رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تظل القضية الفلسطينية دائمًا هى القضية التاريخية لكل عربى، كما أنها تأتى على رأس القضايا المطروحة فى مختلف المحافل الدولية، وتحظى بأولوية دائمًا لدى الدولة المصرية، وعلى مدار عقود وسنوات طويلة وحتى الآن تعد مصر أكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطينى، وفى عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، يتم طرح القضية الفلسطينية ضمن الأولويات فى كل لقاءاته وزياراته الخارجية ومشاركاته فى المجالس والمحافل والمؤتمرات الدولية، داعيًا إلى إقرار السلام والأمن فى المنطقة ووقف النزاعات والصراعات، ودائمًا ما تفرض قضية الصراع الإسرائيلي- الفلسطينى نفسها على الساحة الدولية.

ورغم كل هذه الجهود لإقرار السلام ووقف الصراع والنزاع، إلا أن الاحتلال الإسرائيلى لا يتوقف عن إشعال فتيل الأزمة من خلال استفزاز الفلسطينيين وانتهاك حقوق الإنسان، فخلال الأيام الأخيرة أثارت حالة التوتر المتصاعدة فى المنطقة العربية بين إسرائيل والفلسطينيين مخاوف دول العالم، خشية الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف الذى يزيد الوضع السياسى والإنسانى تأزمًا، وذلك إثر الغارات الجوية التى شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة، واقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلى لمدينة ومخيم جنين فى فلسطين، والذى أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين، فجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى الأعزل لا تتوقف، الأمر الذى يثير المخاوف من خطورة تصاعد الأحداث والصراع بين الجانبين، والذى من شأنه أن يشعل الأوضاع فى المنطقة فى ظل ظروف اقتصادية وسياسية حرجة وبالغة الدقة والصعوبة يشهدها العالم حاليًا جراء الأزمات المتلاحقة وتداعياتها.

هذه الاعتداءات الإسرائيلية على المدن الفلسطينية تهدد باشتعال الأوضاع الأمنية فى الضفة الغربية وخروجها عن السيطرة، لذلك لا مفر من وقف هذه الاعتداءات فورا لأن تداعياتها خطيرة على الأمن والاستقرار فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والمنطقة، ومن شأنها أن تزيد من حالة الاحتقان وتقوض كافة الجهود التى تسعى إلى إعادة إحياء عملية السلام، وتنفيذ رؤية حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود يونيو 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.

ويأتى هذا فى الوقت الذى أعربت فيه الإدارة الأمريكية عن قلقها من تصاعد وتيرة العنف المتبادل، لكن يبدو أن الولايات المتحدة غير قادرة على انتقاد الحكومة الإسرائيلية على تصرفاتها الاستفزازية، فبدت أنها تعول على القيادة المصرية القيام بدور فعال فى احتواء الأزمة، خاصة بعد الجولة التى قام بها وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، الأحد الماضى، فى المنطقة والتى استمرت لمدة ثلاثة أيام، والتى انطلقت من القاهرة لتشمل تل أبيب والضفة الغربية، حيث اجتمع مع الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية السفير سامح شكرى، ومسئولين مصريين رفيعى المستوى، لبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وتعزيز السلام والأمن بالمنطقة، بما فى ذلك الدعم المشترك للانتخابات الليبية والعملية السياسية الحالية بالسودان.

وتعكس زيارة وزير الخارجية الأمريكية للقاهرة قبل التوجه إلى تل أبيب والضفة، رغبة فى أن يكون ملما بالرؤية المصرية للوضع وكيفية التوصل إلى حل، وعلى الرغم من الدور الريادى الذى من الممكن أن تقوم به القاهرة لتهدئة الأوضاع خاصة بعد نجاح الوساطة المصرية فى وقف الحرب التى اشتعلت بين الطرفين، فى مايو 2021، فى حى الشيخ جراح، إلا أن جميع الشواهد تتجه نحو ضرورة وجود ضغط كاف من واشنطن على الحكومة اليمينية بإسرائيل فى الوقت الحالى وإلا سيتطور الأمر إلى نتائج يصعب التعامل معها، خاصة أن العالم مازال يدفع ثمن الحرب الروسية الأوكرانية التى اندلعت منذ شهور ومازالت مستمرة، ومن ثم فالعالم غير مستعد الآن لحرب جديدة فى واحدة من أكثر المناطق تأثيرا على العالم.

وعلى المجتمع الدولى وكافة الأطراف الدولية الداعية إلى للسلام، والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية المهتمة بالسلام وحقوق الإنسان، الاضطلاع بمسئولياتهم لنزع فتيل العنف والصراع فى الأراضى المحتلة، ووقف الاعتداءات المتكررة من الاحتلال، وعلى كافة الدول العربية أن تقوم بدور حقيقى، لا موقف المتفرج من حماية حقوق الشعب الفلسطينى، وحفظ الأمن والاستقرار فى المنطقة.

 

عضو مجلس الشيوخ