رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شركات تبحث عن خط دفاع ضد الهجمات السيبرانية.. والحكومة تواجه بسن القوانين

الذكاء الاصطناعى يهدد 300 مليون وظيفة

بوابة الوفد الإلكترونية

أم كلثوم وعبدالحليم يعودان للحياة افتراضياً.. بالتقنية الأحدث فى عالم التكنولوجيا

 مخاوف من خروج أدواته عن السيطرة على طريقة الأفلام الأمريكية 

تهديدات للبشر والحكومات وسرقة البيانات الشخصية أقل الأضرار 

خبراء: تعاون الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدنى 

 

 

وُلد الذكاء الاصطناعى من رحم مختبرات البحوث، وصفحات روايات الخيال العلمى، ليصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حتى بات لديه القدرة على التفكير والتعلم واتخاذ القرارات بمستوى يفوق قدرات البشر، وأدرك بعض الخبراء أن هذا التطور الهائل يشوبه بعض المخاطر، خاصة فيما يتعلق بالأمن واستخدامه فى الهجمات السيبرانية ومستقبل العمل والبشر، حيث يتمتع بقدرة فائقة فى مجالات مثل التحليل البيانى والتعلم الآلى، وهذا ما جعله يحل محل البشر فى بعض المهام التقليدية، كما أن تطور نظم الذكاء الاصطناعى بات يسير بسرعة أكبر من قدرتنا نحن البشر على مجاراتها، وأكبر من قدرتنا على معرفة تداعياتها؛ بل قد يتعرض الذكاء الاصطناعى للوقوع فى الخطأ بسببنا نحن البشر، نتيجة لعدم قدرتنا على فهم الطريقة التى يتطور بها.

وفى مصر سمعنا مؤخراً عن أغنيات حديثة للفنانين الراحلين عبدالحليم حافظ وأم كلثوم بتقنية الذكاء الاصطناعى، بينما سمع الكثيرون أغنية للفنان حسين الجسمى بصوت شيرين رغم أنها لم تغنها، بينما قام الذكاء الاصطناعى بذلك.

ايلون ماسك

هذا التطور المُخيف فى هذا المجال على مستوى العالم هو ما دفع الملياردير إيلون ماسك، برفقة 1125 آخرين، من بينهم خبراء فى الذكاء الاصطناعى، فى مارس الماضى، إلى التوقيع على خطاب مفتوح يدعو إلى وقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعى الأكثر تقدماً لمدة 6 أشهر، وشدد الخطاب على أنه فى حالة عدم وقف ذلك التطوير بسرعة، فإنه يتعين على الحكومات التدخل وفرض وقف مؤقت لتلك الأنشطة، كما حذر إيلون ماسك، سابقا من أن الذكاء الاصطناعى سيتحكم فى نفسه حتما بسبب امتلاكه قدرة لتدمير البشرية.

البرلمان الأوروبى

وخلال اليومين الماضيين، أعلنت إيطاليا أنها ستخصص 30 مليون يورو لتدريب الأشخاص المعرضين لخطر أن يتم استبدالهم بالذكاء الاصطناعى، كما ستدرب العاطلين عن العمل على المهارات الرقمية، وفقا لصحيفة «الجورنال» الإيطالية، وأكدت الحكومة أنه «لا توجد ثورة رقمية بدون شعب»، كما تقدمت للبرلمان الأوروبى بمشروع قانون لتنظيم الذكاء الاصطناعى لكى يخدم الناس والمجتمع والبيئة، وليس العكس.

كما أعلنت السلطات الإيطالية، يوم 31 مارس 2023، حظر تطبيق «تشات جى بى تى»، وأرجعت قرارها إلى عدم احترام البرنامج للتشريعات المتعلقة بالبيانات الشخصية فى إيطاليا، وعدم وجود نظام للتحقق من عمر المستخدمين القصر، فضلا عن عدم وجود أساس قانونى يبرر عملية الجمع الجماعى للبيانات الشخصية وتخزينها لغرض تدريب خوارزميات تشغيل المنصة، بالإضافة إلى تعرض التطبيق فى 20 مارس الماضى لعملية خرق وتسريب بيانات متعلقة بمحادثات المستخدمين والمعلومات المتعلقة بمدفوعات المشتركين فى الخدمة المدفوعة.

