عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

نجاح مؤتمر المناخ cop 27 شهاده تقدير لمصر عالمياً، كنا ندرك تماماً هذا النجاح، ولكن الأهم هو أن يدرك العالم مدى الجدارة المصرية، والجسارة التاريخية بأفعال وإنجازات واقعية حققتها الإدارة المصرية. فمصر فى ظل محيطها الإفريقى الذى تنتمى إليه، وللأسف كان ومازال هذا المحيط أكثر القارات فقرا، رغم أنها أقل القارات ضرراً على المناخ، فبعد ربع قرن من الآن لا يمكن أن نتخيل شكل العالم فى ظل هذه التغيرات المناخية الحادة التى تبدأ ولا تنتهى، عكس الحروب التى يظنها البعض خطراً كبيراً وتهديداً للحياة أكبر، لكنها تبدأ وتنتهى لتعود الحياة من جديد. الدول المتقدمة وعلى رأسها الصين التى حققت تقدماً مذهلاً فى التنمية الاقتصادية، ولكن كان هذا على حساب الدول النامية حيث بلغت نسبة أضرار الصين البيئية 28% على الأقل. النجاح المصرى فى هذا المؤتمر حقق المرجو منه وعلى أرض الواقع نجد أنه كان أكبر دعاية إعلامية لمصر، حيث توافدت الأفواج السياحية من شتى بقاع العالم ليس فقط على شرم الشيخ ولكن فى جميع الأماكن السياحية، خاصة الأقصر وأسوان، حيث لم نر هذه الأعداد منذ عام 2011، وهو ما جعل الرئيس الأمريكى جو بايدن يعلن إلغاء قرار انسحاب بلاده من اتفاقية باريس والعودة مرة أخرى لالتزاماتها كدولة مدافعة ضد التغيرات البيئية الضارة. معا من أجل التنفيذ كان هو شعار مؤتمر شرم الشيخ للمناخ ليعبر عن واقع حقيقى بأن الفترة الحالية والقادمة لا مجال فيها للوعود البراقة، أو التنصل عبر الدهاء السياسى لبعض الدول، هذا المؤتمر أرست فيه مصر إلى العالم مدى نضجها السياسى عبر تنفيذ فعلى لهذا الشعار بافتتاح أول مصنع للهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، نجاح مؤتمر المناخ بشرم الشيخ هو رد اعتبار للعالم البريطانى جيمس لافلوك رائد المناخ وأول من حذر من أن أزمة المناخ هى سبب أساسى للضرر الذى سيعانى منه الإنسان مستقبلاً، واكتشف أيضاً ثقب الأوزون الذى تسبب فى الاحترار الحرارى، وأكد أن أضرار الأرض، والتسارع فى زيادة معدلات ثانى أكسيد الكربون على كوكب الأرض بصورة لم نعهدها منذ بدء الحضارة الإنسانية، وبالتطرق إلى الأبحاث العالمية نجد أنها قد عبرت عن هذا الوضع بأن معدلات ثانى أكسيد الكربون الآن تعادل إجمالى معدلات ثلاثة ملايين سنة قبل بدء الثورة الصناعية الثانية تحديداً، والسبب هو الإنسان عبر احتراق الوقود الأحفورى وهو ما يتسبب فى أن 99% من سكان الأرض يستنشقون هواء يفتقد السلامة والجودة، وقد يستمر هذا الوضع لأكثر من 10,000 سنة قادمة إن لم يتم وقف هذه الأضرار على كوكب الأرض، ومنذ أول مؤتمر للمناخ فى ستوكهولم بالسويد عام 1972 تحت مظلة الأمم المتحدة ،تضاعف عدد السكان مرتين، وتضاعف الاقتصاد ثلاث مرات وتضاعفت الأضرار المناخية خمس مرات كان نصيب الدول النامية منها 90% و10% و90% على الترتيب، وأن المتم لهذه النسب كان لصالح الدول المتقدمه وتحديداً للدول الصناعية السبع الكبار والتى لم تلتزم إلا بحوالى 25% من تعهداتها المالية السابقة والبالغة 100 مليار دولار، وهو ما يعكس مدى التشاؤم الذى كان عليه العالم خاصة النامى قبل انعقاد هذا المؤتمر، لذا فنحن نؤكد مجدداً أننا كنا ندرك النجاح، ولكن كان على العالم أن يدرك ويؤمن بمدى قدرتنا على الوصول لهذا النجاح، ويبقى التحدى الحقيقى أمامنا وأمام العالم وهو بالطبع ليس تحدى التكنولوجيا، أو تحدى البديل التمويلى فقط، ولكن التحدى صاحب الوزن الأعظم هو التغيير فى العقلية والتفكير فى آن واحد، تغيير نحو التوجه بقوة إلى الاقتصاد الأخضر بكل معانيه، ونحو الطاقة الخضراء بكل موضوعية، فقيام مصر بتدشين أول مصنع للهيدروجين الأخضر فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالتزامن مع هذا المؤتمر، هو أمر يستحق الإشادة، ولكن هذا ليس كافياً بمعنى أننا لن نستطيع العمل دون تحولات منهجية من قبل الحكومات العالمية نحو هذا الاقتصاد الأخضر. التغيير فى العقلية والتفكير سيكونان أداة هدم للصراع الاستعمارى، والمنافسة غير الشريفة، والتوجه نحو الطرح التعاونى بين حكومات ومؤسسات العالم، كمطلب عالمى، وهو مرهون بمدى تعاون مجموعة السبع الكبار، والتى تستأثر بما لا يقل عن 60% من صافى الثروة العالمية، والمقدرة بـ317 تريليون دولار، مع ضرورة التحرك لتمويل مشروعات التغير المناخى والالتزام بالتعهدات المالية خاصة فى مجال الاقتصاد الأخضر صديق البيئة، واستخدام الوقود الحيوى الذى لا يسبب تلوثا بيئيا، حيث نسبة الكبريت والكربون قليلة جداً بالمقارنة بالفحم والبترول.. وللحديث بقية إن شاء الله.

 

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام