رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

إن مستقبل صناعة التنمية وتنافسية مصر على المستوى الدولى يعتمدان على استراتجية طويلة ومتوسطة المدى للطاقة تشارك فى وضع هذه الاستراتيجية كل الجهات والفئات لإقرارها كمشروع اقتصادى قومى لبناء دولة ما بعد عصر مشتقات الكربون، وهو ما اعتمد عليه توجه مصر نحو العالم الخارجى خاصة التجمعات الاقتصادية كتجمع فيشجراد هذا التجمع الذى تكون عام 1991 عقب انهيار الاتحاد السوفيتى والذى يضم أكبر أربعة اقتصاديات نموًا فى القارة الأوروبية وهى بولندا بحجم اقتصاد 600 مليار دولار وبولندا 245 مليار دولار والتشيك 155 مليار دولار وسلوفاكيا 105 مليارات دولار بإجمالى أكثر من تريليون دولار يجعلها تقع فى المرتبة 13 بعد روسيا الذى يبلغ حجم الناتج المحلى لها 1.67 تريليون دولار، هذا التجمع يهدف إلى الحفاظ على القيم الثقافية والاقتصادية لهذه الدول عبر التوجه نحو الاستخدام السلمى للطاقة.

حضور مصر فاعليات هذا التجمع عبر دعوة رسمية للرئيس عبدالفتاح السيسى تأكيد لتطابق الرؤى حول أن الطاقة النظيفة المعتمدة على الوصول إلى الحياد الكربونى أو صفر انبعاثات بحلول عام 2050 هو هدف عالمى وفق اتفاقية باريس للتغير المناخى، هذا التجمع الذى يتميز بالتقدم فى مجالات الصناعات التحويلية والزراعة ووسائل الاتصالات وهى نفس الركائز التى يقوم عليها برنامج الإصلاح الاقتصادى الثانى لمصر تمثل تطابق فى الرؤية والمسار. حضور مصر للمرة الثانية بصورة رسمية وكثالث دولة بعد اليابان الاقتصاد الثالث عالميًا 5.5 تريليون دولار وألمانيا الرابع عالميًا 4.16 تريليون دولار تجعلنا نوقن أن المستقبل لهذه الدولة المصرية العظيمة التى ترسم ملامح المستقبل لها ولغيرها من الشعوب فمصر أصبحت منذ ٢٠١٦ رمانة ميزان الأمن لوسط أوروبا عبر تصديها للهجرة غير الشرعية كما أنها أصبحت نسر الشرق عبر تصديها للجماعات الإرهابية ونجاحها فى عملية الإصلاح الاقتصادى الأول، لكن وهو الأهم أن مصر تمتلك خزائن الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهما المصدران اللذان يعول عليهما العالم التوجه نحو بناء اقتصاد عالمى لما بعد عصر مشتقات الكربون.

مطلوب من تجمع فيشجراد نصيب واضح لكل التكنولوجيات الجديدة لتوليد الطاقة فى كعكة الاقتصاد المصرى خاصة التكنولوجيا فى مجال الزراعة واستصلاح الأراضى وكذلك فى مجال التحول الرقمى وهو مجال تكوين الثروات السريعة للإنفاق على مجالات البنية التحتية للدولة فالاقتصاد الإسرائيلى لم ينجح الا بتوجيه العنصر البشرى نحو تكنولوجيا المعلومات وخاصة الشباب فنجد أن 65 رجل أعمال إسرائيلياً يمتلكون ١٠٪ من ثروات العالم منهم 35٪ شباب، كما تمكن ١٧ ألف شاب يهودى من الدخول لنادى المليونيرات عبر دعم المبادرات الشبابية والابتكارية، العناد لبعض دول العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والصين اللذان يمتلكان 42٪ من اقتصاد العالم بـ٧٧ تريليون دولار ضد محاولات تخفيض الانبعاثات الكربونية سيكون له آثار مدمرة على الاقتصاد العالمى مستقبلًا الذى زادت فيه نسبة ثانى أكسيد الكربون فى نهاية القرن العشرين لتصل إلى 400 جزء فى المليون بتكلفة سنوية تزيد على ٦٠٠ مليار دولار تشمل الفاقد الزراعى والتصحر والفيضانات وزيادة الملوحة فى المياه الجوفية الصالحة للزراعة والشرب، بعد أن كانت خلال الـ10.000 سنة الماضية 280 جزءًا فى المليون ويعتبر رقم 550 جزءًا فى المليون هو حد الخطر على كل الكائنات الحية على سطح الأرض.

مطلوب الآن وقبل أى وقت مضى وضع استراتيجية تضمن رفع نصيب الطاقة النووية السلمية إلى الضعف بداية من السعى نحو الانتهاء من مشروع الضبعة النووية وزيادة 700 ضعف الطاقة الشمسية ونصيب مصر محفوظ من خلال اكبر سطوع للشمس فى العالم، وزيادة 40 ضعف فى طاقة الرياح مع إيقاف قطع الأشجار وهو ما سيضمن لنا مستقبلاً مشرقاً للتنمية فى مصر وضمان زيادة تنافسية مصر على المستوى الدولى.

--

 رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام