رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندب المعلمات للمراقبة فى امتحانات الثانوية العامة من محافظاتهن إلى محافظة أخرى يثير حفيظة وغضب معظمهن، لأنه يضعهن تحت ظروف قاسية، يتعرضن فيها لمشقة الخروج من منازلهن قبل الفجر للسفر إلى اللجنة المخصصة لها عبر ثلاث أو خمس وسائل مواصلات داخلية، وفى الغالب لا تكون فى مدينة بهذه المحافظة ولكن بقرية يركب لها توك توك، وتعود لمنزلها قبل المغرب بلحظات فى أحسن الأحوال.

وتنفق المعلمة مبالغ كبيرة فى السفر، لأنها تضطر لركوب أكثر من مواصلة، ووزارة التربية والتعليم وهى تندب المعلمة من مدرستها فى طنطا مثلاً للجنة امتحانات ثانوية فى قرية بمحافظة المنوفية، لا تترك لها فرصة حتى الاعتذار، فقد وضعت شروطاً صعبة لقبولها، ومعظم المعلمات لا يستطعن توفير التقارير الطبية التى تسعفهن للاعتذار عن التصحيح، ومع ضعف المقابل المالى المقرر للمراقب مقابل زيادة مصروفات التنقل من المحافظة لمحافظة أخرى ثم استخدام مواصلات داخلية، ومنها ميكروباصات وتكاتك، ومع ما تتعرض له المعلمة فى هذه المواصلات من مناخ غير مناسب بالمرة! تجعل المعاناة تصل لذروتها الدرامية.

صحيح أن المراقبة واجب قومى ولا بد من القيام به، ولكن يجب أن يكون ذلك بعد توفير الظروف المناسبة للسفر لا سيما للسيدات وأغلبهن تخطين الأربعين مع قائمة تذاكر طبية وأدوية فى حقيبتهن للضغط والسكر! 

هذه قضية أثارتها شكاوى المعلمات اللاتى تم ندبهن على غير رغبتهن ورفضت اعتذارهن من قبل اللجان المخصصة لذلك. 

وأسأل: لماذا لا يقتصر الندب خارج المحافظة على الرجال -معلمين وإداريين- فقط وتستثنى السيدات من هذا الندب، وفى حالة الضرورة تتم الاستعانة بهن داخل المحافظة وفى مدينة أخرى غير محل إقامتهن، لأن مبرر هذه المعاناة هو توفير مراقبين محايدين ومن غير المحافظة منعاً للغش والمعارف.. إلخ. 

ثم لماذا يكون الندب جبراً وليس اختياراً وبرغبة المعلمة، وحسب ظروفها الخاصة؟ فهذا عمل مدنى يترك للإرادة والظروف المتاحة أو غير المناسبة! 

الغريب أنك قد تجد رجالاً يراقبون فى لجان داخل محافظاتهم وتسأل لماذا لم يندبوا لمحافظة أخرى وهنا تظهر الحيثيات والوساطات.. إلخ.

الثانوية العامة شهادة مهمة وتوفير مراقبين لها واجب وطنى، ولكن أيضاً تحقيق الظروف المناسبة للمراقب واجب لا بد منه وخصوصاً للسيدات، فالرجل ليس لديه مشكلة فى التنقل ولا حتى الإقامة فى الاستراحات المعدة له.. ولكن سفر معلمة من محافظتها لقرية بعيدة فى محافظة أخرى لا يفيد اللجنة وبالعكس يجعل المراقبة فى حالة نفسية سيئة وتحت ضغط كل الظروف السابق شرحها، ناهيك عن مشكلات اللجان مع المراقبين الرجال والطلاب وأولياء أمورهم خارج اللجان وهذه الملاحظة تشكل خطراً على السيدة المراقبة المضغوطة والمخنوقة أصلاً.

أتمنى من وزير التربية والتعليم تلافى هذه الملاحظة العام القادم، ولا يتم ندب سيدة بالإجبار وعلى غير إرادتها فهذا أبسط حق فى مقابل الواجب القومى.. ويا مسهل.