عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي جمعة: الحياء خلق يمنع صاحبه من الفحش

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب

قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن الحياء خلق يمنع صاحبه المتخلق به من الفحش في القول والعمل، ولذلك فإنه ضد بعض معاني الشفافية التي يدعو إليها بعضهم في عصرنا هذا.

أضاف "جمعة" أن الشفافية قد تعني الصراحة في القول والصدق في العمل وهو خلق محمود بلا شك، وقد تعنى التبجح بالفاحشة وإظهار المعاصي والفجور بدعوى الحرية التي تساوي حينئذ التفلت والعبث، ولقد نُهينا عن هذا التبجح قال سيدنا رسول الله ﷺ: «كُلُّ أُمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ»، [صحيح البخاري].

المجاهر يتبجح بالمعصية يريد أن تشيع فعلته في الناس حتى يكونوا مثله 

الدكتور علي جمعة

أوضح رئيس دينية النواب، أن المجاهر يتبجح بالمعصية، إنه يريد أن تشيع فعلته في الناس حتى يكونوا مثله ويكونوا في الفاحشة سواء قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) ولقد ابتلينا بهذا الصنف من الناس الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.

ووتابع: والمخرج من قلة الحياء هو التربية المستدامة والإصرار عليها وإرجاع القيم التي تمنع التفلت.

 

فضل الحياء من الله و الناس

الحياء خلق نبيل يحول بين من يتمتع به وبين فعل المحرمات وإتيان المنكرات، ويصونه من الوقوع في الأوزار والآثام وهو كذلك الامتناع عن فعل كل ما يستقبحه العقل ولا يقبله الذوق السليم، والكف عن كل مالا يرضي به الخالق والمخلوق فإذا تحلى المسلم بهذا الخلق، صحت سريرته وعلانيته، وعامل الخلق بما يرضاه مولاه، وكذلك فإن هذا المسلم الحيي لا يقبل إلا الحلال من كل شيء وفي المطعم، والمشرب، والملبس وغير ذلك.

كما يعد الحياء دليلًا صادقًا على مقدار ما يتمتع به المرء من أدب وإيمان، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحياء من الإيمان ).

ولقد حثت الشريعة الإسلامية المسلمين على التحلي بفضيلة الحياء وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الخلق الشريف هو أبرز ما يتميز به الإسلام من فضائل، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء).

وإذا استحكم خلق الحياء في نفس المسلم، صده عن كل قبيح وقاده إلى كل أمر حسن طيب، والحياء لا يأتي إلا بخير، أما إذا ضعف هذا الخلق فلن يحل محله إلا السفه والوقاحة والفحش، ويجد الإنسان نفسه أمام أبواب مفتوحة من السوء والمنكر فينزلق إليها لذا قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ).

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في التمسك بخلق الحياء، فقد

قال الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه واصفا رسول الله (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه ).

وإذا كان الحياء من الناس حسنا، فإن الأحسن منه كثيرا أن يكون الحياء من الله تعالى لأنه يمنع الإنسان من العاصي دائما.

قد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه: ( استحيوا من الله عز وجل حق الحياء) فقالوا: يا رسول الله إنا لنستحي من الله والحمد لله، قال: ( ليس كذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء، أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحى من الله حق الحياء).

وقد نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قوله: ( إني لأغتسل في البيت المظلم فأنطوي حياء من الله عز وجل ).