القضاء على البشرية 

فى الأيام الأخيرة الماضية، صرح العالم البريطانى ستيوارت راسل، خلال حديث لصحيفة «Times»، بأن ظهور الذكاء الاصطناعى القادر على حل أى مشاكل فكرية يهدد البشرية بكارثة، مؤكدًا على أن البشرية وقعت فى خطأ فى البداية لأنها لم تفكر فى سبب الحاجة إلى اختراع الذكاء الاصطناعى، كما أنه من الممكن أن تقاوم الآلات فائقة الذكاء فى المستقبل محاولات السيطرة عليها، وتساءل: «كيف يمكنك الحفاظ على سلطتك على كيانات أقوى منك؟ إذا لم تكن لديك إجابة فتوقف عن البحث، كل شىء بسيط للغاية، لا يمكن أن تكون المخاطر أكبر: إذا لم نتحكم فى حضارتنا، فإننا نفقد حق القرار فيما يخص تقرير مصير وجودنا فى المستقبل»، معبرًا عن مخاوفه من أن هذه البرامج أثناء حل المشاكل المتعلقة بالمناخ، مثلا، قد تتوصل إلى استنتاج أن أفضل حل لهذه المشكلة هو القضاء على البشرية، لذا لا يمكننا إلا أن نتخيل فقط ما هى الكارثة التى سيؤدى إليها ظهور أنظمة فعالة تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف».

 300 مليون وظيفة 

وخرجت شركة الأبحاث «Challenger» و«Gray & Christmas» بنتائج بحث خطيرة نشرته شبكة «CNBC» فى إبريل الماضى، لتؤكد أن تطبيق الذكاء الاصطناعى يهدد بالمزيد من عمليات التسريح فى قطاع الصناعة، حيث انخفض عدد الوظائف بنسبة 5%، ومع استمرار تصاعد عمليات التسريح، لا يخشى العمال التسريح فحسب، بل يخشون استبدالهم جميعاً معاً، وهناك تقرير حديث لبنك «غولدمان ساكس» أكد أن 300 مليون وظيفة حول العالم ستتأثر بالذكاء الاصطناعى. 

 

تهديد وجودى للبشرية 

وفى بداية الشهر الحالى، حذر مجموعة من خبراء الصحة العامة والأطباء من خطورة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعى، فى دراسة نشرتها مجلة BMJ Global Health، واصفين إياها بالتهديد «الوجودى» للبشرية فى حال لم يتم تنظيمها، مؤكدين على أن المخاطر المرتبطة بالطب وقطاع الرعاية الصحية تشمل احتمال تسبب أخطاء الذكاء الاصطناعى فى إلحاق الضرر بالمرضى، وقضايا تتعلق بخصوصية البيانات وأمنها، وأحد الأمثلة الواردة عن الضرر هو استخدام مقياس التأكسج النبضى الذى يحركه الذكاء الاصطناعى، والذى بالغ فى تجارب بتقدير مستويات الأكسجين فى الدم لدى المرضى ذوى البشرة الداكنة، مما أدى إلى سوء معالجة نقص الأكسجين لديهم، كما يمكن للذكاء الاصطناعى الإضرار بصحة الملايين من خلال المحددات الاجتماعية للصحة عبر التحكم فى الأشخاص والتلاعب بهم، واستخدام الأسلحة المستقلة الفتاكة.

 

مواجهات محلية 

ولمواجهة مايحدث فى العالم التكنولوجى، أعلنت عدة شركات متخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى عن تطوير منصة للدفاع السيبرانى المنيع للكشف عن ومواجهة التهديدات الإلكترونية، جاء ذلك خلال قمة مستقبل مراكز البيانات FDC التى عقدت مؤخرا تحت رعاية الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتعتمد هذه الشراكة على تقديم الخدمات الخاصة بالحلول الأمنية المتخصصة لدعم حلول الأمن السيبرانى والاستخباراتى بشكل موثوق فائق الفاعلية، وقال المهندس أحمد زايد، مدير قطاع الحلول المتكاملة والأمن السيبرانى: إن هناك بحثا دائما عن كل ما هو جديد فى هذا المجال لمجابهة التهديدات الإلكترونية، وبناء استراتيجيات مرنة للأمن السيبرانى وابتكار حلول تكنولوجية متقدمة تهدف إلى تطوير صناعة الأمن السيبرانى فى مصر وما تعكسه رؤية مصر 2030.

