ع الطاير
لم يعد الإنترنت رفاهية أو دربًا من دروب الكماليات والمنجهة.. وإنما ضرورة كالماء والهواء والكهرباء وأكيد الجيل الجديد لا يمكن أن يتخيل الحياة بدون إنترنت ويتعجب كيف كان الآباء والأجداد يحيون بدون النت ومهما قلنا لهم عن البساطة والأنتخة والرحرحة التى كنا ننعم بها قبل الإنترنت فلن يستوعبوا هذا الكلام فالحياة بالنسبة لهم هى الأون لاين والتعليم والعمل والترفيه والتواصل وكل شيء تقريبًا فى حياتهم اليومية يعتمد على قوه الشبكة.. ولكن لأننا ننسى أو نتناسى يذكروننا أولادنا أن سرعة الإنترنت فى مصر كانت قبل أقل من ثلاث سنوات فقط سرعة سلحفاة مريضة كمان.. وأن انقطاع النت كان ظاهرة عادية نستسلم لها كأنها قدر مثل البرد والزكام علينا أن نتحمل وأيضًا نتحمل فى صبر ضعف الشبكة والسرعة التى كانت تقاس بالكيلو بايت ونعمل إيه بقى قدرنا وظل الحال هكذا مع سرقات متكررة لكابلات النحاس التى كانت تستخدم فى الشبكة لأن النحاس غالى والحرامية ما يعرفوش حاجة عن الإنترنت كل همهم الكابل النحاس يتباع خردة وتنقطع الشبكة أو لا تنقطع مش مهم أيضًا كانت هذه الكابلات النحاسية لا يمكن أن تتحمل سرعات الإنترنت العالية وهكذا استمرت أزمة الإنترنت سنوات طوال عانى خلالها الناس وصبروا بأسًا وكأنه لا أمل فى الإصلاح… ولكن بعمل وعلم وجهد كبير متواصل واستثمارات ضخمهة وتوجه الدولة إلى التحول الرقمى قفزت مصر إلى المركز الأول أفريقيا فى سرعة وكفاءة الإنترنت الثابت وهذه شهادة تقدير من أوكلا سبيد Ookla Speedtest.
طيب مصر كانت فين قبل ذلك فى المركز الأربعين يا سيدى تخيل من ٤٣ إحنا فى المركز ٤٠ طيب إيه اللى حصل عشان نقفز من ٤٠ إلى المركز الأول تعالى شوف الخبر بيقول كشف أحدث التقارير الصادرة عن مؤشر Ookla Speedtest العالمى لقياس سرعات الإنترنت لشهر يناير 2022 عن تربع جمهورية مصر العربية على عرش القارة الأفريقية فى متوسط سرعات الإنترنت الثابت؛ لتحتل المركز الأول أفريقيًا، والـ86 عالميًا، بمتوسط سرعات وصل إلى 35.67 ميجابت/ث وفقًا لطريقة الوسيط الحسابى الجديدة التى اعتمدها Ookla مؤخرًا.
طبعًا حدث هذا الإنجاز المعجزة بفضل السياسات المتواصلة التى تنتهجها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقيادة الوزير الدكتور عمرو طلعت لتحسين سرعة الإنترنت فى مصر خلال السنوات الثلاثة الماضية وخطط الشركة المصرية للاتصالات لتطوير وتحسين الخدمة وتنفيذ خطة عمل متكاملة لتطوير البنية التحتية على مستوى الجمهورية من خلال تطوير وتوسيع كل من الشبكة الدولية والشبكة الرئيسة وشبكات التراسل والتوسع بقوة فى نشر وحدات التجميع الذكية MSAN اعتمادًا على كابلات الألياف الضوئية بالتوازى مع رفع كفاءة الشبكة الأرضية لجميع العملاء.
يعنى باختصار انتهجت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المنهج العلمى واعتمدت على الألياف الضوئية بدلًا من كابلات النحاس العتيقة وتم ضخ استثمارات تجاوزت 60 مليار جنيه لرفع كفاءة شبكة الإنترنت أدت إلى ارتفاع متوسط سرعة الإنترنت الثابت من 6.5 ميجابت/ث إلى 44.1 ميجابت/ث فى منتصف عام 2021 لتصبح مصر فى المركز الرابع على مستوى أفريقيا مقارنة بالمركز الأربعين فى يناير ٢٠١٩ يعنى فى سنتين فقط قفزنا من ٤٠ إلى المركز الأول.. طبعًا دى معجزة.