رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ظللت معظم سنوات عمري أقرأ وأحلل وأعتقد وأكتب كما يفعل المعظم، ومنذ ٧ سنوات تقريبا، بدأت أقف كثيرا أمام الكثير من التساؤلات حول الأحداث، كان اولها، كيف وجدت أمريكا، ولماذا قامت الحرب العالمية الأولى والثانية، وكيف قامت إسرائيل، وما هو المستقبل المخطط له للدولة الإسرائيلية، وكيف ولماذا دمروا العراق واعدموا صدام، وكيف ولماذا خربوا العراق ويريدون تفتيتها، ومن قبل ذلك لماذا ابقت أمريكا على طالبان ولم تقضِ عليها، ومن هم أصحاب سد النهضة  ومستقبله وما الهدف منه، أسئلة كثيرة وكثيرة دخلت بي الى عمق البحث لاجد نفسي شبه وحيد امام حقيقة الأحداث والمواقف، وعندها كنت بين الندم والفخر، فالندم لاني سأصبح كالمجنون عند الجميع لو أعلنت عن حقيقة تلك الأحداث، والفخر، لاني استطعت بمجهود فردي ان اكتشف الحقائق التي لم يستطع احد الدخول في دائرتها التي يتصنع الموت او النجاح المتقطع النظير، وهنا اتخذت قراري بكتابة كتاب عن القليل المهم من الذي اكتشفته وهو «الصهيونية وحربها ضد الكنيسة المصرية».

هذا الكتاب اعتبره رسالتي في الحياة التي سأتركها لوطني وكنيستي وايضا اسرتي، وسأضع الجميع أمام مسئولياته، سواء رجال دولة أو رجال دين.

وما أدونه الان هو سطور من ذلك الكتاب.

كريستوفر كولومبس هو ابن ما وصلت له متغيرات الحركة اليهودية الصهيونية واختراقها للفكر المسيحي للغرب في ذلك الحين.

من الشائع عن كريستوفر كولومبس أنه كان مغامراً وباحثا عن الشهرة والثروة والسلطة، ما دفعه لاكتشاف القارة الجديدة التي سميت (أمريكا)، إلا أن كولومبس كان يفكر بهدف أسمى –في نظره- حتى كرّس له كل حياته، وهو اكتشاف ممالك جديدة يَهدي شعوبها إلى الدين المسيحي اللوثري، ثم يجندها في ما أسماه «حرب الحياة أو الموت لاستعادة الأراضي المقدسة».

أما الهدف النهائي لكولومبس فكان استعادة الأراضي المقدسة، تمهيداً لنزول مملكة الله على جبل صهيون في موقع الهيكل.

وكان يعتقد أن العناية الإلهية اختارته لتحقيق نبوءات الكتاب المقدس، كما ترسخت لديه أسس الإيمان بخطة كونية لها بداية ونهاية، وكان يرى أن الكتاب المقدس بنصوصه التي يؤمن بحرفيتها هو دليل هذه الخطة، كما تصوّر نفسه رسول الوحي المستقبلي الكتابي الذي ينبئ باستعادة القدس وهداية اليهود، فكان يوقّع اسمه بصيغة مميزة، وهي “كريستوفرنز”، التي تعني باللاتينية “حامل المسيح”.

وهكذا كان الهدف من رحلاته إلى الشرق “هداية” الأمم الأخرى، وجمع الثروات لتوظيفها في تمويل حرب مسيحية لوثرية ( صهيونية) أخيرة، يقودها العرش الإسباني لاستعادة الأرض المقدسة

وترافق اكتشافه لأمريكا مع سقوط الأندلس وخروج العرب منها، فشكل هذا الحدث حافزاً على حماس تبشيري جديد، وكان كولومبس يذكّر ملوك أوربا بتداخل هذه المصادفات التاريخية وتوافقها، ويدلل بذلك على تدخل العناية الإلهية ضمن خطة الله للكون، وهكذا استطاع إقناع ملك إسبانيا وملكتها بتمويل مشروعه.

ويجدر بالذكر أن كل هذه الأنشطة التبشيرية جاءت  قبل نشوء البروتستانتية التي تعد تطوراً نوعياً في مسيرة المسيحية المتصهينة، حيث اشتهرت بنشاطها التبشيري الذي سيكون له عظيم الأثر في تغلغل الفكر الديني اليهودي المتصهين بالمسيحية.

ومن تلك السطور سنفهم جيدا كيف ولماذا قامت أمريكا، ومخطئ من يعتقد او يتعامل معها على أنها إدارة سيدة قرارها، بل هي الأداء الغاشمة التي تحركها وتستخدمها الصهيونية لتحقيق أهدافها، فالهدف الصهيوني واضح وهو «مملكة إسرائيل الكبري من النيل الى الفرات» والسؤال هنا هل لو ضعفت أمريكا او سقطت سيضعف او يسقط المشروع الصهيوني، كل هذا هو التفكير والتحليل النمطي للأحداث، لان الصهيونية فكر وثقافة قائمة انتشرت عبر اذرع كثيرة في كل أنحاء العالم، وباستطاعتها ركوب اي قوي أخرى ستظهر في المشهد، بل انها ستعمل على تدمير أمريكا واضعافها قبل أن تقفز داخل السفينة الصينية، والسبب لان الصهيونية عملت عبر المائتي عام الماضية على خلخلة ثوابت الإيمان المسيحي السليم والدخول به في مشهد لوثري شكلي يخدم المشروع الصهيوني، وستبدأ الان القضاء على أمريكا لأنها مسيحية حتى لو كانت شكليا او لوثريا.

ولان الصين متوافقة في الايدلوجية مع الفكر الصهيوني الرامي الي حكم العالم بحكومة موحدة ومقرها مملكة صهيون، فإن القادم مخيف ولن يبقى أمام الصهيونية المتحدة بالشيوعية الا الوطن مصر «حضارة حورس التاريخية» كما يطلقون عليها في دوائرهم والكنيسة المصرية التي تقف حجر عثرة أمام مشروعهم الايدلوجي المرتبط بالولايات الإبراهيمية والديانة الإبراهيمية الجديدة.