رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غرفة النوم وصلت لـ80 ألف جنيه:

أسعار الموبيليا تسرق فرحة «ليلة العمر»

أسعار الموبيليا
أسعار الموبيليا

الأنتريه بـ30 ألفاً والسفرة بـ40 ألفاً والركود سيد الموقف

 

بدأ العد التنازلى لقدوم ليلة العمر.. لم يعد هناك وقت أمام العريس «أحمد على» الذى اعتبر رحلة المرور على معارض الموبيليا برنامجاً يومياً ليستعلم عن أسعار الأثاث التى ستزين شقة الزوجية التى طال انتظارها، هالته الأرقام التى سمعها ليصاب بصدمة كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الأخشاب لحوالى 200% عن الفترة الماضية.

جلس الشاب ذو الثلاثين عاماً فى غرفته منفردًا حزينًا متخوفًا من ضياع محبوبته التى طال انتظار دخوله عش الزوجية معها، فقد أحبها منذ دراسته فى الثانوية العامة، إلا أن هذا الحب أصبح مهدداً الآن بسبب أسعار الأثاث التى ارتفعت بشكل جنونى. 

«أحمد» ليس الوحيد الذى يعانى هذا الأمر، فهناك كثيرون مقبلون على الزواج، منهم من وضع ميزانية منذ أشهر لهذا الأمر، وفوجئ حينما حان وقت الشراء بأن المبلغ الموجود معه لا يمكنه شراء غرفة واحدة.

الشباب عاجزون عن توفير مستلزمات الزواج بسبب ارتفاع أسعار الخامات.. والآباء: نساعدهم بقدر المستطاع

 

قصة الشاب لا تختلف كثيرًا عن روايات مئات غيره ممن قرروا الدخول فى عش الزوجية، ولكن أصبح كابوس العفش عائقًا أمامهم فزادت الأسعار أضعافاً، وهذا ما قاله رامى خلف الذى وجد أن سعر غرفة النوم وصلت لـ80 ألف جنيه، بدلاً من 50 ألف جنيه، والأنتريه بـ30 ألف جنيه، وقال: «غرفة النوم كانت بتجيب 3 غرف قبل كده على السعر القديم.. وأنا راجل مهندس يعنى لازم أجيب حاجة تعيش». 

سامح صبرى، ولى أمر لشاب خريج واحدة من كليات القمة قال ابنى لسه هيبدأ حياته وما يقدرش يشترى غرفة واحدة بالأسعار الحالية لو اشتغل عمره كله، ولهذا لابد على أن أساعده فى بداية حياته.

وتابع: «الحمد لله أنه عرف يشتغل فى تخصصه بمجهوده لكن الجواز لن يستطيع القيام بمسئولياته وحده ولابد من مساعدتى له». 

خبير اقتصادى: فتح باب استيراد الأخشاب والاهتمام بزراعة الأشجار وتشجيع الاستثمارات أهم الحلول

يشير صاحب الستين عامًا إلى أن الكثير من أولياء الأمور أصبحوا مجبرين على مساعدة أبنائهم حتى يتمكنوا من الزواج. 

الأمر لا يتوقف على الموبيليا الجديدة فقط بل وصل سُعار الأسعار لتجديد الأثاث أيضاً، وهو ما أكدته سالى دسوقى قائلة إنها حاولت أن تجدد بعض الموبيليا الموجودة لديها والتى لا تستعملها وتمنحها لابنها المقبل على الزواج بدلاً من شراء موبيليات جديدة، إلا أنها اكتشفت أن تكلفة التجديد كانت صادمة فالصالون سيتكلف 9 آلاف جنيه، والمراتب والأسرة وغرفة الأطفال تكلفت 70 ألفاً. 

الغريب أنه رغم هذه الحالة من ارتفاع الأسعار، فإن التقارير الرسمية تؤكد أن مصر تصدر أخشاباً، وتستورد موبيليات وأخشاب ومع ذلك فالسوق تعانى حالة غريبة ونادرة وهى الركود وارتفاع الأسعار فى آن واحد، فقد كشفت التقارير الرسمية أن مصر تصدر أخشاباً بقيمة 29 مليوناً و980 ألف دولار بحسب بيان الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وفى الوقت نفسه يعانى الشباب من ارتفاع أسعار الأخشاب.

