رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

شاء القدر أن يغادرنا يوم وفاة إحدى الفنانات الشهيرات، فطغى خبر رحيلها على الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية والأرضية، فضلا عن اهتمامات جموع الناس، فلم يلتفت إلى رحيله أحد غير تلاميذه وبعض الجهات الرسمية التى انتسب إليها، فأصدرت بيانات التعزية والتنويه عن جهوده العلمية, وكأنه يعيد ما جرى يوم وفاة «المنفلوطى» حيث نسيه الناس وانشغلوا بإطلاق الرصاص على الزعيم سعد باشا زغلول فى محاولة لاغتياله.

ملأ الدنيا علما بمؤلفاته التى بلغت 77 كتاباً منذ عام 1949 حتى رحيله، وكان نصيب التأليف 44 كتاباً، وتحقيق التراث 24 كتاباً، والترجمة 9 كتب، إضافة إلى 290 بحثاً ومقالة فى العديد من الدوريات والمجلات والصحف المصرية والعربية- حسب آخر إحصائية أوردها الدكتور حسام أحمد عبدالظاهر والتى نشرتها دار الكتب والوثائق القومية.

الدكتور حسين نصار أستاذ جامعى، ومذيع بالإذاعة المصرية، ورئيس لقسم اللغة العربية، ولقسم اللغة الفرنسية، ولقسم اللغات الشرقية بكلية الآداب، وعميد لكلية الآداب وغيرها من المعاهد العلمية، ومدير لمعهد المخطوطات العربية وعضو بمختلف المجالس والاتحادات واللجان الثقافية فى مصر.

حين تخرج فى كلية الآداب اتخذ أستاذه العلامة مصطفى السقا رحمه الله شيخًا له فلازمه ملازمة الابن لأبيه، وشاركه فى كثير من أعماله، وكان «السقا» يذكر ذلك فى مقدماته شاكرا لتلميذه مشاركته, وأفاده «السقا» فى دراسته، وأشرف على رسالتى الماجستير والدكتوراه، وأعانه على نشر كتبه وعرفه بعلاقاته على أصحاب دور النشر، وأوصى أبناءه أن مكتبته تؤول للدكتور حسين بعد وفاته يأخذ منها ويدع ما يشاء, فكان له أكبر الأثر فى التكوين النفسى له.

كان الدكتور حسين نصار يبدى إعجابًا شديدًا بالتعليم فى عصره بجميع مراحله, ففى الابتدائية كان مدرس اللغة العربية الدرعمى يأخذ منهم كل شهر جزءًا يسيرًا من مصروفهم الشخصى ليشترى لهم كتبًا يقرؤونها، ويطلب منهم أن يبكِّروا فى الحضور ساعة عن موعد الدراسة ليناقش موضوعات الإنشاء التى يكتبونها «مادة التعبير الآن».

وحين أراد الالتحاق بكلية الآداب قدم لمسابقة المجانية، وكانت امتحانا فى عدة كتب تقرر على المتقدمين لهذه المسابقة، فكان الدكتور زكى مبارك يتعرض لهذه الكتب بالتحليل والنقد فى مجلة البلاغ, وفى الجامعة تتلمذ على كبار العلماء والأدباء مثل أمين الخولى وأحمد الشايب ومصطفى السقا وأحمد أمين وغيرهم من العلماء.

وكان يذهب وهو طالب إلى دار الكتب المصرية للمطالعة, وعندما تخرج فى كلية الآداب اختار هو القسم الذى يريد أن يعين فيه، واختار بنفسه المشرف على رسالتى الماجستير والدكتوراه.

يروى رحمه الله قصة عن صديقه الدكتور شكرى عياد رحمه الله، يقارن فيها بين تعليمهم وتعليمنا، يروى أن الدكتور عياد عرض على حفيدته أن يساعدها فى دروس اللغة العربية بدلا من أن تأخذ فيها درسًا خصوصيًّا، فلما بدأ الدرس قالت له: أنت تعلمنى اللغة العربية، وأنا أريد أن أتعلم ما سيأتى فى الامتحان لا اللغة العربية.

أهدى الدكتور حسين مكتبته لجامعة أسيوط عرفانًا لجميل محافظته التى ولد فيها عليه، وأبقى جزءًا يسيرًا جدًا من مكتبته أهداه إلى جامعة أخرى لم تحفظ هذا التراث الثمين، بعد ما أصبح يباع على الرصيف، وكان على أكثر الكتب إهداءات من كبار العلماء والكتاب, مثل العلامة كوركيس عواد، والعلامة محمد مهدى علام، والعلامة أحمد عبد الغفور عطار، وأكثر من خمسين كتابا آخر وأعداد من السنوات الأولى لكثير من المجلات، تباع بثمن زهيد.

رحم الله الراحل الجليل الذى تحل ذكراه الرابعة الاثنين القادم, وجزاه عنا خيرا.

 

[email protected]