رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

الإنسان يخترع الآلة ثم يخاف منها.. وعندما اخترع العجلة خاف أن تحل مكانه ويتم الاستغناء عنه وعن عمله الذى يحصل مقابله على طعام أو أجر.. مع إن العجلة تعتبر من الابتكارات المذهلة التى تطورت مع الزمن إلى صاروخ وصل إلى القمر والمريخ.. وساعدت البشرية من البداية فى النقل والتنقل وسهَّلت عملية نقل الحمولات الثقيلة لمسافات طويلة التى اعتاد الأفراد على حملها بأنفسهم قبل اختراع العجلة.. ولكن من يومها يكرر الإنسان نفس السؤال.. هل يمكن للآلة أن تصبح بديلاً عنه؟

وأصبح الذكاء الاصطناعى أو (AI) اختصارًا لـ(Artificial Intelligence) الشغل الشاغل لدى كل الناس.. العلماء والاقتصاديين والفنانين والدارسين.. وعامة الناس، وانتشر انتشاراً مريباً وكأن حملة تسويق عالمية خفية تحاول بيع سلعة جديدة تحاكى الذكاء البشرى فى كل نواحى الحياة!

ومؤخراً.. قام عدد من الفنانين بتجارب بالذكاء الاصطناعى بتركيب أصوات مطربين على أغنيات مطربين أخرين مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وعمرو دياب.. وانتشرت الظاهرة من المتخصصين إلى رواد التواصل الاجتماعى حيث قام البعض بنفس التجارب على منصات السوشيال ميديا!

وإذا كان العلماء نجحوا فى استخدام الذكاء الاصطناعى فى ابتكار برامج وتقنيات إلكترونية مكنت السيارات والطائرات من القيادة الذاتية والكاميرات والساعات الذكية.. وغير ذلك من المجالات فإن الفن مجالاً مرناً وسهلا للتعامل مع الذكاء الاصطناعى.. ولا يهمنى حقيقة المعترضين على المزج بين الفن والذكاء الاصطناعى أو استخدام الذكاء الاصطناعى فى مجال الفن لأن ذلك قادم لا محالة ومن يخشون ذلك هم الكسالى والجامدون فى تفكيرهم والمتجمدون فى أماكنهم وهؤلاء مستمرون منذ مئات السنين فى حالة من الغباء الاصطناعى.. وهم أنفسهم الذين اعترضوا على العجلة والماكينات والراديو والتليفون والكهرباء والتليفزيون.. ولا أعتقد أن اعتراضاتهم ستتوقف سواء فى الفن أو غيره!

ولا شك أن الذكاء الاصطناعى سيكون إضافة حقيقية للفن، وقد شاهدنا فى السنوات القليلة الماضية النقلة النوعية فى صناعة السينما مع استخدام التقنيات الجديدة وبرامج الكمبيوتر حيث شاهدنا أفلاماً كاملة مصورة كلها داخل الاستديو وقصصها عن حوادث فى الفضاء أو تحت الماء أو فى الغابات.. أو حتى تحت الأرض بينما الممثلون وطاقم العمل كله لم يتحرك من مكانه فى الاستديو المكيف!

المهم.. أن نكون مستعدين لمجال الذكاء الاصطناعى فى الفن ليس بقبوله فقط بل بالمشاركة فى صناعته.. ولن يتم ذلك الا من خلال جيل متعلم ومدرب ومؤهل للتعامل مع الذكاء الاصطناعى ولإنتاج فن مبهر ومبهج.. وذكى! 

[email protected]