الفوضى الغنائية عارمة ولا تجد مصلحاً

كتب الشاعر صلاح عمار لأجيال مختلفة من المطربين، فبينما تغنيت كلماته نجاح سلام ونادية مصطفى ومحرم فؤاد ومحمد ثروت تغنى بكلماته أجيال جديدة من الشعبيين، الذين يختلفون عن الأجيال الأولى التى تعامل معها صلاح عمار.

أكد عمار أن الأغنية الشعبية هى تعبير عن الحالة الوجدانية والشعورية لعموم الشعب، وقد تغيرت الآن لتصبح فئوية ولجيل دون جيل، ولقوم دون قوم، ثم ما لبثت هذه الأغنية الفئوية أن كثر عمومها شيئًا فشيئًا فى الوقت الذى تخلت فيه عن جمالياتها المعهودة، وجملها الموسيقية، وأصبحت صداعًا فى الرأس، وتفاهة وتكرارًا فى المضمومن، ولا يكاد يخلو من هذه المواصفات السيئة إلا القليل والنادر من الأعمال الشعبية.

وأضاف عمار أن الأعمال الشعبية الجميلة هى التى تخلق فى نفوس عموم الشعب السعادة وتجعلهم يشعرون بالرضا، ويصبحون بها أقوى فى مواجهة الأزمات، ذلك أنها تمتصى غضبهم وتخلق فيهم القيم الإيجابية، ومن ضمن روافد الأغنية الشعبية أغانى الأفراح التى نصبت الآن، ونجد فى الأفراح والسهرات المرحة أغنيات كئيبة وغير جميلة ولا تعبر عن المناسبة، ولا تخلق فى الجماهير الفرح بل تكرس للحزن والضوضاء ولضعف المشاعر بعد شيوع أنماط من الغناء ولهجات غنائية تكرس للألفاظ النابية التى لا تليق إلا بالسفهاء من الناس، وبذلك أصبحت الفوضى الغنائية عارمة ولا تجد مصلحًا، والمصلحون والجيدون قلة ولا يقف الإعلان أو المؤسسات المنوط بها دعم الفنى الوقوف بجوار هذه التجارب.