رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

لا تفرح يا عزيزى بهذا التطور الهائل الذى بشرنا به السيد مارك، ولا تأخذك نشوة دخول الجنة فى هذا الكون الماورائى، لأن وقتها ستكون ميتًا فى الحقيقة حيًا داخل « الميتا».. فى هذا العالم لن يكون هناك بشر حقيقى إلا السيد مارك وفريقه ومن يدير مارك نفسه.

منذ أيام قليلة دشنت شركة فيسبوك بداية لحقبة جديدة من التواصل الاجتماعى أسمتها «الميتا فيرس» أو «الكون الماورائي»، حيث يمتزج فيه العالمان الحقيقى والافتراضى إلى حد الاندماج، وهى رؤية نابعة من الخيال العلمى قائمة فى مجال ألعاب الفيديو.

ومن المفترض أن تخلق « الميتا» وجودًا افتراضيًا لا نهاية له، سيكون الحضور هو العنصر الأساسى فى « الميتا» الذى قد تشعر به كما لو كنت حاضرًا مع الأصدقاء فى بيئة افتراضية أو كما وصفها مارك بأنها «إنترنت متجسد».

الخطير فى « الميتا» ليس فقط من تحذيرات البعض بخطورتها على الصحة العقلية، أو أنها تمثل أرضًا خصبة لتكاثر الجريمة، أو ما قاله المستشار الدكتور حنفى جبالي، رئيس مجلس النواب : «نحن مقبلون على عالم رهيب سيكشف كل أسرارنا».. فهذا الكون الماورائى لن يحتاج إلى كشف أسرار أحد لأننا سنكون بكل ذواتنا داخل عالمه يتحكم فينا كيفما شاء.

الأخطر أننا أصبحنا فى مرحلة الجد من عملية حوسبة العقول وميكنة البشر، أصبحنا على مسافة صفر من دخول المصفوفة طواعية، وعلى وشك الإجبار فى دخول عالم مارك ومن ورائه، إذا كنت تريد أن تعرف ماذا سيحدث لنا، وما ينتوى هؤلاء أن يفعلوه بنا فعليك أن تشاهد فيلم " جيمر".

فى عام ٢٠٠٩ تم انتاج فيلم «جيمر gamer » بطولة جيرارد بتلر، ‏وهو فيلم حركة وخيال علمى، تدور أحداث الفيلم فى عام 2034 حيث يقوم ملياردير «كاسل» ببناء نموذج للعبة مشتقة من الخيال العلمى فى ملكية تابعة له، يتم التحكم بها تمامًا من قبله بواسطة تقنيات متطورة للتلاعب بالعقول.

فى هذه اللعبة يتم تقسيم العالم إلى نوعين من البشر من يملكون ومن لا يملكون، حيث يقوم صاحب اللعبة بواسطة فريق من النوع الأول–«من يملكون»– بالتحكم بسلوك المجموعة الثانية– «من لا يملكون» -، مستخدمين فى ذلك نوعين من الألعاب المتطورة المستخدمة فى ألعاب الفيديو المرتكزة على تقنية الواقع الافتراضى.

يقوم اللاعبون بالدخول مباشرة إلى عقول بشر حقيقيين عن طريق شرائح إلكترونية زرعت فى عقول هؤلاء البشر الذين تم وضعهم فى شبكة اجتماعية تحاكى النموذج الموجود فى اللعبة المذكورة.

وما يلبث اللاعبون المتحكمون بمصائر هؤلاء البشر المساكين أن يجدوا أنفسهم منزلقين إلى ممارسات شاذة غريبة، تعتمد على طبيعة التلصص والرغبة فى اكتشاف أسرار الآخرين والتلاعب بخبث بعواطفهم وحيواتهم، وشيئًا فشيئًا يقومون بالعبث بحياة هؤلاء دون أن يستطيعوا مقاومة الرغبة الجارفة فى القيام بأحط الأفعال وأكثرها دناءة ولؤمًا.

هذا ببساطة ما يمكن أن يحدث لك، وأعترف لك عزيزى القارئ أننى ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة، وأن هناك من يديرون مارك نفسه ويريدون التحكم فى البشر.

 

[email protected]