عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

-أظن أن «تحتمس الثالث» ملك خلق للمعارك. هو سادس ملوك الأسرة الثامنة عشرة (1425 ق.م)، ويعتبر أعظم حكام مصر، وأحد أقوى الأباطرة فى التاريخ.. بل هو «أبوالإمبراطوريات» كما يلقبونه.. وفى الدراسات الأجنبية الحديثة يقارنون بينه وبين نابليون، فيسميه بعضهم نابليون الشرق، كونه أسس إمبراطورية مصرية حديثة،استمرت حتى العام 1070ق.م.

كعادته.. وتماما كما فى حياته، يخوض تحتمس الثالث فى مماته، ومن مرقده الكائن فى المقبرة 34 بوادى الملوك، إلى جانب ملوك وملكات الأسر المصرية القديمة، الذين صاغوا -علمًا وفكرًا وطبًا وهندسة وعمراًنا وآثارًا، حضارة لامثيل لها لا تزال تلهم ولا تزال تُعّلِم العالم–فصول معركة جديدة.. لكنها هذه المرة حديثة معاصرة، كما لو أن الزمان كتب عليه أن يخوض المعارك حيًا وميتًا وبعد آلاف السنين. كأننا أمام أمير «قادش» آخر يجب هزيمته، ومعركة «مَجِّدو» أخرى تصنع مجد تحتمس ومصر كلها. تلك المعركة التى لا تزال خططها تدرس عالميًا. يخوض تحتمس الثالث معركة ليس فقط نيابة عن ملوك وملكات الأسرات القديمة، وإنما أيضا عن الشعب المصرى الحديث. نحن الآن فى العام 2022 وتفصلنا عنه آلاف السنين.. ومع هذا يعود أول إمبراطور عرفه التاريخ إلى واجهة الأحداث..ليقودنا إلى معركة جديدة، هذه المرة مع نحات فرنسى قاده خياله إلى نحت تمثال يبدو فى ظاهره إبداعًا فى صنعته، لكنه مهين فى مضمونه، يفتقر إلى اللياقة. فهذا نحات فرنسى شيد فى العام 1878 تمثالًا فجًا غليظًا يستغل نجاح عالم الآثار الفرنسى شامبليون فى فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، فيكرمه ويهيننا! ينحت تمثالًا له يصوره واقفا واضعًا قدمة على رأس العظيم تحتمس الثالث. جليطة تعبيرية تضعنا إزاء معركة ثقافية حضارية تستخدم فيها كافة فنون وأشكال وأساليب التعبير الناعم..نمتلك كل أدواتها..حتى بعيدًا عن إحراج الدولة.

عالم الآثار زاهى حواس يقول: فى الثقافة الفرنسية فإن الرِجْل مثل اليّد، ومن هنا فإنهم لا ينظرون للأمر نظرتنا نحن، فعندنا وضع الرِجْل على الرأس إهانة..لكن عليهم ازالة التمثال، وعلينا الضغط عليهم ومنع بعثاتهم من العمل بمصر، مبينًا أنه كتب مقالا ضد هذا العمل، كما وقع نداًء يحمل نفس المعنى أرسله المثقفون إلى السفير الفرنسي»

- آليات المواجهة الناعمة أبرزها دعوة مجدى شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية المصريين الى تغيير البروفايل الخاص بهم على السوشيال ميديا ويضعون مكانه حجر رشيد.

- عالم اللغة وعميد جامعة سوهاج السابق الدكتور مصطفى رجب اختار التنويه بما اقترحته الكاتبة حورية عبيدة المستاءة من الرفض الفرنسى منذ 2011 إزالة التمثال، مشيرة بأن «ماكرون» رئيس فرنسا يعتبر أن التمثال هذا جزء من تاريخ «فرنسا» وسيبقى مكانه»! (يوضع فى ساحة «كوليج دو فرانس» وسط «باريس»، وهى أحد أهم مراكز التّعليم العالى بالعاصمة)..

نحن الآن أمام معركة ناعمة يخوضها تحتمس من مرقده.. النحاتون والمثالون والتشكيليون مطالبون بنحت تمثال لـ«تحتمس الثالث» « فى وضع عكسى كما تقول حورية، وإزالة اسم شامبليون من شوارعنا

أولوياتنا الآن تشكيل لجنة المعركة الناعمة.. من أساتذة كليات الفنون الجميلة خاصة النحت ونقابات التشكيليين والأثريين لبدء العمل الشعبى ومعركة ازالة الإهانة الفرنسية.