عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 قبل أيام اجتمع المجلس الأعلى لصناعة السيارات برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة عدد من الوزراء المعنيين، وكان الهدف من الاجتماع هو دفع هذه الصناعة من خلال تضافر جهود عدد من الوزارات مع المجلس الأعلى لصناعة السيارات لتوطين صناعة السيارات بمصر، وأكد رئيس الوزراء أن هذه الصناعة تحتل أولوية متقدمة لدى الحكومة وتحويل مصر إلى أحد المراكز المهمة فى توطين صناعة السيارات صديقة البيئة من خلال حوافز متعددة تقدمها الدولة والمبادرة الرئاسية لإحلال المركبات المتقادمة بأخرى جديدة صديقة للبيئة بهدف خفض الانبعاثات الحرارية والالتزام البيئى.. وهذا الطموح الذى تسعى إليه الحكومة المصرية هو طموح جيد ومشروع لتحويل مصر إلى مركز عالمى لصناعة السيارات صديقة البيئة، ولكن فى المقابل هذا أمر يطرح تساؤلات كثيرة فى ظل الأزمات الاقتصادية التى تضرب العالم وأيضاً مصر، خاصة أن هذه الصناعة عظيمة التكاليف باعتبارها واحدة من الصناعات المتقدمة، ومعظم دول العالم المتربعة على عرش هذه الصناعة ما زالت تتعامل مع هذه الصناعة من منطلق تجارى واقتصادى بحت، ولم تتجه إلى إنتاج السيارات صديقة البيئة بجدية!

< مؤكد أننا مع كل طموح مصرى يحدث نهضة فى هذا المجتمع، ولكن يجب أن يرتبط أى طموح بواقع المجتمع المصرى على شتى المستويات وعلى رأسها الوضع الاقتصادى والمتغيرات العالمية، وأيضاً التركيبة السكانية ونسب البطالة وضروريات السوق المصرية والميزان التجارى مع السوق الخارجية وأولويات المرحلة وغيرها من العوامل التى تحدد مسيرة الوطن الآن، وكلنا يعلم الظروف الضاغطة فى هذه المرحلة وجعلت الحكومة تتجه فى خطتها للتنمية الاقتصادية للعام المالى 2023 - 2024 إلى وقف بعض المشروعات والعمل على استكمال المشروعات التى بلغت نسبة التنفيذ فيها إلى 70٪ أو أكثر، وهناك مشروعات تقرر إرجاء استكمال تنفيذها إلى الأعوام المقبلة بسبب الظروف الاقتصادية الحالية، وكلنا يعلم أن التقلبات العالمية والحرب الروسية الأوكرانية، والصراعات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأمريكا، وحروب البنوك المركزية للدول الكبرى باتت ذات تأثير مباشر على اقتصاديات العالم، وتسببت فى حالة ارتباك شديد لخطط الحكومات وتحديد أهدافها المستقبلية، وهو ما يستدعى عدم المغامرة فى هذا التوقيت والتركيز على الجوانب الاقتصادية الملحة مثل تقليص الفجوات الغذائية وزيادة الصادرات فى المجالات الإنتاجية التى نجحت فيها مصر بالفعل، وغيرها من المشروعات التى تحتاج إلى أيدٍ عاملة كثيفة وتساهم فى ذات الوقت فى تلبية احتياجات السوق المحلية ومواجهة أزمات الاقتصاد المصرى.

< الحقيقة أن مصر فى حاجة ملحة إلى التوجه بشكل حقيقى وفاعل نحو الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، باعتبارها أهم الصناعات التى تلائم ظروف الاقتصاد المصرى وأيضاً المجتمع المصرى الذى يزخر بكثافة الأيدى العاملة- المعطلة- وتمتلك مصر سوقًا هائلة تزيد على مائة مليون نسمة فى حاجة إلى مثل هذه الصناعات التى ما زالت تغزو الأسواق المصرية من الخارج وتكلف الدولة عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، ولا يمكن الاستغناء عنها، ولن تفلح خطط التضييق على استيرادها سواء بمضاعفة قيمة الجمارك أو الحلول المسكنة، باعتبارها سلعاً ضرورية، ويجب على الحكومة أن تضع توطين هذه الصناعات فى مصر كهدف استراتيجى، وأن تسخر كل إمكانياتها لتحقيق هذا الهدف باعتباره من أهم عوامل خروج الاقتصاد المصرى من عثراته، وهذا لن يأتى إلا من خلال إقامة المجمعات الصناعية فى شتى قرى ومراكز المحافظات وفى المدن الصغيرة على أن تكون مرخصة، وتقديم الحوافز للشباب وربات البيوت للإقبال على العمل والتصنيع والإنتاج، والحقيقة أن هناك عشرات الآلاف من الشباب كانوا يستوردون منتجات من الصين واكتسبوا خبرات كبيرة فى مجالاتهم وبعد إغلاق أبواب الاستيراد أمامهم، يبحثون عن موطئ قدم للتصنيع والإنتاج داخل مصر، ولكن قدراتهم المالية البسيطة جعلتهم أيدى معطلة، وتنتظر الفرصة للعمل والتصنيع والإنتاج فى بلدهم.

حفظ الله مصر