 

الخوف من الهجوم السيبرانى

وأكد الدكتور وائل بدوى الأستاذ بكلية الهندسة والكمبيوتر بجامعة هارتفورد شاير البريطانية بمصر، خلال حواره بأحد البرامج التليفزيونية أن الذكاء الاصطناعى يأخذ المعرفة ولكنه لا يولدها، وأننا نطبق بعض امكانياته فى أمور معينة، ولكن هناك تخوف حقيقى واحد وهو الهجوم السيبرانى من خلال منظومة الذكاء الاصطناعى، كالهجوم على أى منظومة رقمية.

على صعيد آخر خرج علينا نائب التنسيقية علاء مصطفى عضو مجلس الشيوخ، الثلاثاء الماضى، بتقديم مقترح برلمانى لإصدار وثيقة مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعى، محذرا عن وجود برمجيات يمكنها القرصنة وكشف الشفرات وتهديد الحسابات الخاصة بالشركات والبنوك، لتنظيم استخدام وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعى والعمل على الحد من المخاطر المترتبة على استخدامه، مشيرًا إلى أنه بالرغم من الإيجابيات والمزايا العديدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعى، إلا أنه مثل أى تكنولوجيا ناشئة تقابل بجدل واسع وحذر وخوف شديدين من سلبياتها وتهديداتها، ولعل ذلك يبدو واضحاً من خلال تناول بعض المخاطر الأخلاقية التى قد تنجم نتيجة إتاحة بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعى للعامة من الناس الذين يسيئون استخدامها، بالإضافة إلى مخاطر أكثر تهديداً تتعلق بالجانب الأخلاقى لاستخدامات الذكاء الاصطناعى، تتمثل فى مجموعة من التطبيقات الخبيثة والتى يمكنها القرصنة وكشف الشفرات وتهديد الحسابات الخاصة بالشركات والأفراد والبنوك».

 وأشار«مصطفى»، إلى أنه فى ضوء اهتمام الدولة لمواكبة الثورة التكنولوجية، والجهود الحثيثة المبذولة تجاه بناء مصر الرقمية، وافق مجلس الوزراء فى نوفمبر 2019 على مشروع قرار بإنشاء مجلس وطنى للذكاء الاصطناعى، يتبع رئاسة مجلس الوزراء، يختص بوضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى والإشراف على تنفيذها ومتابعتها وتحديثها بما يتماشى مع التطورات الدولية فى هذا المجال، ويضع آليات متابعة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، بالتنسيق مع الوزارات والجهات والأجهزة المختلفة، ومراجعة وتحديث الأولوية الوطنية فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى ووضع سياسات وتوصيات الأطر الفنية والقانونية والاقتصادية المتعلقة بتطبيقاته».

 

محمد سعد خبير تكنولوجيا المعلومات والتشفير

فوائده كثيرة 

من ناحية أخرى، يرى محمد سعد خبير تكنولوجيا المعلومات والتشفير، أن الخوف والخطورة ليس فى الذكاء الاصطناعى، وإنما فى العقل البشرى الذى سيقرر كيف يستخدمه، لان الذكاء الاصطناعى مثل الطفل نقدم له المعلومات للتعلم، أما عن فقدان الوظائف بسببه، فهذا طبيعى وسوف يحدث عاجلا ام آجلا شئنا أم أبينا، كما حدث وقت ظهور الانترنت حيث تم القضاء على بعض الوظائف والصناعات، لذا التفكير الآن فى مواكبة التكنولوجيا واستخدامها بشكل ايجابى وخدمى، مثلما قامت إحدى الشركات الأمريكية بتوظيف الذكاء الاصطناعى بدلا من المدير التنفيذى الخاص بها، وبناء عليه أصبح اتخاذ القرارات أفضل وأسرع وانخفضت المخاطر وزادت الأرباح بالإضافة إلى إنخفاض التكاليف، كما يستطيع الذكاء الاصطناعى معالجة كميات كبيرة وهائلة من البيانات دون أى عناء بفعالية وبسرعة أكبر بكثير من أى شخص او انسان. 

وأشار «سعد» إلى أن مخاطر الذكاء الاصطناعى تكمن فى حدوث انتهاك للخصوصية والتزييف العميق، اذا تم استخدامه بشكل خاطئ من قبل المجرمين، وفى المستقبل ستصبح تقنيات الذكاء الإصطناعى متوفرة بشكل كبير وأرخص بكثير مما هى عليه الآن، حيث إنه من الممكن لأى شخص شراء طائرة بدون طيار مقابل 500 دولار واستخدامها فى أغراض سيئة، واذا كانت الطائرات مزودة بتقنيات التعرف على الوجوه فيمكن استخدامها لتتبع شخص معين وإلحاق الضرر به.

