رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

قضيت ثلاث ليالى فى قراءة كتاب (السحاب الأحمر) للأديب مصطفى صادق الرافعى، وسبحت فى أسرار الرافعى وتعبيراته الفريدة التى تعيدنا إلى زمن الاصالة، هذا الكتاب تمت طباعته عام ١٩٢٤ ويحمل شعار المصالحة مع الذات.. جاء الكتاب بعد سبعة شهور من صدور كتاب (رسائل الأحزان) وهى مجموعة من المقالات يعاتب حبيبته على سوء فهمها للحياة،

وجاء فى تفسير عنوان الكتاب.. فى فلسفة الجمال والحب.. إلا ان كتابه اللاحق السحاب الأحمر هو تصحيح لمفاهيم كان قد زرعها الرافعى، بأن شطب العتاب ليسكن مكانه الحب الحقيقى التائه فى مفترق الطرق.. يقول الرافعى (ياعجبا لضمير المرأة، يظل فى ليل دامس من ذنوبها ثم تلمع له دمعة طاهرة فى عينيها، فتكون كنجمة فى القطب يعرف بها كيف يتجه وكيف كان ظلاله وكأن الله ما سلط الدموع على النساء الا لتكون هذه الدموع ذريعة من ذرائع الإنسانية تحفظ الرقة فى مثال الرقة، كما جعل البحار فى الأرض وسيلة من وسائل الحياة عليها تحفظ الروح والنشاط لها،  فترى العقل يتسلل يوما فيوما ولا نشعر به، ولكن متى فارقنا من نحبهم نبه القلب فينا بغتة معنى الزمن الراحل، فكان من الفراق على نفوسنا انفجار كتطاير عدة سنين من الحياة).. أرايت معى كيف كانت براءة سنوات العشرينيات من القرن الماضى.. كيف كانت الرومانتيكية تسيطر على وجدان الأدباء والشعراء والقصاصين، ليس عند العرب فقط بل ربما فى أغلى أنحاء العالم، خاصة ان ويلات الحروب الكبرى لم تكن تسيطر بعد على الخريطة، فهل نحن اليوم فى حاجة إلى هذا الكيان التشريحى لهذه الرومانسية؟

لعل صلاح عبدالصبور حسم ذلك الخط فى الستينيات حين قال (الحب فى هذا لا يعيش الا لحظة البكاء أو لحظة الشبق.. الحب بالفطانة اختنق).

فما بالنا اليوم ونحن لا نعرف ولا نريد أن نقرأ الا المراثى وهل يليق زمننا الا بهذا، الرافعى لبنانى الجنسية ولد فى مصر عام ١٨٨٠ فى بيت جده لأمه فى قرية بهتيم بالقليوبية وعاش بعد ذلك فى مدينة طنطا من أشهر كتبه (وحى القلم، وأوراق الورد، ورسائل الأحزان، وتاريخ آداب العرب، والسحاب الأحمر، وحديث القمر وكتاب المساكين) ورحل الرافعى منذ خمسة وثمانين عاما فى العاشر من مايو ١٩٣٧.. نحتاج حقا لقراءة كبارنا.. وحى القلم نموذج لفكر قديم.. حديث، وكتاب المساكين يعبر من خلاله ما نراه اليوم فى مجتمعنا وهذا هو الأدب الحى، الذى لا يموت.

Nader nashed 7777a gamail com