من ناحية أخرى، أكدت النشرة الشهرية للتجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول أهم الواردات المصرية من السلع والمواد الوسيطة عن الفترة من يناير حتى أبريل 2022، زيادة قيمة استيراد مصر من الخشب ومصنوعاته من الأثاث وغيره إلى 557 مليونًا و95 ألف دولار، وهو ما يعادل 10 مليارات و473 مليونًا و386 ألف جنيه مصرى خلال الثلث الأول من عام 2022.

ركود

أكد جمال خشبة، عضو شعبة الأثاث بدمياط، أنّ السوق يشهد حالياً حالة من الركود ولكن الطلب على الموبيليات يزداد فى موسم الأعياد، مشيراً إلى أن أسعار الغرف لا يمكن تحديدها فالأسعار تختلف من مكان لآخر حسب نوع الخشب والكمية المستخدمة والدهانات، ولكن بشكل عام يتراوح متوسط سعر غرفة النوم بين 25 ألفاً إلى 50 ألف جنيه، كما يتراوح سعر الأنتريه بين 20 ألفاً إلى 30 ألف جنيه، ويختلف السعر حسب نوع الأسفنج.

كما يتراوح سعر السفرة بين 20 ألفاً إلى 35 ألف جنيه، والصالون بين 20 إلى 40 ألف جنيه، بينما سجلت غرفة الأطفال ما بين 15 ألفاً إلى 25 ألف جنيه.

وأضاف أن متوسط فرش الشقة بالكامل يتراوح بين 95 إلى 150 ألف جنيه، مشيراً إلى أن الإقبال على الشراء ضعيف فى الوقت الحالى وليس فى أفضل حالاته بسبب الأسعار، بينما لا يوجد أى نقص فى مستلزمات الإنتاج.

طفرة

جينا فتحى

قالت جينا فتحى، استشارى فى مجال التشطيبات والديكورات، إنّ مدينة دمياط أحدثت طفرة فى مجال الأثاث خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار فى العديد من المحافظات الأخرى، لذلك يمكن لأى شاب تجهيز شقته بالكامل فى حدود 100 ألف جنيه، وهناك ما هو أكثر من ذلك، فالأسعار متاحة وكل شخص يشترى فى حدود إمكاناته.

وأكدت «جينا» أن الخشب المستخدم فى صناعة الأثاث فى دمياط جودته عالية وتوجد إمكانية للتقسيط، مشيرة إلى أن هناك مساعى كثيرة لمساعدة الشباب فهناك شركات تقدم فرصاً لفرش الشقة بمبالغ فى متناول يد الشباب.

ونوهت «جينا» إلى تقرير التجارة الخارجية الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والذى أكد قيام مصر بتصدير منتجات خشبية بقيمة 29 مليون و980 ألف دولار العام الماضى ما يؤكد أن هناك رواجاً فى حركة تجارة الأخشاب.

وأشارت استشارى التشطيبات إلى أن الأخشاب المستخدم فى صناعة المنتجات الخشبية فى دمياط يتم استيرادها من روسيا والسويد، بينما مصر استطاعت فى الفترة الأخيرة أن تصدر الأثاث إلى السودان بكميات كبيرة.

وسردت «جينا» بعض الأسعار وقالت إنّ متر الخشب المكعب يصل إلى 12 ألف جنيه ويختلف حسب التخانات المطلوبة من المواطنين والجودة والكمية التى يقوم بشرائها المستهلكون من شوادر الأخشاب.

وأشار التجار إلى أن هناك استقراراً فى أسعار الأبلاكاشات بكل أنواعها من 5 إلى 10 جنيهات على اللوح الواحد ليصل سعر لوح الأبلاكاش الفنلندى مصنع «8» إلى 225 جنيها مقابل 215 جنيهاً، ومصنع 51 استقر سعره عند 215 جنيها مقابل 210 جنيهات.

توجهنا إلى الصناع فقال محمود السيد نجار وصاحب ورشة موبيليا، إن قانون العرض والطلب من الصعب تطبيقه على سوق الأخشاب خاصة أن المادة الخام للنشاط فى زيادة مستمرة، فهى تخرج من المصانع فى العاشر من رمضان بسعر مرتفع وهو ما يجعل التاجر عاجزاً عن البيع بسعر أقل حتى لا يتعرض لخسارة كبيرة، فضلاً عن خسائره بسبب الركود الناتج عن ضعف الإقبال على الشراء إلا من الشباب المقبلين على الزواج. 

وأشار النجار إلى أن سعر غرفة النوم وصل لـ35 ألف جنيه والأطفال بـ25 ألف جنيه والانتريه بـ15 ألف جنيه، وأصبح متوسط سعر تجهيز الشقة قرابة 90 ألف جنيه. 

وأكد النجار أن لوح الكونتر كان منذ شهور بـ370 جنيهاً وصل حالياً إلى 1000 جنيه ولوح الأبلاكاش كان فى الماضى بـ 180 جنيهاً حاليًا وصل لـ 400 جنيه. 

ونوه النجار إلى أن الخشب الزان لا يدخل سوى فى الزخرفة وصناعة «عظم» الأثاث فقط، مؤكداً: أن «كتير من أصحاب الورش فاتحين منظرة علشان يجيبوا الزبون لكن الحال نايم من رمضان اللى فات».

فتح الاستيراد

الدكتور السيد خضر

قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادى، إن صناعة الأخشاب تُعد من الصناعات الحيوية التى تدخل فى العديد من القطاعات المختلفة، وشهدت الأخشاب فى الفترة الماضية ارتفاع كبيرا فى أسعارها فى الأسواق مما أثر على أداء السوق الداخلى، وخلق حالة من الركود التام فى الأسواق، وقد انعكس هذا على انخفاض معدلات الزواج.

وأشار الدكتور خضر إلى أن الفترة الأخيرة شهدت استقرارا ملحوظا فى أسعار منتجات الأخشاب بالأسواق، ولكن السوق ما زال يعانى من الركود وضعف الإقبال على الشراء.

وأوضح الخبير الاقتصادى أن جميع الأخشاب المستخدمة فى صناعة الأثاث يتم استيرادها من روسيا والسويد لذلك تأثرت أسعارها بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والتمويل وتوقف سلاسل الإمداد والتوريد. 

ونوه إلى ضرورة فتح الباب للاستيراد من دول أخرى حتى ولو بشكل مؤقت لتحقيق التوازن فى معدلات الأسعار الداخلية، وللإسهام فى دعم صناعة الأخشاب والعاملين فيها حتى لا تتأثر تلك الوظائف بسبب الركود التام وبالتالى يزيد طابور العاطلين عن العمل.

وأوضح أن انخفاض الأسعار سيعمل على رواج السوق وتشجيع الشباب على الزواج بسبب انخفاض تكاليف صناعة الأثاث، كذلك لابد من الاتجاه إلى التوسع فى زراعة الغابات الشجرية وتوفير المياه اللازمة للزراعة وتوجيه الشركات إلى الاستثمار فى زراعة الأشجار ما يعزز تنافسية المنتج المحلى، مع السعى إلى إنشاء مصانع فى نفس منطقة زراعة الأشجار من خلال تقديم حوافز لتشجيع المستوردين لضخ استثمارات فى هذا القطاع والتحول إلى السوق المحلى لتوسيع الاستثمارات فى قطاع الأخشاب الهام التى تعتمد عليها تلك الصناعة الحيوية، ودعم الحرف الصناعية بشكل كبير لأنها جزء مهم من المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وتابع «خضر» قائلًا: إنه فى ظل الأزمات الحالية على الحكومة فتح باب الاستيراد بشكل سريع لدخول كميات من الأخشاب لتحقيق التوازن فى الأسعار فى السوق ما يزيد المبيعات وبالتالى تنتعش حركة التصنيع.