رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بريكس هو مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتينية"BRICS" المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادى بالعالم، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة فى يكاترينبورغ بروسيا فى حزيران 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمى ثنائى القطبية، واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق فى أكثر القضايا الاقتصادية العالمية، بما فيها التعاون فى المجال المالى وحل المسألة الغذائية. انضمت دولة جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010، فأصبحت تسمى بريكس بدلًا من بريك سابقًا.

إن دول البريكس لا يشملها تحالف سياسى إلاَ أنها تنسق فيما بينها للتأثير فى الاتفاقيات التجارية الأساسية، فلديها القدرة على تشكيل تكتل اقتصادى قوى خارج إطار المجموعة الصناعية السبعة G7، فدول البريكس أكثر تطورًا فى المجال الاقتصادى فى العالم، وهذا الأمر يدعمه عدد من النقاط منها البرازيل عملاق أمريكا اللاتينية من أكثر الدول المزودة للمواد الخام، وروسيا مصدر عالمى للطاقة الكامنة والغاز، والهند هى مصدر مهم لتكنولوجيا المعلومات، أما الصين فلها موقع إنتاجى وديموغرافى متقدم ومتطور، وأخيرًا جنوب أفريقيا هى منطقة تعدين مهمة عالميًا وموقع استراتيجى عالمى مهم جدا بإشرافها على المحيط الهندى والمحيط الأطلسى معا، هذه الركائز المهمة تتمتع بها دول البريكس على الرغم من ارتفاع نسبة الأمية فى بعض أعضائها كالهند مثلًا حيث نسبة الأمة فيها (30%)، إلاَ أنها استطاعت تجاوز هذه الصعوبات بإصلاحات سياسية.

نظام الدفع لمجموعة بريكس (BRICS payment system) تم الحديث عنه فى قمة بريكس 2015 فى روسيا، حيث بدأ وزراء من دول المجموعة، بإجراء مشاورات لنظام الدفع الذى سيكون بديلًا « لنظام سويفت». وصرح نائب وزير الخارجية الروسى سيرغى ريابكوف فى مقابلة، إن وزراء المالية والتنفيذيين فى البريكس، (البنك المركزي) يتفاوضون حول الامر، ليتم وضع أنظمة الدفع والانتقال إلى التسويات بالعملات وطنية... نظام دفع متعدّد الأطراف متعدّد الجنسيات من شأنه توفير قدر أكبر من الاستقلالية، سيخلق ضمانة أكيدة لـ «بريكس».

هناك دول كثيرة أبدت اهتمامها إلى عضوية البريكس منها مصر، إيران، نيجيريا، السودان، سوريا ومؤخرًا بنجلاديش واليونان عبّروا عن رغبتهم فى الانضمام، إلى جانب هنالك معادلة اقتصادية يتفق عليها أغلب الباحثين والمتخصصين والتى تقول بأنه كلما زادت مساحة الدول الجغرافية زادت حظوظها فى الحصول على الموارد الطبيعية المتنوعة والثروات الباطنية التى تحتاجها فى تنمية اقتصادها.

ولو أخذنا هذه الفكرة وطبقناها على البريكس لوجدنا أن روسيا الاتحادية" قارة أوروبا" هى أكبر دولة من حيث المساحة فى العالم ومعها دول فى كل القارات: البرازيل فى الأمريكتين، والهند والصين فى آسيا وجنوب أفريقيا فى أفريقيا.

الحرب الروسية الأوكرانية الحالية هى الجواب على سؤال التوقيت لظهور هذا التكتل، فمخطئ من يتناول تلك الحرب من منظور عسكرى، بل هى حرب اقتصادية لتركيع الدولار الذى يمثل رأس الحربة للنظام العالمى الحالى بقيادة أمريكا، فالخطوات التكتيكية المرتبطة بعامل الزمن التى تخطوها روسيا داخل أوكرانيا هى مرتبطة ارتباط كلى بخطوات اقتصادية تتخذها ومعها دول البريكس وعدد من الدول الأخرى ضد الدولار، وفى الوقت المحدد لهزيمة الدولار، وتمزيق شبكته العنكبوتية، سيتم إنهاء الحرب الأوكرانية ومعها خضوع الجميع للنظام العالمى الجديد وكل متغيراته السياسية والاقتصادية والعسكرية.

[email protected]