رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

أدت الأزمات الدولية المتصارعة خلال الفترة القليلة الماضية إلى تفاقم مجموعة من الأزمات الفرعية، أهمها وجود أزمة إنسانية إنسانية تتطلب حلا سلمياً سريعاً خاصة لدول الطوق الأوروبى. ورغم وجود تباطؤ كبير في النمو العالمي، لكن ظهرت في الفترة الأخيرة بعض الأقلام التي تدعو الى ضرورة الاهتمام بما يعرف بالاقتصاد الأبيض، وهو الاقتصاد المتعلق بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أهمية هذا التوجه للعالم الثالث أكبر بكثير من توجهه لدول العالم الأول، لأن العالم الثالث يحتاج إلى تعويض ما فاته من إخفاقات في تحقيق استدامة في معدلات النمو الاقتصادي وبصورة تمكنه من اللحاق بركب التقدم، وهو ما تشبثت به مصر في المرحلة الحالية، بالإعلان عن أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يمثل إحدى أهم الركائز الثلاث التي تعتمد عليها مصر في المرحلة الحالية لتنفيذ أجندتها نحو استراتيجية مصر ٢٠٣٠. وبالتطرق الى المؤشرات العالمية المرتبطة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، نجد أن مصر حققت قفزة كبيرة تترجم على أنها انعكاس للإصرار على مواجهة كل التحديات المستقبلية بشيء من المنهجية العلمية، ففي مؤشر الأمن السيبراني جاءت في المرتبة رقم ٢٣ من اصل ١٩٤ دولة فى العام الماضى، وفيما يتعلق بمؤشر تنافسية الإنترنت والهاتف جاءت في مصر الأولى عالمياً وفقا لمؤشر المعرفة العالمى، كما أحرزت مصر تقدما كبيرا في رقمنة الخدمات عبر إطلاق بوابة مصر الرقمية لتقديم الخدمات الحكومية بشكل ميسر إلكترونيا، أما فيما يتعلق بالمؤشر الهام الخاص بالجامعات التكنولوجية، فقد أحرزت مصر قفزة كبيرة فيه، فكانت جامعة مصر المعلوماتية بالعاصمة الادارية الجديدة، وهي أول جامعة في الشرق الأوسط وافريقيا متخصصة في تكنولوجيا المعلومات.

هناك محاولات جادة بالفعل لتحويل الاقتصاد المصري لاقتصاد ابيض واضح وشفاف ومنفتح على اقتصادات العالم، عبر الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات، بعد ان كان الاقتصاد المصري طوال عقود طويلة سابقة اقتصادا اسود ملوثا عبر تزاوج غير شرعي بين رجال الأعمال الكبار ورجال السياسة الاقتصاد المصري، الى صفقات مشبوهة ومصالح انتخابية غير نزيهة والمتاجرة بحياة المصريين ومصيرهم، لذا فمن غير المستغرب إصرار القيادة السياسية على تنفيذ المشروع الكبير والعظيم حياة كريمة الذى وضع على منصة الأمم المتحدة بعد أن استوفى كل المعايير الذكية الكفيلة بإشادة المؤسسات الدولية به.

دعم ذلك وجود مصر في المرتبة ٣٨ عالمياً في مؤشر القواعد التنظيمية للمحافظ الالكترونية، بعد ان كانت ٨٨ عالمياً في العام السابق عليه، لأن مصر تمتلك سوقا تكنولوجية مالية واعدة هي الأكثر جاذبية وربحا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبه أصبحت مصر موطنا مأمولا لأي شركة تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، نتج عنه أن أصبحت مصر تمتلك ثالث أكبر عدد شركات تكنولوجية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ما نؤكد عليه أننا إذا أردنا بدء إعادة هيكلية حقيقية، يبدأ الإصلاح بتوحيد سعر الصرف في منصة واحدة رسمية، وهو ما قطعت فيه مصر شوطا كبيراً، مع ملاحقة مَن وراء هذه التطبيقات المشبوهة والاتكال على القواعد الاقتصادية والمالية والنقدية، وقطع الطريق أمام مَن يتلاعب بمصير وحياة المواطنين لأسباب سياسية مشبوهة. نعم الاقتصاد الأبيض الذى قطعت فيه مصر أكثر مما كنا نتوقع، هو الطريق الأمثل نحو مزيد من الشفافية والحوكمة الرشيدة، بل هو أكبر إعداد حالى لتطبيقه فى المؤتمر الدولى للمناخ على أرض مصر نوفمبر القادم إن شاء الله.

 

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام