مطرقة العدالة تقتص لروح ضحيتي شيطان فينيكس
اعتقد الجاني الذي تطلخت يداه بدماء شابتين في عُمر الزهور أنه سيفر بفعلته للأبد، وأن لا قصاص ستمتد يده لتقتنص حق الضحيتين منه.
تمسك المُجرم بعلة المرض وتصنع الجنون ليفلت من قبضة العدالة، ولكن حيلته البائسة لم تنطلي على القضاة فأنزلوا به حُكم القصاص العادل.
تأتينا القصة من مدينة فينيكس في ولاية أريزونا الأمريكية حينما قضت المحكمة بحكم القصاص (الإعدام) في حق برايان باتريك ميلر لإدانته بإنهاء حياة الشابتين أنجيلا بروسو – 21 سنة في 1992، وميلاني بيرناس – 17 سنة في 1993.

وتشابهت تفاصيل الجريمتين، فقد تمكن الجاني من اصطياد ضحيتيه أثناء قيادتهما للدراجة الهوائية على طول قناة مائية في الولاية.
وكانت المحكمة قد رأت المُتهم مُداناً بجريمة إنهاء الحياة من الدرجة الأولى طعناً والخطف ومُحاولة التعدي الجسدي.
مُجرم فينيكس ينال جزاءه العادل
ونقل تقرير نشرته مجلة بيبول الأمريكية تأكيد القاضية سوزان كوهين أن ميلر لم يقم فقط بإنهاء حياة الشابتين، ولكنه تعامل معهما بوحشية، وفر من قبضة الشرطة لما يزيد عن 20 سنة.
وكانت الضحية الأولى أنجيلا بروسو كانت قد تعرضت للهجوم في 8 نوفبمر 1992، حينها كانت تقود دراجتها الهوائية مُنفردةً بجوار قناة فينيكس المائية.
وتم العثور على بقايا جسدها مقطوعة الرأس في حقلٍ في اليوم التالي للجريمة الذي كان من المفترض أن يكون عيد ميلادها الثاني والعشرين، وتم العثور على الرأس في قناة أريزونا بعد أسبوع من الجريمة.
وقالت الأم بنبرةٍ حزينة :"المُدان سرق مني ملاكي على الأرض، أنجيلا كانت ابنتي الوحيدة، لن أكون قادرة أبداً على التخطيط لزفافها، لن يكون لي أبداً أحفاد".
وأضاف :"بأفعال المُدان في هذه الليلة فقد أنهى حياة ملاكي، ومزق قلبي، ولن أكون أبداً نفسي كما كُنت".
أما الجريمة الثانية فقد كان الضحية هي الشابة ميلاني بيرناس التي وُجدت جثتها يوم 21 سبتمبر 1993 في حالة مزرية في قناة أريزونا على بُعد ميل ونصف من مكان العثور على جثة الضحية الأولى.
وتعرضت بيرناس للاعتداء الجسدي، قبل أن يعبث الجاني بجثمانها راسماً نقوشاً على صدرها.
وأكدت شقيقة الضحية الكبرى على إحساس الفقد الذي يتملكهم منذ رحيلها، وقالت :"لا يُمكن للكلمات أن تصف مستوى الألم المروع الذي نعيشه كل يوم منذ رحيلها".
وأضافت :"نحن نعيش بدون ابتسامتها وبدون عناقها، نحن نعيش بدون حُبها".

وظلت الجريمتين بجانٍ مجهول حتى أراد الله كشف المُجرم، وذلك بعد أن توصلت تقنيات البحث الحديثة المُعتمدة على الصبغة الجينية DNA إلى وجود صلة بين المُتهم المُدان والجريمتين في 2015.
وتمسك دفاع المُتهم بعلة "الجنون"، وأكدوا على أنه قام بجريمتيه دون أن يكون واعياً بما تقترفه يداه، قبل أن تجده المحكمة مُداناً في نهاية المطاف.