عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

من المعروف أن نابليون بونابرت لما غلب حمار (عقله) فى فهم الشخصية المصرية قال قولته الشهيرة: لا أحد يفهم الشعب المصرى سوى الشعب المصري.. وهذا النجاح الكبير الذى ما زال يحققه فيلم «كيرة والجن» من تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، وبطولة كريم عبدالعزيز وأحمد عز، يؤكد ما قاله نابليون، فهذا الجمهور المنفتح على مشاهدة أفلام قد يراها النقاد دون المستوى، يفاجئهم بالإقبال غير العادى على فيلم وطنى بلا راقصات وأغانى مهرجانات!

والإيرادات التى حققها فيلم «كيرة والجن» منذ انطلاقه بدور العرض السينمائية، فى موسم عيد الأضحى السينمائى الماضى وحتى الآن، تؤكد مبدأ هاماً جدًا يغيب عن الكثيرين، وهو أن الجمهور يقدر الذى يقدره.. والفيلم واحد من الأفلام الكبيرة إنتاجياً، وصعب على الكثير من المنتجين المغامرة بالإنفاق على فيلم يتناول أحداثاً سياسية وقعت منذ أكثر من 100 عام، وسبق أن تناولتها أفلام عديدة تعتبر من الكلاسيكيات، وهو ما يحسب للمنتج تامر مرسى الذى يذكرنا بالمنتجين الكبار فى تاريخ السينما المصرية!

وفيلم «كيرة والجن» مستوحى من رواية «1919» للمؤلف أحمد مراد، وهو من بطولة كريم عبدالعزيز، أحمد عز، هند صبرى، سيد رجب، أحمد مالك، على قاسم، هدى المفتى ومحمد عبدالعظيم، ويرصد الفيلم مرحلة مهمة فى تاريخ مصر منذ حادث دنشواى الشهير عام 1906 ثم ثورة 1919، كاشفًا لواقع المجتمع المصرى خلال فترة الاحتلال الإنجليزى وثورة 1919 وعدم رضوخ الشعب، كما رضخ الملك والسياسيون للاحتلال من خلال قصص حقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية ضد الإنجليز!

والفيلم يجمع عناصر كلها متميزة فى خلطة سحرية من التأليف والإخراج والتمثيل والإنتاج، قد لا يتوفر الكثير منها لكثير من الأفلام، ولكن يظل التاريخ الفنى لكل عنصر هو الخيط الرفيع الذى يجمع بينهم وبين الجمهور، فكل الأفلام التى قدمها المخرج مروان حامد، فيها جهد وإبداع ومحاولات مستمرة للتجويد لتقديم أفضل ما لدى المنتج والمؤلف والممثل والمصور والمونتير.. وكل شيء من الملابس للديكور والموسيقى، ولذلك أصبح مصدر ثقة ومتعة للجمهور!

نفس الشيء بالنسبة للمؤلف أحمد مراد، الذى يمتلك قدرة فريدة فى التواصل بلغة إبداعية مع زمنه، وجيل هذا الزمن الذى أقبل على قراءة رواياته قبل أن يراها على الشاشة.. وكذلك الفنان كريم عبدالعزيز، الذى صار واحداً من أهم ممثلى هذا الجيل، وفيلمه الفيل الأزرق بجزئيه لنفس المؤلف والمخرج، وضعه فى مصاف كبار الممثلين، وأما الفنان أحمد عز فقد اجتهد فى دوره، وإن كان ما زال مستمرًا على وتيرة الشاب «الروش» أبودم خفيف.. ولكن يظل إبداعاً جماعياً فى كل عناصره من موسيقى وتصوير ومونتاج وملابس وديكور.. ولهذا لم يكن غريبًا أن يحترمه الجمهور، لأنه احترم الجمهور!

[email protected]