رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كما ذكرنا من قبل، وكما حكى لى والدى المنتج والسيناريست الكبير ممدوح الليثى، نجحت خطة الأستاذ سعد الدين وهبة، ضد يوسف السباعى، وزير الثقافة، ونال فيلم الكرنك استحسان جميع كبار الكتاب والنقاد.. بعد أسبوعين اتصلت السيدة اعتدال ممتاز بوالدى، وقالت له: إيه ده اللى عملته يا أستاذ ممدوح؟ الوزير يوسف السباعى زعلان منك جدًا.. خير؟! تخلّى النقاد يشوفوا الفيلم... قبل ما يتصرح بيه..؟! مفيهاش حاجة... طول عمرنا بنعمل كده.. واستطردت قائلة: ما هو مش النقاد بس؟! تعزم ثلاثة وزراء إعلام سابقين يشوفوا الفيلم ومتعزمش وزير الإعلام الحالى..؟ الحقيقة محبتش أحرجه يا مدام اعتدال، وقالت بحسم: على العموم.. الوزير هيشوف الفيلم بكرة الساعة تمانية...

فى مدينة السينما، لو سمحت تودى النسخة هناك من النهارده، متشكرة قوى.. مع السلامة!! وأصيب والدى بالوجوم واتصل بسعد الدين وهبة.. أبلغه بالأمر.. ضحك سعد الدين وهبة وهو يقول: «ده مهيج الدنيا عليك.. قعد يكلمنى ساعتين النهارده فى التليفون.. طبعًا ماقلتلوش إنى شفت الفيلم! طب والحل..؟ إوعى يا مجنون... تروح تقابله بكرة لوحدك.. أمال أعمل إيه..؟ خد معاك استاذ نجيب محفوظ... هينكسف منه.. وسألت سعد الدين وهبة: وانت... مش هتحضر معاه العرض بكرة...؟ لأ أنا الفيلم عاجبنى... وأنا بحب يوسف السباعى ومش عايز اتصادم معاه..اتصل والدى بأستاذنا الكبير نجيب محفوظ وأبلغه بالأمر.. رد فورًا: ابعدنى عن يوسف السباعى.. علشان خاطرى يا استاذ نجيب... إنت عارف يا ممدوح أنا عمرى ما حضرت عرض خاص... ده مش عرض خاص يا أستاذ نجيب.

ده عرض رقابة... وقال ضاحكًا: أنيل..!! وبعد ضغوط من والدى استغرقت ثلاث مكالمات تليفونية... ومقابلة مع استاذنا الكبير نجيب محفوظ على قهوة (ريش) بشارع سليمان باشا... وافق الأستاذ نجيب محفوظ على الحضور معه لمقابلة يوسف السباعى عند مشاهدته للفيلم..!! ذهب والدى مبكرًا إلى مدينة السينما. هيأت القاعة للمشاهدة الجميلة المتوقعة..!! حضر كبار المسؤولين بوزارة الثقافة والإعلام وهيئة السينما، ما عدا طبعًا سعد الدين وهبة وحضرت السيدة اعتدال ممتاز، ومر والدى على الأستاذ نجيب محفوظ وصحبه بسيارته إلى مكان العرض، ووقف الجميع يحتفون به باحترام شديد... ثم حضر الأستاذ يوسف السباعى... وصافح الجميع... وعند مصافحة والدى له.. قال له متهكمًا: لقيتك عزمت كل مصر تشوف الفيلم... ومعزمتنيش أنا... قلت أشوفه بحكم وظيفتى!! وقال والدى فى سرّه: بدايتها مسك ولم يرد طبعًا ولم يتوقع خيرًا..!! جلس الأستاذ نجيب محفوظ على يمين يوسف السباعى، وجلس والدى على يساره، وبدأت ماكينات العرض تدور كى تعرض فيلم الكرنك.. وكان والدى يتابع فى الظلام وعلى ومضات إضاءة الشاشة تعبيرات وجه يوسف السباعى وكلما ظهر حلمى حمادة، الشاب الشيوعى، الذى جسد دوره الوجه الجديد محمد صبحى فى أول تجربة له، كان يوسف السباعى يزفر وهو يسمع كلمة شيوعى... أو شيوعيين وفى كل مرة كان والدى يضع يده على قلبه!! انتهى عرض الفيلم ولم يصفق أحد ولم ينطق أحد بكلمة فى انتظار ما سيقوله الوزير يوسف السباعى ونظر يوسف السباعى إلى والدى وقال له: إيه ده انتو مطلعين الشيوعيين أبطال... وهم الشهداء... وهم اللى حرروا مصر... والتفت إلى استاذنا نجيب محفوظ وقال: معلش يا نجيب بيه... حضرتك ملكش ذنب... الرواية كانت حلوة وهى بتتنشر فى الأهرام كنص أدبى إنما كفيلم.. لأ.. الأستاذ ممدوح الليثى فى السيناريو مضخم فى الشيوعيين قوى ونافخ فيهم، نسى نفسه... رغم أنه مش شيوعى يا أخى.

وللحديث بقية...