هو مصرى وطنى حتى النخاع، صعب جداً تجد عنه معلومات متاحة، فهو قليل الكلام مع وسائل الإعلام رغم علاقاته الحميمة القوية مع رموز الإعلام، ودائما ما يصفهم بالأصدقاء، ولكن نادرا ما تجد له تصريحا أو حواراً، ولكن لو جمعتك به جلسة فسوف تجد نفسك أمام رجل صناعة من طراز نادر، وطنى لدرجة أنك تعشق مصر فى حديثه البسيط، مثقف وقارئ متعطش دائماً للتاريخ وخصوصاً تاريخ وطنه مصر، عالم وصاحب براءات اختراع كثيرة لشركته، وصفوه بـ«حافر الصخر» لما واجهه من صعوبات خلال حياته، فعندما كان فى الثانوية العامة تعرض لحادث كاد أن ينهى حياته الغضة، ولكن شاءت إرادة الله أن تكون تلك الحادثة هى مفترق طرق لحياته المستقبلية، بل إنها أخرجت «حافر الصخر» من داخله ليواجه الحياة بكل قوة ويستطيع أن يضع اسمه بين كبار رجال الصناعة محلياً وعالمياً.
عندما تعرض للحادثة لزم علاجه أن يسافر إلى ألمانيا ليخضع هناك لحوالى 36 عملية جراحية بتخدير كلى، لم يترك نفسه للمرض، بل استغل فترة وجوده فى ألمانيا ليستكمل تعليمه ويلتحق بكلية الهندسة وتخصص فى ميكانيكا الآلات، وخلال دراسته خضع لفترة تدريبية فى شركة لوفت هانزا للطائرات, ثم شركة بافاريا والتى كان له فيها قصة جعلته بطل بافاريا وهو ما زال متدرباً بها، فقد أخذت الشركة أمر توريد كبيرا من الجيش الألمانى بحوالى 158 ألف قطعة إطفاء للجيش تعمل بالمياه, وواجهت الشركة مشكلة فى الجهاز، إذ كان يصنع بغطاء له سوستة قابلة للصدأ, ولو تم تغييرها بقطعة من الاستنلس استيل تتكلف الشركة 128 ألف مارك، وعندما حضر اجتماعا للشركة لمناقشة المشكلة, ذهب إلى الورشة وصنع غطاء اسطوانيا بطريقة معينة يغلق بمفصلات ولا يحتاج لسوستة, ونجحت الفكرة ووفر للشركة ما يعادل 110 آلاف مارك, ومن هنا أصبح بطل بافاريا.
عاد إلى مصر فى عام 1965 ليستكمل تعليمه بكلية الهندسة، ونظراً لنبوغه واتساع مداركه كان محط احترام أساتذته فى الكلية، وفى عام 1971 عندما أعلن الرئيس السادات عن قانون الاستثمار عاد «حافر الصخر» إلى شركته بافاريا، وتقدم بطلب لفتح أول فرع لها فى مصر وكانوا ثلاثة فقط سرعان ما أصبحوا عشرة ثم أصبحوا مئات العاملين بها، وعندما تم عرض الشركة العالمية الألمانية للبيع تقدم «حافر الصخر» أو «بطل بافاريا» لشرائها لتصبح الشركة العالمية الألمانية ملكية مصرية لأحد رجال الصناعة، وهو الدكتور مهندس نادر رياض الحاصل على بكالوريوس الهندسة قسم هندسة الطيران من جامعة القاهرة, والمتخصص فى مجال الهندسة الصناعية من جامعة Aachen, والدراسات العليا فى تخطيط وتشغيل الصناعية من الولايات المتحدة الأمريكية ودكتوراه فى الهندسة الصناعية من الولايات المتحدة الأمريكية.
عندما تسأله وتقول له قدم روشتة نجاحك فى خمس نقاط فيبتسم ويقول: أولها الكبرياء المهنى، ثم الإخلاص للعميل باعتباره الخبير الأول للمنتج، ثم أداء حق الدولة, إذ إن على القطاع الخاص أن ينمو دون أن يتعارض أو يتصارع مع الدولة، ورابعاً الإجادة, فلا تقبل أية نقيصة على المنتج، لذا فإن ملف الشكاوى هو مسئوليتى الخاصة, ومنها أقيم العمل, وأتعلم, وأطور، وخامساً احترام العامل والإخلاص له باعتباره رأس مال بشريا وأهم من الألة، مؤكداً أن تلك النقاط متوازية ومتقاطعة فى نفس الوقت وليس لأحدها أفضلية على الأخرى.
أخيرا لك أن تتخيل أنه حاصل على وسام الاستحقاق الألمانى من الطبقة الأولى عام 2003، وحاصل على جائزة فخر العرب عام 2020، رفض الحصول على الجنسية الألمانية، مفضلا جنسيته المصرية ودائما يقول عن مصر إنها صاحبة الفضل عليه فى كل ما وصل إليه.