عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

خطط الإخوان لحكم مصر 500 سنة ولكنهم سقطوا بعد 368 يوما من وصولهم إلى السلطة، لأنه لا تستطيع أى جماعة مهما كانت قوتها أن تبتلع دولة ولكن يمكن للدولة أن تبتلع أى جماعة وتهضمها، وعندما تحاول أى جماعة ابتلاع دولة ففى العادة يحدث لها انسداد معوى وهذا ما حدث للإخوان حينما حاولوا ابتلاع الدولة المصرية وإقامة دولة دينية فى مصر تكون نواة مشروع الخلافة الإسلامية.

سقط حكم الإخوان أو حكم المرشد بثورة المصريين يوم 30 يونيو، وبقيت الحقائق التالية التى لن تجعل أن تقوم لهذه الجماعة قائمة أخرى.

الإخوان جماعة إرهابية، نشروا الدمار والخراب باسم الدين، لم يقدموا عبر تاريخهم أى منجز حضارى يخدم وطنهم أو دينهم إلا الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة. لم تعرف الأمة الإسلامية على كثرة ما خرج منها من فرق وتيارات منحرفة جماعة أضل من جماعة الإخوان الإرهابية كما وصفتها دار الإفتاء المصرية فى تغريدات سابقة لها.. فالدين مطيتهم، والكذب وسيلتهم والإرهاب طريقتهم، والشباب ضحيتهم، وإبليس قدوتهم، وتمزيق الأوطان هدفهم والسياسة غايتهم.

هذه جماعة استعملت التقية واستحلت الكذب، تقدس الرموز، ولا تعترف بالأخطاء ولاء أفرادها للجماعة مقدم على ولائهم للإسلام، حيث تحول الانتماء للجماعة هو الأصل والانتماء للإسلام هو الفرع، وإذا تعارضت مصلحة الجماعة مع مصلحة الإسلام قدمت مصلحة الجماعة، وبررت ذلك بأن الإسلام امتدح وحث على العمل الجماعى وأن التكاليف الشرعية لا تؤدى إلا فى جماعة، وبالتالى تحول هذا الانتماء إلى عصبية واقتتال لأجل بقاء هذه الجماعة.

تقدم الجماعة العمل التنظيمى على العمل الدعوى، حيث يرى الإخوان أن العمل الدعوى يعد الخطوة الأولى نحو الجهاد العسكرى، وبالتالى يستخدم كوسيلة للتجنيد واستقطاب أفراد جدد ينضمون تحت لواء الجماعة، وقد بدأ العمل الدعوى قبل ثمانية عقود على المقاهى وانتهى فى العصر الحالى عبر منصات التواصل الاجتماعى وغيرها، وعليه يكون الغاية هى العمل العسكرى، وهذا يبرر عنف الجماعة، ويبرر صدامها العسكرى مع الدول وكل مخالف لهم.

يرفض الإخوان كل ما هو جديد يتشبثون بالأفكار القديمة للأوائل وتقديسها انطلاقا من مقولة «ما ترك الأول للآخر شيئا وليس فى الإمكان أبدع مما كان»، كما أن قبولهم لأفكار القدامى منهم دون مناقشة أو تمييز بين الخطأ والصواب مما تحمله أصابهم بالجمود فى التفكير وألغى دور العقل فى التأمل والتفكر والتجديد، وهذا يفسر صدامهم مع الواقع ورفضهم لأى فكر جديد.

تصادم الإخوان مع كافة التيارات المخالفة لهم سواء أكانت إسلامية أو ليبرالية، وغياب أى وسيلة للحوار فيما بينهم، وما حدث فى عامهم الأول للحكم فى مصر خير دليل على هذا الصدام، وهذا الصدام مع المجتمع ناتج لتعصب شديد لأفكارهم أو انحيازهم لها، وهو ما يعد ظاهرة مرضية كما يفسرها علماء النفس والاجتماع، لأنه يأتى غالبا نتيجة تأثر الإنسان بميوله ودوافعه وانفعالاته وعواطفه.

فكرة حتمية الصدام لدى جماعة الإخوان قديمة وحديثة نشأت على يد مؤسسها حسن البنا وأقر بخطئها بعد مرور 20 عاما، وجاء سيد قطب بعده فطورها ووسعها وضخمها.

عمد الإخوان على تشويه الحقائق، وهى سمة يتسم بها الفكر المنحرف، واعتمدوا على تبرير الغايات متأثرين بمقولة «ميكافيللى» الغاية تبرر الوسيلة، وبالتالى ليس عيبا أن تصدر فتاوى من قبل جماعة الإخوان تحرم أمرا كانت تحله بالأمس، أو تجرم أمرا كانت تحله بالأمس، أو تحرم أمرا دأبت على فعله على مدار تاريخها، ومن ثم أخذوا يصدرون الفتاوى لقادتهم فى صراعهم على السلطة يبررون لهم سفك الدماء على أنه جهاد فى سبيل الله، أو يكفرون الناس ليستحلوا دماءهم وأعراضهم.

استغرق الإخوان فى أفكارهم المنغلقة فى ظل العالم المفتوح، وهذا جعلها لسنوات كثيرة بمعزل عن أى تطور فكرى، فهى بالأساس ترفض فكرة التطور، هذا ما فسر فشل الجماعة فى عامها الأول فى الحكم عن التواصل مع أى فكر سواء كان داخليا أو خارجيا - وبناء علاقات دولة ناجحة.

أدى غياب فكرة النقد الذاتى إلى تحول الجماعة إلى أفكار متجمدة غير قابلة للتطوير، كان من نتائجها تقديس رموز الجماعة الذى حال بين منتسبيها وبين التجديد، فيأتى فكر الجماعة متخلفا بعقود عن الواقع، وبالتالى مع أول صدام للجماعة مع الواقع تحولت إلى العنف ضد المجتمع.

غياب فكرة الحوار لدى الجماعة مع الآخر والتسامح معه ولد فيما بعد فكرة التكفير داخل صفوفها، وأسس للعنف وظهور محاولات الاغتيالات لكل من يخالفها حتى ولو فى الرأى، وأخذوا ينظرون إلى مجتمعاتنا على أنها مجتمعات كافرة. ولكن ذهبت الجماعة بفضل تكاتف الشعب مع الجيش والشرطة وبقيت مصر للمصريين.