عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

بداخل هذا الكتاب، الكثير من المعلومات الموثقة نتيجة بحث واطلاع لمدة سنوات طويلة، كانت البداية من عند بعض المصطلحات المتداولة، والتى نستخدمها جميعا للاستهلاك الثقافى أو للتعبيرات التهكمية، مثل الماسونية، والصهيونية.

وبما أنى مهتم كثيرا بالشأن السياسى للأحداث والمواقف المتنوعة على الساحة العالمية، فقد تلاحظ لدى فى العديد من تلك المواقف وجود قوة خافية تدير الأحداث بعيدا عن القوانين الدولية أو المعايير السياسية، وعندها قررت البحث والتنقيب عن تلك القوة، وكانت البداية من عند الماسونية ذلك المسمى الغامض المبهم، وتاريخيا هى جماعة تكونت بعد صلب السيد المسيح وقيامته وصعوده إلى السماء، وكان من أهداف تلك الجماعة الخفية هى مواجهة أو مقاومة العمل الإعجازى الذى كان يحدث على يد تلاميذ المسيح مستخدمين اسمه فى آيات ومعجزات عديدة جعلت الكثير من الشعب اليهودى ينضم إلى المسيحية، وتطورت تلك الجماعة بعد التشتت وما حدث لليهود عام ٧١ ميلادى على يد الرومان،  وانتقل ذلك الفكر مع اليهود فى كل البلاد التى تشتتوا إليها، وتغيير الأساليب من المواجهة إلى الاختراق، ووصل أسلوبها إلى الاحتواء والتهجين والتجنيس الأيديولوجى والسياسي، وهنا الصهيونية التى انبثقت سياسيا من الماسونية، والتى اخترقت المسيحية فى الغرب بعد مولد اللوثرية وكل مشتقاتها، وحكمت أمريكا وبريطانيا ومعظم دول الغرب.

مكتشف أمريكا هو الرّحالة كريستوفر عام 1492م وهو بروتستانتى لوثرى صهيوني، كان يهدف إلى اكتشاف مملكة يستخدمها فى حروب لتحقيق حلم قيام مملكة إسرائيل على الأراضى الفلسطينية لإيمانه أن تلك المملكة ستعجل بمجىء المسيح، مستخدما آيات الكتاب المقدس وتحريفها سياسيا كما يحدث من البروتستانت بارض الموعد ومجىء المسيح المخلص.

فى 29-31 أغسطس 1897، عقد فى بازل بسويسرا، مؤسس الصهيونية ثيودور بنيامين زئيف هرتزل، المؤتمر الصهيونى الأول، وقد استمد اسم «الصهيونية» من الشوق إلى صهيون، وهو أحد الأسماء التوراتية القديمة لأورشليم، وعلى بعد خطوات انعقد المؤتمر التبشيرى العالمى لعام 1910، أو مؤتمر إدنبرة التبشيرى، فى الفترة من 14 إلى 23 يونيو 1910. وقد رأى البعض أنه تتويج للبعثات المسيحية البروتستانتية فى القرن التاسع عشر وبداية رسمية للحركة المسكونية المسيحية البروتستانتية الصهيونية الحديثة، بعد سلسلة من الاجتماعات بين الطوائف التى يمكن تتبعها حتى عام 1854.

الرئيس هو جون رالى موت (1865-1955)، وهو زعيم بارز فى حركة الشباب المسيحي. فى هذا الوقت، تقرر إنشاء مجلس الإرساليات الدولى، الذى كان بداية لحركة الكنيسة العالمية فى القرن العشرين. هذا المجلس هو حاليا مجلس الكنيسة العالمى.

وبدأت الإرساليات التبشيرية البروتستانتية الصهيونية فى منطقة الشرق الأوسط، وكان الهدف محاصرة واختراق الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وعلى الرأس منها الكنيسة المصرية العريقة، واستخدمت تلك الإرساليات الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية كأدوات للاختراق، مستغلين حالة الفقر لتلك المجتمعات.

وكان المخطط الجهنمى لتلك الإرساليات التبشيرية الصهيونية دور كبير وبارز فى انشقاق وعزل الكنيسة الإثيوبية عن الكنيسة الأم المصرية، وهناك انتشرت البروتستانتية ومشتقاته الصهيونية وعلى رأسها الخمسينية، وكان المخطط لشخص آبى أحمد الخمسينى الصهيونى بالدخول به داخل جهاز المخابرات وإرساله للتعليم فى الجامعات الصهيونية بالخارج، ومنحه جائزة نوبل الصهيونية، كل ذلك لإعداده بالقيام بدوره فى قيادة سد النهضة المخطط الجهنمى ضد مصر.

ومن الإرساليات التبشيرية جاء مجلس الكنائس العالمى الذى هو انبثاق عن فكر العولمة التى تستهدف الانصهار الأيديولوجى لجميع المعتقدات والوصول بها إلى المخطط، الذى ظهرت بوادره لخدمة المشروع الصهيوني، وهو الديانة الإبراهيمية الجديدة.

ومن هنا وهناك ها هى العلاقة التى أرعبت الكيان الصهيونى بين الرئيس جمال عبدالناصرو البابا كيرلس السادس، والتى تهكمت عليها الإذاعة الإسرائيلية بعد هزيمة ١٩٦٧ وقالت أبشر يا عبدالناصر أنت معك كيرلس السادس ونحن معنا الأسطول السادس الأمريكي، ووصولا إلى المرحلة الهامة فى تاريخ الهوية المصرية، وهى مرحلة حكم نظام السادات وما حدث من تغييرات جوهرية فى المركب الجنينى لتلك الهوية، والكثير من المعلومات عن الصدام الذى حدث بين السادات والبابا شنودة، وكيف حاول السادات التخلص من البابا بشتى الطرق، والأسباب والدوافع التى ساقت البابا شنودة للاعتراض على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وشرحه المفسر والمستمر بأن هذا الكيان سارق ومحتل للأرض وليس هناك أى وعد فى الإنجيل بعودة إسرائيل، وقوله المأثور، بأن إسرائيل جاءت بوعد بلفور وليس بوعد الله.

والمرحلة الأخيرة من الكتاب وهى الديانة الإبراهيمية الجديدة التى أقيم لها مبنى فى دولة الإمارات، وما يقوم به الرئيس السيسي لاسترجاع الهوية التى تأثرت بحكم الأنظمة السابقة، ودور البابا تواضروس الكبير فى مساندة الدولة واستقرارها، والكثير من المعلومات والأسرار الكثيرة فى الكتاب.