عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

دخلت الأزمة الاقتصادية العالمية منحنى جديدا فى الأسابيع الأخيرة، وواصلت أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعاتها المتتالية، ليكسر البترول حاجز ١٢٠دولارا للبرميل، وتصل أسعار القمح إلى مستويات غير مسبوقة فى بورصات الحبوب. وبدأت المؤسسات المالية العالمية تصدر إشارات تحذير متتالية مفادها أن الجزء الغاطس من جبل الأزمة أكبر بكثير من الجزء العائم الذى نراه ونلمسه جميعا، وأن بشاير الركود التضخمى بدأت تضرب بقوة اقتصاديات عتيدة فى أوربا الغربية تحديدا، وأن على الجميع الاستعداد لما هو أسوأ فى سيناريو هذة الأزمة الطاحنة.

بل إن بعض التقارير الدولية المتخصصة مضت خطوات أكثر إلى الأمام، وأكدت أن العالم ربما يكون فى انتظار ما يشبه الكساد العظيم الذى صاحب الأزمة الاقتصادية العالمية فى ثلاثينيات القرن العشرين وأن هذا الكساد الكبير ربما يصبح حقيقة واقعة على خريطة الأسواق بحلول العام الجديد ٢٠٢٣ هل تعرفون ماذا يعنى الكساد العظيم؟

قياسا لما جرى فى الثلاثينيات واخذا فى الاعتبار درجة الترابط الكبيرة والاعتماد المتبادل بين الدول فى عصرنا الحالى، مقارنة بالثلاثينيات عندما لم يكن العالم على هذا القدر من التواصل فإن الصورة قاتمة.

الكساد العظيم يعنى شللا تاما فى الأسواق لعدم قدرة الناس على شراء حتى السلع الأساسية، ندرة كبيرة فى السلع لانهيار سلاسل الإمداد والتوريد،  إفلاس مئات بل الآلاف من الشركات والمصانع حول العالم لعدم قدرتها على الصمود، انتشار البطالة وتمدد الفقر واتساع نطاق الجريمة فى كافة المجتمعات، توقف العديد من الأطراف عن سداد المديونيات المستحقة فتنهار الثقة فى المعاملات، ومعها تنهار أسعار الأصول فى عمليات سداد إجبارية لهذه المديونيات، تقف الحكومات عاجزة عن حماية الفئات المهمشة والضعيفة، بينما يتوحش تجار الأزمة ويصبح مصطلح أغنياء الحرب حقيقة واقعة.

باختصار، يدخل الجميع فى نفق مظلم، ولا يستطيع أحد أو جهة تحديد توقيت نهايته التى قد تستمر بضع سنوات، يسقط خلالها عشرات الملايين من البشر حول العالم فى دوائر الفقر والبطالة والحرمان.

وإذا حدث هذا الكساد الكبير لن توجد دولة بمنأى عنه ومنها مصر؛ نظرا لقدراتنا الإنتاجية المحدودة والتى لا تكفى بالتأكيد لسد احتياجات أكثر من مائة مليون مواطن، لا يزيد عدد المنتجين بينهم على عشرين مليونا فى أحسن التقديرات.

إذًا الأمر جد خطير والحكومة تفعل ما تستطيع، سواء بإجراءات استباقية أو بالعمل على تجنب أزمات سلعية محتملة، لكن هذا الكساد سوف تكون آثاره أكبر من  قدرة أى حكومة، وسوف نرى حكومات دول شديدة الثراء تصرخ وترفع الراية البيضاء، فما بالنا بالدول الفقيرة؟!

علينا الاستعداد لما هو قادم، لأن كل مواطن عليه واجب التعامل الرشيد مع هذا القادم الذى تتشكل ملامحه الكارثية فى الآفاق.. ندعو الله السلامة لبلادنا وشعبنا.