محمد محسن رمضان مستشار الأمن السيبرانى والجرائم الإلكترونية

مخاطر

والتقط أطراف الحديث محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبرانى والجرائم الإلكترونية، قائلًا: تعتبر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى أدوات قوية وفعالة فى تحسين الحياة البشرية وتطوير العالم، لكنها تشكل أيضًا مخاطر على الأمن ومستقبل العمل والبشر ويتيح الذكاء الاصطناعى إمكانيات هائلة وفرصًا مبتكرة فى مجالات مختلفة، ولكنه أيضًا ينطوى على بعض المخاطر والتحديات التى يجب معالجتها مثل فقدان فرص العمل، حيث يعتبر الذكاء الاصطناعى قادرًا على القيام بالعديد من المهام والوظائف التى يؤديها البشر والتى ستتسبب فى فقدان بعض فرص العمل التقليدية وتعرض بعض الصناعات للتهديد، خاصة الوظائف التى يمكن أتمتتها بسهولة وفعالية بواسطة الذكاء الاصطناعى، وهذا يمكن أن يؤدى إلى زيادة معدلات البطالة فى بعض الصناعات.

بالإضافة إلى مخاطر التهديدات الأمنية: حيث يشكل الذكاء الاصطناعى تحديًا أمنيًا بسبب إمكانية استخدامه فى أعمال الاختراق والاحتيال والتجسس والحصول على معلومات حساسة أو إلحاق الضرر بالأفراد والمؤسسات والدول.

ومن بين المخاطر التحكم الأخلاقى والتمييز: فقد يكون للذكاء الاصطناعى تأثيرات سلبية على المجتمع عندما يتم استخدامه بطرق تمييزية أو غير عادلة، ناهيك عن إمكانية فقدان السيطرة ففى ظل تطور الذكاء الاصطناعى سوف يصبح ذا قدرات تفوق البشر، مما يتسبب فى فقدان السيطرة على النظم الذاتية واتخاذ القرارات، ويشكل هذا تحديًا كبيرًا فيما يتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعى وضمان استخدامه بطرق تتوافق مع مصلحة البشرية.

كما ستمتد مخاطره إلى وجود فجوة تقنية بين الأفراد والبلدان التى تمتلك وتستخدم الذكاء الاصطناعى وتلك التى لا تستطيع، كذلك قد يحدث انتهاك للخصوصية فاستخدام التكنولوجيا ودمجها بالذكاء الاصطناعى قد يؤدى إلى انتهاك الخصوصية الفردية، حيث يمكن للشركات والحكومات جمع بياناتنا الشخصية واستخدامها دون موافقتنا.

وأشار إلى أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعى قد يؤدى إلى اتخاذ القرارات فاشلة خاصة إذا كانت الأدوات اللازمة للتحليل غير دقيقة أو لا تحتوى على معلومات كافية، كما أن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى يؤدى إلى تراجع مهارات الإنسان وتقليل قدراته فى اتخاذ القرارات وتحليل المعلومات بشكل مستقل، والأخطر من كل ذلك هو استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى كأداة للسيطرة السياسية والاضطهاد، حيث يمكن للحكومات استخدامها لمراقبة وتقييد حرية الأفراد والتلاعب فى الرأى العام.

واختتم مستشار الأمن السيبرانى كلامه، قائلًا: يجب أن نتعايش بشكل ذكى مع التقدم التكنولوجى والذكاء الاصطناعى، لحماية الأمن والمستقبل، كما يجب وضع سياسات وقوانين مناسبة لضبط استخدام الذكاء الاصطناعى وتحديد حدود واضحة لأنشطته، كما يجب تنفيذ إطار تنظيمى قوى يحمى الأمن والخصوصية، وتعزيز التعليم والتدريب لتأهيل البشر للعمل مع التكنولوجيا، ويجب أيضًا تشجيع البحث والتطوير فى مجال الأخلاقيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعى وتوجيهه نحو تحقيق المصلحة العامة وتعزيز الشفافية، وذلك بأن تتعاون الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدنى لضمان استخدام الذكاء الاصطناعى بطرق آمنة وأخلاقية.

وعلى الصعيد الفردى، يجب على الأفراد تعلم المزيد عن الذكاء الاصطناعى وتطوير المهارات التكنولوجية التى يمكن تطبيقها فى سوق العمل المتغير.