السودان.. نهب 17 ألف طن من المساعدات الغذائية
قال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، إدي روي، إن نحو 17 ألف طن متري من المساعدات الغذائية نُهبت منذ بدء القتال في البلاد قبل 6 أسابيع.
وطالت عمليات نهب والتدمير مصانع ومكاتب ومنازل وبنوكا ومقرات دبلوماسية في الخرطوم، التي تشهد انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات، كما تعاني نقصا حادا في الأدوية والمعدات الطبية ونفادا في الإمدادات الغذائية.
برنامج الأغذية العالمي في السودان
وتقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنه رغم الهدنة التي مددت مرة أخرى ليل الإثنين، فإنها تكابد للحصول على موافقات وضمانات أمنية لتوصيل المساعدات وفرق الإغاثة إلى الخرطوم، وغيرها من الأماكن التي تحتاج إليها.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه بدأ عمليات التوزيع على مدى 3 أيام في العاصمة، السبت، ووصل إلى أكثر من 12 ألف شخص في المناطق التي يسيطر عليها الجيش وقوات الدعم السريع في أم درمان.
وأضاف أنه يخطط للوصول إلى ما لا يقل عن 500 ألف شخص في الخرطوم.
ويتوقع البرنامج أن يقع ما يصل إلى 2.5 مليون شخص في السودان في براثن الجوع في الأشهر المقبلة، مما يرفع عدد المتضررين من نقص الغذاء الحاد إلى أكثر من 19 مليونا، أو 40 بالمئة من السكان.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي لـ"رويترز"، إن التوقعات التي تشير إلى احتمال فرار مليون شخص من السودان بحلول أكتوبر ربما تكون متحفظة، مشيرا إلى أن العدد قد يكون أكبر من ذلك.
وفر بالفعل أكثر من 350 ألف شخص إلى دول مجاورة، وتوجه أغلبهم إلى مصر وتشاد وجنوب السودان.
كشف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عن أرقام صادمة تكشف حجم تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان قائلاً إنه منذ اندلاع العنف غادر أكثر من ٣٥٠ ألفًا بيوتهم.
ولفت إلى أن نصف المغادرين وصلوا مصر، منوهًا إلى أنه بالرغم من حرص الأمم المتحدة على توسيع حجم تواجدها في الأراضي السودانية إلا أن معلوماتنا حول حجم تقديرات النازحين ومن تركوا منالهم منقوصة.
مليون نازح عن المناطق
وأشار إلى أن التقديرات تشير إلى أنه يوجد نحو مليون شخص قد نزحوا عن مناطقهم، مردفًا: “إنها أزمة كبيرة، ومفاجئة لم تكن متوقعة حتى قبلها بأسابيع قليلة، وبالتالي نحن في الأمم المتحدة وفي الدول المجاورة نحاول أن نتعامل مع الموقف بأفضل طريقة”.
ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة تقديم الدعم والحشد لمصر لاستقبالها الرقم الأكبر من نازحي السودان، مؤكدا أنه سوف يروج ويحشد لها على صعيد المجتمع الدولي، قائلا: “أتفق تماما مع طرح الرئيس السيسي، ولن أقوم فقط بعملي ولكني سأدعم وأروج لهذه الفكرة دوليا لتقديم مزيد من الدعم لمصر”.
استقبال اللاجئين
وتابع: “هناك احتياجات تتمثل في شقين الأول إنساني بامتياز وهي متطلبات عاجلة لا يمكن تأجيلها وهي تتعلق بالرحلة الطويلة التي يقطعها هؤلاء مع ارتفاع درجات الحرارة من الخرطوم، حيث الجو حار جدا، وأحيانا يضطرون للانتظار لأن هناك إجراءات يجب اتخاذها”.
وأكمل: “ومن الشق الإنساني أيضا هو التعامل معهم فور وصولهم من قبل الهلال الأحمر المصري، ونحن ومؤسسات الأمم المتحدة الأخرى ندعمها بالموارد، ونحرص على إقامة خياما علي الحدود طبقا لطلب السلطات، ولدينا بالفعل برنامج لدعم اللاجئين فنقدم لهم الدعم النقدي وبطرق مختلفة”.
مصر تستقبل النازحين بامتياز
وأشاد مفوض اللاجئين باستقبال مصر وحسن تعاملها مع اللاجئين، مؤكدًا أن مصر دولة متميزة وتستقبل النازحين إليها بكرم شديد ويتعامل الشعب المصري معهم كأنهم إخوة، قائلًا: “مصر تعتبر دولة متميزة في تعاملها مع السودانيين والسوريين، فعلى الرغم من تحدياتها فهي تستقبل القادمين كأخوة وتسمح لهم بالدخول إلى النظام التعليمي والصحي”.
ولفت إلى أهمية حديث الرئيس السيسي معه اليوم فيما يخص الدعم الإضافي المطلوب لمصر للتعامل مع الأرقام الإضافية للنازحين قائلا: “النقطة التي أثارها الرئيس- واتفق معه تماما- أنه الآن مع قدوم عدد آخر جديد نتيجة الأزمة، فنحن نحتاج إلى مساعدة وحشد مزيدا من الموارد ليس فقط للمساعدات الإنسانية ولكن أيضا للخدمات الاجتماعية المصرية، والبنية التحتية المصرية التي يتم الضغط عليها بكل هذه الأعداد"، جاء ذلك خلال لقاء ببرنامج "كلمة أخيرة"، المذاع على قناة ON الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي.