رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لا تسكن ولا تتوقف عن البحث والاطلاع والمطالعة. فكر فى الغد، واستطلع المستقبل، وتابع كل جديد ومتطور، فالعالم يتغير بأسرع مما نتخيل، ومن يبقى ساكنا ينحسر ويضعف وينهار.

أقول دومًا للشباب: تخيلوا القادم، توقعوه، وافترضوا ما يجد وما يستحدث، واقرأوا كل شيء حولكم، فالتطور التكنولوجى الكبير يفتح المسار للشعوب الفقيرة لتتقدم وتحوز السبق بالتفكير غير المعتاد، وطرح الأحدث.

إن العالم يستعر بالأفكار والمهارات الفردية والسعى نحو الابتكار والتطوير، وهناك جهود عظيمة مبذولة فى البحث عن أفكار التقدم، ومتابعتها، وتقييمها.

أقول لكم وعينى على كتاب حديث قرأته مؤخرا لباحث بريطانى متميز هو مايكل باسكار بعنوان « حدود البشرية: مستقبل الأفكار الكبيرة فى زمن التفكير المحدود» يحاول فيه تحليل التباطؤ فى الأفكار الكبيرة التى تغير العالم.

وفى رأيى فإن أهم ما يطرحه الكتاب هو أن القرنين الماضيين على وجه التحديد شهدا أفكارا غير عادية فى تاريخ البشرية بدءا من ابتكار التليفزيون، وصناعة السيارات، وتطورات علم الجينات، وظهور الطاقة النووية، وثورة الطب، والوصول إلى الفضاء. ويذكر الكتاب أن هناك اكتشافات وإنجازات غير عادية حدثت خلال المئتى عام الماضية؛ من تطورعلم الأحياء الكمى، والنانو تكنولوجى، والهندسة المعمارية، وعلم فلك الكواكب الخارجية، وابتكار العوالم الافتراضية. ثم يلفت أنظارنا إلى أننا سقطنا بعد تحقيق هذه الأفكار الكبيرة فى حالة ركود فكرى لافتة يسميها الكاتب بالمجاعة الفكرية.

ويرى الباحث البريطانى أن ميلاد علوم الذكاء الإصطناعى أدى إلى تباطؤ فى تدفق الأفكار الكبيرة وهو ما يُمثل خطرا على مسيرة التقدم الفكرى للعالم. كما أن التطور غير المسبوق فى مختلف العلوم أدى إلى مخاطرعديدة تهدد البشرية مثل قضية التغير المناخى، ونضوب الموارد الطبيعية وانتشار الأمراض والفيروسات، فضلا عن عدم تطور المفاهيم السياسية الحالية.

ويحاول مايكل باسكار وضع تصور لكسر جمود الأفكار الكبيرة من خلال توصيات يقدمها للأمم الناهضة مثل توحيد جهود البحث والتطوير فى البلدان وزيادة الانفاق عليها من جانب الحكومات، ضاربا المثل بما فعلته الولايات المتحدة فى الخمسينيات عندما خصصت جزءا من الناتج القومى لوكالة ناسا للفضاء، وكانت من نتائج ذلك ميلاد الإنترنيت، واكتشاف نظام تحديد المواقع العالمي» الجى بى إس» وغيرها من الاكتشافات العظيمة.

كما ينصح الكاتب بإحداث ثورة شاملة فى التعليم، داعيا إلى ضرورة تدريس العلوم القائمة على التعلم والاستكشاف وتحفيز الأجيال الجديدة على العمل البحثى والابتكارى الجماعى، مع تقديم مكافآت تحفيزية للمؤسسات التى تتمكن من حل المشكلات التى تواجه المجتمعات.

كذلك يؤكد الكاتب أن الاضطرابات الحالية فى العالم وانتشار الوباء، يجب الاستفادة منهما فى إعادة التفكير الطموح، حيث تولد الحلول من بين ثنايا المخاطر. ويقول لنا إننا فى حاجة ماسة لاستعادة الأفكار الكبيرة، وهى فرصة الأمم الصغيرة والشعوب الفقيرة للحاق بركب التقدم.

وأتصور أن مثل هذه الأفكار والإطروحات أولى بالمناقشة والاهتمام والعناية من جانب الإعلاميين والكتاب والباحثين والساسة فى بلادنا، سعيا إلى اللحاق بالمستقبل الذى نتمناه مشرقا ولائقا ببلادنا.

وسلامٌ على الأمة المصرية