رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نهاية الأسبوع الماضى أكد السودان توافقه مع إثيوبيا حول كافة قضايا سد النهضة الذى تبنيه إثيوبيا ‏على بعد 150 كيلومترا من الحدود السودانية، حدث ذلك أثناء لقاء بين رئيس ‏وزراء إثيوبيا أبى أحمد ورئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى عبدالفتاح ‏البرهان.‏

قبل إعلان السودان بيومين عن ذلك التوافق أعلنت روسيا عن اعتماد الجنيه المصرى فى البنك المركزى، وإدراجه ضمن العملات ‏التى سيتم تحديد سعر صرفها أمام الروبل الروسى خلال الأسبوع الماضى، وأمس الأول قام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة هامة إلى الهند، وما حدث فى تلك ‏الزيارة من تصريحات وتقارب خصوصًا فى الملف الاقتصادى، ومن قبل ذلك التقارب ‏المصرى الصينى، وفى نفس التوقيت الزمنى، صرح وزير الخارجية الروسى، ‏سيرجى لافروف، بأنه لا يمكن الاعتماد على الآليات المالية للغرب، كونه جهة ‏مستعدة دائمًا للخداع فى أى لحظة، من أجل تحقيق هدف عابر، مشيرًا إلى أنه ‏لدى دول «بريكس» أفكار حول إصدار عملة موحدة، وأخيراً الزيارة المفاجئة ‏لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى العاصمة المصرية ‏القاهرة.

كل تلك الأحداث المتزامنة فى التوقيت الزمنى لها ارتباط بتصريح السودان عن ‏التوافق مع إثيوبيا بشأن قضايا سد النهضة. ‏

مصر هى المرتكز القوى للنظام العالمى القادم، لأن النظام العالمى الحالى قوته ‏تكمن فى علاقة الدولار بالطاقة التقليدية، وهذا ما تم الاتفاق عليه بين أمريكا والسعودية ‏منذ بداية السبعينيات بربط الطاقة بالدولار فى التبادلات التجارية، وانتقل هذا ‏الاتفاق إلى منظمة أوبك فيما بعد، وعند انتهاء تلك العلاقة سيسقط فوراً النظام ‏العالمى القائم بقيادة الدولار الأمريكى، هنا تكمن الحرب ضد مصر ‏وتحزيمها جغرافياً بالكثير من المشكلات حتى يتم تركيعها بالموافقة على بعض ‏المتطلبات، لكى يستمر الدولار فى استدامة التواجد، ومن ثم يستمر النظام العالمى ‏القائم.

تلك المتطلبات تتمثل فى التالى.‏

‏1 - ربط الدولار بالطاقة النظيفة (المتجددة): يتجه الآن العالم بالاعتماد على ‏الطاقة المتجددة بدلاً من الطاقة التقليدية، والسبب، أن الانبعاث الحرارى سيكون ‏له تأثير كبير على التواجد البشرى فى بعض المناطق فى العالم خلال السنوات ‏القادمة، مع نضوب وجود الطاقة التقليدية على المدى البعيد، ولأن الطاقة ‏المتجددة هى الحل لمعالجة تلك المشكلات، لأنها تعتمد على مصادر المياه والرياح ‏والشمس فهى مستدامة لا تنضب، وأيضاً لا انبعاثات حرارية من استخدامها، ‏وبما أن مصر هى المرتكز والمصدر المناسب لتوطين صناعات تلك الطاقة، لما ‏تمتلكه من مصادر لها، بجانب موقعها الجغرافى، وتوافر العوامل المساعدة من أيدٍ ‏عاملة وأمن واستقرار، هنا تسابق الشركات العالمية من جميع الجنسيات للتوطين ‏فى مصر، فتعمل الصهيونية العالمية للضغط على مصر لربط الطاقة النظيفة ‏بالدولار كما سبق حدوثه مع السعودية. ‏

‏2 - ربط الدولار بالشرائح الإلكترونية: الذى يمتلك موارد وثروات تلك الصناعة ‏سيكون له تأثير كبير فى النفوذ العالمى القادم، والسبب ندرة تلك الموارد فى تواجد معظمها فى المنطقة العربية وعلى الرأس مصر، لأن تلك الصناعات تدخل الآن فى ‏جميع المكونات ومع دخول دول العالم داخل دائرة الرقمنة والحوكمة أصبح ‏الاهتمام الكبير بتلك الصناعات، هنا أيضاً السبب الثانى فى ضغط الصهيونية على ‏دولة مصر لربط الدولار بالشرائح الإلكترونية فى التعاملات التجارية.

ما سبق يوضح أهداف مؤامرة الشرق الأوسط وما حدث فيها من فوضى خلاقة ‏كانت تهدف إلى انهيار مكونات الدولة، ليتسنى للصهيونية العالمية السيطرة على ‏موارد الطاقة النظيفة والشرائح الإلكترونية عندها كانت ستضمن تواجدها المستدام ‏على قمة العالم، لكن مع نجاح ثورة ٣٠ يونيو العظيمة هنا كانت الضربة القاسمة ‏للمخطط الصهيونى.‏

وما أود طرحه فى آخر كلمات للمقال أن الدولة المصرية أدارت المعركة ضد ‏المؤامرة خارجيًا بمنتهى الحرفية والاقتدار وأنقذت العالم والمنطقة من مصير ‏مظلم وهو حكومة موحدة صهيونية تحكم العالم، ويلزم مساندة مؤسسات الدولة ‏فى الوقت القادم لكى تخرج مصر منتصرة من تلك المعركة، (معركة الوجود)، ‏ورسالتى أيضاً للدولة المصرية أن تعييد تقييم مسار التعاطى الإدارى مع ملفات ‏الداخل بأقصى سرعة، حتى لا نعطى فرصة للمؤامرة أن تستغل الحالة الاقتصادية ‏للمواطن لشحنه واستنفاره ضد مؤسسات الدولة.‏