رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

طوال عقد السبعينيات من القرن الماضي، واسم محمود ياسين يتلألأ فى فضاءات السينما المصرية، حيث تصدرت صورته الأفيشات الضخمة التى كانت تملأ شوارع القاهرة فى ذلك الزمان البعيد، إذ حقق الرجل ما لم يحققه نجم قبله ولا بعده فى عالم السينما المصرية من حيث سطوع اسمه وانتشار أفلامه فى دور العرض السينمائية المختلفة بالقاهرة والمحافظات المصرية الأخرى. 

أجل... أنجز محمود ما لم يستطع نجم غيره إنجازه فى دنيا الأطياف، إذ لعب أدوار البطولة أمام معظم النجمات اللاتى سبقنه فى الظهور على الشاشة، وكلهن يكبرنه فى العمر (هو من مواليد 2 يونيو 1941)، ومع ذلك وقعن فى غرامه فى تلك الأفلام. خذ عندك هذه الأسماء: فاتن حمامة وشادية وماجدة ونادية لطفى وسميرة أحمد وهند رستم وبرلنتى عبدالحميد ومريم فخر الدين وهدى سلطان ونجاة ووردة. حتى الفيلم الوحيد الذى مثلته عفاف راضى وهو (مولد يا دنيا) كان محمود هو المعشوق الساطع أمامها.

لاحظ أن رفاق جيله أمثال نور الشريف وحسين وفهمى ثم محمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى وأحمد زكى لم يشاركوا السيدة فاتن حمامة مثلا فى أى فيلم. رغم أن محمود تمتع بالوقوف أمامها فى ثلاثة أفلام.

صحيح أن النجم كمال الشناوى لعب البطولة أمام نجمات أكبر منه فى العمر أمثال راقية إبراهيم وليلى مراد ورجاء عبده، إلا أن الفرق فى العمر بين الشناوى وبين هؤلاء النجمات لم يكن كبيرًا، بعكس محمود ياسين، كما أن عددهن قليل بالقياس بالكوكبة المتميزة من السيدات اللاتى شاركن محمود بطولات أفلامه.

اللافت أن الحضور الطاغى لمحمود فى السينما دفع صناع الدراما التليفزيوية إلى اللهاث خلف نجوميته من أجل إسناد أدوار البطولة له فى مسلسلاتهم التى حققت نجاحات مدهشة عند عرضها، وكان أول بطولاته التليفزيونية مسلسل (الدوامة)، حيث أذكر جيدًا كيف سلب وجدان الملايين وعقولهم عند عرضه فى 1973.

لاحظ أن صاحبنا قنع بأدوار ثانية وثالثة وربما رابعة فى عدة مسلسلات قبل أن يصير النجم الأول بلا منازع مثل مسلسل (الرجل الغامض) ربما عرض فى 1969 أو 1970، حيث كان البطل كمال الشناوي. 

لن أتحدث هنا عن المسلسلات التى لعب بطولاتها محمود بعد أن (هجر) عالم السينما تقريبًا مع نهاية التسعينيات، وإنما سأذكر بعض المسلسلات النادرة التى لعب بطولاتها فى عز مجده السينمائي، ومع ذلك لا نكاد نعرفها مثل: (الأبله)، و(القرين)، و(ابن سينا)، و(سلطان العلماء)، و(جمال الدين الأفغاني)، وغيرها، وبعض هذه المسلسلات من إنتاج شركات وتليفزيونات عربية خليجية. 

الحق أن محمود ياسين كان غزير الإنتاج باهر الحضور، لذا يستحق المزيد من الدراسة، وأزعم أن ثقافته العريضة ساعدته فى الحفاظ على تألقه الدائم من قرن إلى آخر.

أذكر أنه قال لى مرة وأنا أجرى حوارًا معه فى فيلته بالهرم: (أنا مجنون كتب... واسأل عنى الحاج مدبولي)ّ.

فى ذكرى ميلاده نتذكره بكل توقير وإجلال.