام العراقي بهذه المسلسلات إلى حب الناس غير المحدود لأفلام الأكشن لأن الشعب يعي أن هناك نمط من المسلسلات تعمل على التحكم في التوتر المزمن الذي يعد واحدا من أكثر أمراض العصر الحديث انتشارًا وجرعة مكثفة من الإثارة ومهرب صحي من الواقع.
من أبرز الشخصيات التي لمعت في الموسم الرمضاني قبل السابق هي شخصية "جسر إبن زنجيل" والتي جسدها الفنان الشاب حيدر أبو العباس بإتقان شديد خالقاً مناخاً خاصاً بالشخصية مع مفردات علقت في ذهن المتلقي في الشارع العراقي.
“إبن أمي" مزيج من الهدوء والشهامة والنخوة؛ شخصية متزنة بين الحذر والوسطية والاحترام والولاء، بنيت بطريقة محكمة وذكية استطاع من خلالها حيدر أبو العباس أن يتفوق على نفسه ويختلف عن تجربته السابقة في مسلسل ( أحلام السنين ) الذي بدا فيها بتركيبة مختلفة وشخصية غامضة، عاشقة وحالمة دليل قاطع على نضوج الفنان الشاب وتفوقه الدائم على نفسه وبرز هذا النضوج والوعي الأدائي في آخر أعمال أبو العباس بشخصية "علاء" المركبة في مسلسل ( مجنون سارة ) التي تمزج بين الحب والانتقام وملامح أكشن ننتظرها في الحلقات القادمة من المسلسل لرغبته الواضحة في زج نفسه بتجارب جريئة وذات بصمة مغايرة في كل دور يؤديه ودليل قاطع على حبه لمثل هكذا أدوار.
كل الأمنيات تحدو بالشباب العراقي الواعد إلى سلك هذا الطريق في الدراما لكسر النمطية المفروضة كالتراجيديا والكوميديا على عالم الفن العراقي منذ عقود وسط آمال أن يجد المتلقي العراقي ما يجعله يواكب الأعمال الفنية العالمية لكن بنمط عراقي سلس هذه المرة.