مصر المحروسة المحفوظة كانت وستظل محفوفة بعناية الله وفضله عليها وعلى أهلها أبد الدهر، وإذا رأى بعض المحبطين غير ذلك فليرجعوا لتاريخ مصر ويراجعوا جيدا ما ذكر عنها فى مختلف الكتب السماوية، وما كتبه المؤرخون عبر العصور، وستبقى مصر أبد الدهر محفوظة بفضل من الله، وشامخة بأبنائها ورجالها المخلصين، وكم مرت عليها من محن وأيام عصيبة ولم ييأس أهلها ولم يخنعوا لظروف أو تحديات. هذا هو تاريخنا لمن نسى أو تناسى أو دفعه البعض للإحباط وأشاع معلومات مضللة لكى ينال من همة وعزيمة المصريين.
منذ الأزل ومصر المحروسة تنعم بخيرات وثروات الطبيعة التى ساهمت فى كثير من العصور وكانت أحد أسباب حضارتها العريقة، ولا تزال مصر تنعم بخير الطبيعة الوفير ولا تزال الطبيعة تنحاز لمصر المحروسة وتهب لنا خيرات ثمينة من المؤكد أنها فقط كانت تنتظر رجالا مخلصين محبون لوطنهم لكى يتم وقف نزيف تصديرها خاما مجردا دون أية قيم مضافة أو تفكير فى استغلال واستثمار أفضل على مدار سنوات طويلة، وبالقطع ينتظرنا مستقبل أفضل إذا استطعنا إدارة الموارد بشكل مثالى، وهو ما تسعى إليه القيادة السياسية وتسابق الزمن لكى يكون مردوده سريعا من أجل خير مصر والمصريين.
الجبال والصحارى التى رأها البعض عبئا على مصر قد تكون بفضل الله احد أهم مواردنا الطبيعية، وقد تصبح رمالنا البيضاء، التى تمتلك منها مصر احتياطيات تصل إلى مليارات الأطنان فى شمال سيناء وفى قنا وفى الصحراء الغربية، هى أحد مفاتيح مستقبلنا الاقتصادى المشرق، ولمن لا يعرف، فالرمال البيضاء هى الخام الذى يستخرج منه عنصر السليكون مفتاح التطور التكنولوجى العالمى، والسيلكون هو المادة الخام الرئيسية التى تستخدم فى صناعة الخلايا الشمسية والرقائق الإلكترونية التى أربكت العالم منذ شهور قليلة وما زالت كافة الصناعات التكنولوجية فى العالم تعانى من اضطراب أسواق تلك المنتجات. وبعد أن كان الطن الخام من تلك الرمال يتم تصديره بما يعادل 20 دولارا، أصبح لدى مصر رؤية مستقبلية لإضافة قيمة مضافة كبرى لثروة مصر من تلك الرمال وأصبح التفكير جادًا لجذب استثمارات أجنبية ومحلية للاستثمار فى هذا الذهب الأبيض.
وبالإضافة لما سبق، فتمتلك مصر الكثير من الثروات الطبيعية الأخرى مثل الكبريت والفوسفات والحجر الجيرى، فضلا عن الذهب والذى لم يبح لنا بكامل أسراره بعد، ومنذ عامين قامت لجنة الصناعة بمجلس النواب المصرى، على مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون الثروة المعدنية، بهدف وضع ضوابط واضحة لاستغلال ثروة مصر المعدنية من محاجر ومناجم وملاحات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لهذا المورد الطبيعية ليحقق أكبر عائد ممكن لصالح المواطن المصرى.
الرسالة الأهم لكل مواطن مصرى مخلص محب لوطنه ألا تلتفت لرسائل الإحباط التى يبث سمومها جماعات المضللين من إخوان الشايطين و أعوانهم، وقطعا فالوضع الاقتصادى صعب ودقيق ليس على مصر وحدها ولكن كبار دول العالم وأقوى وأعتى الأنظمة الاقتصادية فى العالم تعانى وتئن من الشكوى بسبب التداعيات العالمية للأزمة الاقتصادية التى تواجه الجميع وتداعياتها المؤلمة، ولكننا يجب أن نكون على يقين أن مصر ستعبر إلى بر الأمان وسننعم بخيراتها وثرواتها الطبيعية ولنا فى التاريخ البعيد والتاريخ القريب عبرات كثيرة، ويبقى أن نتماسك ونشد عضد بعضنا البعض وأن نقف خلف رجال مصر المخلصين ونلفظ ونحارب إشاعات الهدم والتضليل المسمومة لكى لا تنال من عزيمتنا على الصمود وتؤثر على مسيرة وطننا الغالى.
عضو مجلس الشيوخ