رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

كان بحرًا وعلامة ليس فى مجاله فقط، بل فى ثقافات متعددة، أستاذًا بكل ما تحمله الكلمة من معان، إذا تحدث فى التشريعات، تحسبه فقيهًا دستوريًا، وإذا تكلم فى المحاسبة، فهو من العظماء، يغوص فى التفاصيل، من أجل رؤية متكاملة وسليمة، لما لا وهو الذى ترك أثرًا طيبًا، يسير على نهجه الجميع.

نعم هو رائد حركة التطوير فى سوق المال قبل أكثر من ربع قرن، برحيله فقد سوق المال رمزا، وأسطورة تحتاج كثيرًا من الوقت لتكرارها، رحيله خسارة كبيرة ليس للقطاع المالى غير المصرفى فقط، وإنما للاقتصاد بتفاصيله.

منذ عام ونصف العام كتبت مقالًا عن الرجل، وقد حاولت الاجتهاد أن أرد جزءًا من الجميل للرجل، وبصماته المحفورة فى صفحات سوق المال، تعلم ويتعلم منها الجميع أبد الدهر، حتى فى ساعاته الأخيرة، كان الرجل يتحامل على نفسه، من أجل أن يؤدى دوره على أكمل وجه.

عبدالحميد إبراهيم رئيس هيئة سوق المال الأسبق، وعضو مجلس إدارة الرقابة المالية، والأب الروحى سوف يظل علامة مضيئة، لن تمحو...على مدار عقود طويلة ظل خادًما للوطن، فى محراب الرقابة وقطاع الخدمات المالية غير المصرفية، كان مخلصًا، وقوى العزيمة، يبذل قصارى جهده من الأجل الأفضل لقطاع الخدمات المالية، تعامل مع السن على أنه مجرد رقم، فكان أمرا طبيعيا له أن يتقدم الصفوف ويتحمل المسئولية.

حقا ربما تصاب بالحيرة عندما تفتش فى صفحات تاريخه، ملحمة من الاجتهاد والاحترافية فى العمل، والنزاهة وطهارة اليد، حينما تقلب فى ملفاته تتوقف عند محطات عديدة، كونه شابًا صغيرًا أول دفعته بتجارة وإدارة أعمال حلوان، ضحى باستكمال مسيرته الأكاديمية كأستاذ بالجامعة، حبًا فى الأفضل، وليتحقق كل ما يتمناه وهو شاب بمقتبل العمر فى منتصف العشرينات.

لم يتأخر الرجل منذ أن كان الرجل الثانى بالهيئة بخبرته التى اكتسبها فى رحلته العملية بالأمم المتحدة فى تحقيق قفزة لن يمحوها التاريخ، حول صناعة سوق المال من العشوائية والهواة، إلى مؤسسة تنظيمية، تحظى باحترام المؤسسات العالمية، بعد طفرة إدارية وفنية كبيرة، بعدما كان قوام السوق 7 سماسرة، وقيمة تداولات لا تتجاوز 30 مليون جنيه خلال العام.

صفحات الرجل مضيئة وتتحدث عن نفسها، عندما عين رئيسًا للهيئة منذ عام 1995، ولفترة 10 سنوات بدأ إصلاحًا شاملًا لمنظومة سوق مال فى بلد كبير، بدأها بإدخال التداول الإلكترونى.. كل ذلك قليل من كثير، ومجرد سطور من صفحات فى مجلدات عظيمة لتاريخ الرجل، كانت كفيلة أن تضعه فى صدارة من خدم البلد واقتصادها، دون انتظار المقابل، أما نزاهته فحدث ولا حرج، فكانت سفريات العمل على نفقته.

ياسادة.. همسة عتاب لكل كيان مؤسسى يضم فى صفوفه نماذج نادرة مثل عبدالحميد إبراهيم..لا تتأخروا فى تكريم مثل هذه القامات وهم أحياء وليس أمواتًا.. اجعلوهم يشعروا بما قدموا ويفتخروا بما ضحوا من أجل الوطن.